محمد صالح - السفير
في 16 شباط 1985 حققت المقاومة الوطنية والإسلامية إنجازاً تاريخياً حين نجحت بطرد قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة صيدا ومنطقتها. وهذه الأيام تأتي الذكرى التاسعة والعشرون لهذه المناسبة وصيدا بمكوناتها السياسية تحتفل بهذا النصر كيوم مجيد في تاريخ المدينة. ورفع "التنظيم الشعبي الناصري" والقوى والأحزاب الوطنية لافتات النصر الحمراء والرايات التي تحمل الشعارات العائدة لجبهة المقاومة، والتي زرعت في عدد من الشوارع والساحات مؤرخة لبعض العمليات النوعية التي نفذت ضد العدو وأسماء المقاومين الشهداء الذين نفذوها. وأحيت عاصمة الجنوب صيدا، أمس، في ساحة الشهداء الذين سقطوا إبان الاجتياح بدعوة من "الشعبي الناصري" والأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية ذكرى انتصارها على الاحتلال الاسرائيلي، وأكدت هويتها الوطنية وخطها العروبي. وأضاء أهالي صيدا شعلة التحرير التي رفعها الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد بحضور ممثلين عن الأحزاب والفصائل الفلسطينية وشخصيات اجتماعية. ووجه سعد في كلمة تحية لأبناء صيدا والمقاومة الوطنية والإسلامية في يوم تحرير المدينة، وقال: "البعض في صيدا وغير صيدا لا يهنأ له عيش إلا في أقبية التعصب والفكر الظلامي، أمّا نحن أحرار صيدا ومقاوموها فنؤكد أنّ لصيدا هوية واحدة، هي الهوية الوطنية العربية المقاومة المقاتلة في فلسطين وفي الجنوب". وإذ أكد أنّ "صيدا تستحق أن نحمي خياراتها وخيارات أهلها ومصالحهم"، دعا أبناء صيدا إلى "عدم المغالاة في غضبهم وإحباطهم وقلقهم وفي شعورهم بالغبن والخوف المتبادل بين الجماعات اللبنانية. وعلينا أن نعرف أين نوجه غضبنا، وكيف نحصل على حقوقنا ممن يسرقون لقمة عيش أبناء الشعب". وفي شأن الافكارالتي تطرح لتحصنين صيدا وآخرها طرح "الجماعة الأسلامية"، قال سعد: "نمد أيدينا بكل وضوح لهذا العرض، لكن الخطوة الأولى في هذا الإطار، تكون بإخراج المدينة من العزلة التي فرضتموها أنتم عليها". وأبدى سعد استعداده لـ"أي طرح إيجابي هدفه تحصين صيدا سياسياً وأمنياً". إلى ذلك، أحيت دائرة صيدا في "تيار المستقبل" ذكرى شهداء مجزرة مستشفى صيدا الحكومي بلقاء في مكان المجزرة بمنطقة "البركسات" خلف المستشفى الحكومي، شارك فيه المنسق العام للتيار في الجنوب ناصر حمود وممثلون عن الفصائل الفلسطينية. من جهته اعتبر رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري في تصريح أن "البعض على ضفتي الاستقطاب في لبنان قد نسي أو تناسى أن صيدا ومقاومتها كانا من أوائل المنتصرين على الاحتلال وعملائه".