حدادة يفضّل تأجيل المؤتمر

حدادة يفضّل تأجيل المؤتمر
31 Oct
2013

 

لينا فخر الدين في العيد الـ89 لـ«الحزب الشيوعي»، كان «الرفاق» الذين تدفّقوا إلى صالة «الأريسكو بالاس» يريدون من رئيس الحزب الدكتور خالد حدادة أن ينطق جملة واحدة: تحديد موعد انعقاد المؤتمر التأسيسي الحادي عشر.بالنسبة لهم، إن انعقاد المؤتمر خلال هذه الفترة يعني البدء بورشة تأهيل لـ«الحزب» الذي يقف على عتبة التسعين من العمر، في ظلّ تخبّطه بأزمات تنظيمية وسياسية لا تعد ولا تحصى، كان أبرزها فصل عدد من القياديين وتململ «الشيوعيين» من أداء القيادة.وبالرغم من الآمال المعلّقة على هذا المؤتمر، رحل «الشيوعيون» من «الأريسكو» دون أن يسمعوا من حدادة ما يبرّد قلبهم، إذ إن الأخير اكتفى بدعوة المجلس المركزي إلى الانعقاد لصوغ برنامج نضالي متكامل للمؤتمر المقرّر عقده في العام 2014، بالإضافة إلى تشديده على «إشراك الشيوعيين والديموقراطيين في صوغ وثائق المؤتمر».«النهاية المبهمة» للاحتفال، الذي جرى أمس الأوّل، رأى فيها «الرفاق» تأجيلاً جديداً بـ«مبررات» التحضير. أما حدادة فيرى الأمر بطريقة مغايرة. في نظره، إن «الأوضاع السياسية التي يمرّ بها لبنان والعالم العربي، بالإضافة إلى أطر التنظيم الداخلية، تستدعي مؤتمراً استثنائياً لا عادياً، وبالتالي فإن هكذا مؤتمر يحتاج إلى تحضير دقيق للوثائق السياسيّة والتنظيمية، حتى تحقّق المراد منها».«الشيوعي المتفائل» يريد من وثائق المؤتمر التأسيسي أن تجد صيغة لأزمة النظام اللبناني، على اعتبار أن هذا النظام هو ضاغط أساسي على عمل «الشيوعي» والأحزاب العلمانية والوطنيّة، وعلى المقاومة لتتقوقع في إطار طائفي مذهبي. حدادة لا يقول هذا الكلام من الهواء، فهو يعتقد انه إذا طرح «الحزب الأحمر» صيغة بديلة لحلّ أزمة البلد من خلال عمليّة تغيير، وبديلٍ ديموقراطي، «فإنه يستطيع أن يقطع شوطاً كبيراً من أزمة واقعه التنظيمي المتشابك والمرتبط بهذه الالتباسات، تماماً كعلاقة التغيير في لبنان التي تتقاطع مع عمليّة التغيير في العالم العربي». إذًا، الرجل ينطلق من العام إلى الخاص، حتى يكون بمقدور «الشيوعي» أن يطوّر «وعاءه التنظيمي»، «ويحافظ فيه على فئة الشباب التي تنضمّ بالمئات كلّ سنة، وتعود وتخرج من الحزب إلى أطر أخرى بعد أن يجدوا أنّ طموحاتهم تتعدّى هذا «الوعاء التنظيمي»، على حدّ قول حدادة. وإذا كان رئيس «الشيوعي» ومعه المكتب السياسي، يرون أنّ الأفضل هو التحضير لمؤتمر استثنائي للبحث عن بدائل فعليّة، فإن ذلك لا يعني أن هذا الخيار هو خيار حتمي. حدادة الذي يريد أن يكون رجلاً ديموقراطياً تماماً كحزبه، يؤكد أن القرار النهائي يعود إلى المجلس العام، المتمثّل باجتماع كلّ أعضاء المنطقيات والقطاعات المركزية والنقابية واللجان... مع المجلس العام. صحيح أنه لا سلطة تقريرية لهذا المجلس، ولكن رئيس الحزب تعهّد أن التوصية التي سيخرج بها هذا المجلس سيتمّ تنفيذها على الفور. فإذا قرّر الخيار الأوّل فسيتمّ التحضير للمؤتمر الاستثنائي، وإذا أوصى بضرورة عقد المؤتمر بأسرع وقت، فإن حدادة قد «حسب حساباً» لهذا التوجّه، مشيراً إلى أن اللجان التي شكلتها اللجنة المركزية حضّرت كلّ الوثائق والمواد التي يمكن أن يتمّ طرحها في المؤتمر.ولأنه ديموقراطي أيضا وأيضا، فإن حدادة لم يرجّح قرار المؤتمر الاستثنائي بفعل «استنباط فرديّ»، ولكن بعدما لمس أن الجوّ العام ينحو في هذا الاتجاه، وهو الذي لا يترك فرصة إلا ويعقد الاجتماعات المتتالية لمعرفة هواجس «الرفاق» ويعمد إلى معالجة الأزمات التنظيميّة، بالرغم من أن البعض يرى عكس ذلك!والقرار بتأجيل المؤتمر إلى حين تحضير الوثائق الضرورية، لا يعني، بحسب حدادة، عدم تفعيل العمل القيادي واللجان الحزبية، وإنما هذا الهدف هو من الأمور الملحّة التي يفترض العمل عليها إلى جانب التحضير للمؤتمر بآليات مرنة ومفتوحة.لا ينكر حدادة أن «الشيوعي» يعيش ضموراً حالياً، ولكن «الرجل المتفائل» يحاول أن يركّز على الإنجازات التي حققها الحزب منذ تأسيسه وخلال قيادته للحزب. يعدّد رئيس «الحزب الشيوعي» بعضاً منها: صوغ التحالفات وحماية الحزب نفسه من الضغوطات التي كانت تدفعه إلى الدخول في حركة «14 آذار» أو «8 آذار»، وضمان استقلالية الحزب، سواء على المستوى الوطني أو الاقتصادي أو الاجتماعي الثقافي... وغيرها من الانجازات التي «تنمو» في نظر حدادة.أما بالنسبة إلى الأزمات التنظيميّة، فإن رئيس «الشيوعي» لا يحبّ الخوض بتفاصيل هذه الأمور، أو هكذا يوحي، بل يفضّل السير على الضفاف. ويلفت الانتباه إلى أن الحزب يترك المجال لـ«الرفاق» للتعبير عن آرائهم إلى أبعد الحدود دون مساءلتهم، ولكن عندما يتعلّق الأمر بالإساءة إلى الحزب بالمباشر، فإن الأمر يختلف كلياً. وفي الإطار التنظيمي أيضاً، يعتقد البعض أن تأجيل المؤتمر مرتبط برغبة حدادة بالبقاء في رئاسة «الشيوعي». في حين أن حدادة ينفي الأمر، ويؤكد «أنني غير متمسّك برئاسة الحزب أبداً، بل على العكس، فإنني مستعدّ لتنفيذ هذه الخطة دون أن أكون على هذا الكرسي، وأنا قد طرحتُ هذا الفكرة في إطار التقديم للمؤتمر». ويعتقد حدادة أن هذه الفكرة «هي خارج تفكير الحزب، وهي طرح شكلي يطرح من باب «المزح الالكتروني»!في المقابل، لا يرى رئيس «الشيوعي» أن الحزب ينأى بنفسه عن الوضع السوري أو أن هذا الوضع يسبّب إحراجا على مستوى القيادة والقاعدة، ويؤكد أنه «لا يجب أن يبقى النظام في سوريا، ولكننا أيضاً نرفض الخطة المضادة التي تقودها أميركا من خلال حكم الإرهاب الأصولي الذي تديره السعودية وقطر»، مشدداً على «أننا نسعى إلى إيجاد جسم ديموقراطي وإحياء الحوار بين القوى الديموقراطية واليسارية والشيوعية التي ترفض بقاء هذا النظام وفي الوقت نفسه ترفض التدخّل الأجنبي في سوريا».وفي الذكرى الـ89 للحزب، لا يغفل رئيس «الشيوعي» الدقائق الأخيرة لـ«حارس السنديانة الحمراء» محمّد دكروب «الماركسي الجدلي» الذي «عرف كيف يوائم بين النقد والالتزام، واخ

آخر تعديل على Friday, 13 December 2013 12:57

الأكثر قراءة