أمجد سمحان - السفير
تواصل حملة مقاطعة إسرائيل "BDS" الفلسطينية نشاطها في أنحاء العالم وخصوصا في أوروبا، عبر الضغط على البرلمانات والحكومات ومن خلال تنظيم الفعاليات المختلفة للحث على مقاطعة إسرائيل سياسيا وثقافيا واقتصاديا، ضمن خطوات للضغط عليها من أجل إنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية. وفي موازاة ذلك دقت إسرائيل ناقوس الخطر واستنفرت أمنيا وماليا للتصدي لهذه المقاطعة التي يبدو أنها بدأت تؤتي ثمارها. وخلال مؤتمر صحافي نظمته الحملة في مدينة رام الله، أمس، أعلن المتحدث باسمها عمر البرغوثي أن دولة الاحتلال خصصت خلال آخر جلسة لحكومتها مبلغ 30 مليون دولار تقريبا من اجل التصدي للحملة التي تتسع شيئا فشيئا، موضحا انه وإلى جانب ذلك ترسل إسرائيل الوفود إلى البرلمانات والدول الموالية لها وتستخدم نفوذ الجماعات القريبة منها من أجل الضغط على الحكومات خصوصا الأوروبية لمنع انتشار المقاطعة. وبحسب البرغوثي، تقوم إسرائيل "بملاحقة الناشطين الموالين لفلسطين وللفلسطينيين في أرجاء العالم عبر أجهزة استخباراتها في محاولة لثنيهم عن حشد الضغط والتأييد للحملة". ونشأت هذه الحركة، التي هي اختصار لكلمات boycotts Divestment and sanctions against Israel، أي مقاطعة وسحب استثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل، في العام 2005 في الأراضي الفلسطينية، وهي تتكون من 170 مؤسسة فلسطينية، إضافة إلى ناشطين أفراد ومناصرين للقضية الفلسطينية، حيث تمارس نشاطاتها في دول العالم وخصوصا دول الاتحاد الأوروبي الذي اصدر قانونا يحظر التعاطي مع منتجات المستوطنات الإسرائيلية. ويقول مصطفى البرغوثي لـ"السفير"، وهو احد أعضاء حملة المقاطعة، إن "أهم نتاج لهذه الحملة يمكن لمسه الآن هو انخفاض أرباح المستوطنات بنسبة 20 في المئة على الأقل، إلى جانب أن هناك شركات لها علاقة بإسرائيل وتستثمر في مشاريع تمول الاحتلال خسرت عقودا بمليارات الدولارات بسبب الحملة". ونشرت "BDS" على موقعها الالكتروني أبرز نجاحاتها مؤخرا على مستوى المقاطعة ومنها قرارات مرتقبة لأكبر مصرفين في دولة الدنمارك لمقاطعة المصارف الإسرائيلية بسبب نشاطها الاستيطاني، وتطرقت أيضا إلى قرار صندوق التقاعد الحكومي النرويجي "GPFG" سحب استثماراته من الشركات الإسرائيلية المرتبطة بالبناء في المستوطنات، ومثله شركة القطارات الحكومية في ألمانيا، ومقاطعة 500 مؤسسة أكاديمية أميركية لجامعات ومؤسسات أكاديمية إسرائيلية. ويقول البرغوثي: "لقد أصيبت إسرائيل بالصدمة بعد قرار الاتحاد الأوروبي مقاطعة منتجات المستوطنات، حيث تسبب بخسائر فادحة لكل الشركات الإسرائيلية التي لها مقار في المستوطنات، أو تمول الاستيطان بأي طريقة كانت. إنّ المقاطعة ستكون واحدة من أدوات الانتفاضة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال". وقال البرغوثي إن حملة المقاطعة "لا تقتصر فقط على المستوطنات وإنما هي ضد إسرائيل التي تحتل أرضنا دون وجه حق، ولن تتوقف إلا إذا انتهى هذا الاحتلال". وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في تصريحات له مؤخرا إنه يخشى على تدهور "أمن واقتصاد" إسرائيل بسبب ازدياد المقاطعة الدولية والعزلة لها. وهو ما ووجه بحملة شرسة من وزراء الحكومة الإسرائيلية التي اعتبرت أن تهديدات كيري هدفها ابتزاز إسرائيل "لتقديم تنازلات" في ملف المفاوضات. من جهته، اعتبر وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينت، أمس، أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري "ليس لاساميا" وأن من يقول ذلك يخطئ. وقال، في كلمة ألقاها في "مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية" المنعقد في مدينة القدس المحتلة، إنّ "الصداقة مع الولايات المتحدة صداقة إستراتيجية" برغم إمكانية وجود خلافات معها. واعتبر أنّ "الأقوال بخصوص فرض المقاطعة على إسرائيل هي اللاسامية الجديدة"، زاعماً أنه "يجوز توجيه انتقادات إلى إسرائيل إلا أنّ فرض المقاطعة عليها ما هو إلا عمل معاد لليهود".