سوء التغذية يهدد ألفي طفل نازح بالموت

سوء التغذية يهدد ألفي طفل نازح بالموت
26 Feb
2014

 

ملاك مكي - السفير

يواجه نحو ألفي طفل من النازحين السوريين دون الخامسة من العمر خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد والشديد. ويحتاج نحو 10504 أطفال إلى العلاج لمواجهة سوء التغذية الحاد. وتبلغ نسبة انتشار حالات سوء التغذية الحاد عند الأطفال النازحين في العام 2013، 5.9 في المئة مقارنة بنسبة 4.4 في المئة في العام 2012، فيعتبر الوضع الغذائي رديئاً وفق معايير «منظمة الصحة العالمية». تعود تلك الأرقام إلى دراسة في شأن الوضع الغذائي لللاجئين السوريين التي قامت بها «منظمة اليونيسف» بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، و«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، و«منظمة الصحة العالمية»، و«برنامج الأغذية العالمي»، و«الجمعية المسيحية الأرثوذكسية الدولية»، بين شهري تشرين الأول وتشرين الثاني 2013 وأطلقتها أمس. شملت الدراسة 1200 أسرة سورية نازحة في البقاع، الشمال، الجنوب، بيروت وجبل لبنان، واستهدفت الأطفال دون الخامسة من العمر، والنساء في سن الإنجاب (15 إلى 49 عاماً) وتم اسقاط نتائجها على جميع النازحين السوريين في لبنان الذين بلغ عددهم، في نهاية 2013، 890136 نازحاً، 20 في المئة منهم أطفال دون الخامسة من العمر. يعاني 1780 طفلاً من سوء التغذية الحاد والشديد، و8545 من سوء التغذية الحاد المعتدل ويحتاجون إلى العلاج. يبلغ معدّل التقزم، إحدى مؤشرات سوء التغذية، 17.3 في المئة في العام 2013، بينما سجّل 12.2 في المئة في العام 2012. وارتفع مجموع معدل نقص الوزن من 3.1 في المئة في العام 2012 إلى 3.3 في المئة في العام 2013. سجلت نسبة ظهور الوذمة (oedema- تورم نتيجة احتباس السوائل، ومؤشر لسوء التغذية) 0.4 في المئة وأغلبية الحالات في البقاع، حيث سجلت نسبة سوء التغذية الحاد الشديد 1.7 في المئة. ويعتبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و35 شهراً الأكثر عرضة لسوء التغذية. عانت نسبة 24.9 في المئة من الأطفال، في الأسبوعين الأخيرين من إجراء الدراسة، من الإسهال، ونسبة 40.1 في المئة من السعال، نسبة 34 في المئة من الحمى، و21 في المئة من فقر الدم. يعتبر الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراً، أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم وتنتشر النسبة الأكبر منهم في محافظة الشمال. يلفت مسؤول «اليونيسف» لشؤون الصحة والتغذية في لبنان زروال عز الدين إلى ارتفاع معدل فقر الدم عند النساء الذي يصل إلى 26.1 في المئة. وينتشر سوء التغذية عند النساء بنسبة خمسة في المئة، وسوء التغذية الحاد بنسبة 1 في المئة. لا تتجاوز نسبة 75 في المئة من النساء اللواتي يعانين سوء التغذية 35 عاماً. تسجّل محافظتا الشمال والجنوب النسب الأعلى لانتشار حالات سوء التغذية عند اللاجئات. بلغت نسبة الرضاعة الطبيعية الحصرية دون الستة أشهر 25 في المئة فقط. تعتبر ممثلة «الجمعية المسيحية في لبنان» ليندا شاكر أن المعدل منخفض، إذ يهدد نقص الرضاعة الطبيعة حياة الطفل فيصبح أكثر عرضة للإسهال وسوء التغذية. وقامت 60 في المئة من الأسر، التي لديها أطفال دون السنتين من العمر، بتلقيح أطفالها في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتلقّت نسبة 18.1 في المئة التلقيح في سوريا. تظهر ثلثا الأسر، وفق الدراسة، رضى في شأن توافر مياه الشرب، بينما لا تحصل سوى نسبة 59.5 في المئة على الصابون ومنتجات النظافة. تستخدم نسبة 16.4 في المئة من المنازل المراحيض المشتركة، وتتخلّص نسبة 4 في المئة من الأسر (التي لديها أطفال دون الثلاث سنوات) فحسب من البراز بطريقة آمنة. ما يوجب البحث عن أساليب مناسبة للتخلص من البراز. تظهر «اليونيسف» قلقاً في شأن تدهور الوضع الغذائي للاجئين السوريين في لبنان، وتخوفاً من تفاقم الوضع سوءا بسبب ارتفاع أسعار الأغذية، وغياب الأمن الغذائي، وارتفاع أعداد النازحين. وتشير تلك الأرقام، وفق عز الدين، إلى تهديد صامت وبداية أزمة حقيقية توجب اتخاذ إجراءات وقائية وتدخلات علاجية فورية. وتوصي الدراسة بضرورة تعزيز آليات إدارة سوء التغذية الحاد، وآليات فحص الأطفال والأمهات للكشف عن حالات سوء التغذية، وتوفير العلاج للمصابين، ووضع بروتوكول وطني لإدارة سوء التغذية الحاد والوقاية منه. ويشكّل رفع الوعي في شأن ممارسات تغذية الرضع والصغار وتحسين نظام رصد الأمن الغذائي، وتحسين خدمات المياه والمرافق الصحية إجراءات ضرورية لمواجهة مخاطر سوء التغذية.

 

الأكثر قراءة