وكأنهم على موعد مع الحبّ الأوّل. حملوا الكثير من الذكريات، وأتوا إلى موقع الطلقة الأولى في بيروت حيث صدحت الحناجر باسم الحبيبة: «جمّول». لكلّ منهم حكايته مع الطلقة الأولى. أين وكيف ومتى ومع من. رووا، فتحجّرت الدموع في المآقي. لا يريدون لحلمهم الجميل أن يصبح مجرد ذكرى. أما هي، فكانت تبتسم بحبّ. تشعر بما يشعر به كلّ واحد منهم. تبادلهم العاطفة. لكنها لا تستطيع أن تكذب عليهم. لم تفعل هذا يوماً. مرّ زمن طويل، كان كفيلاً بأن يدفعها إلى الهامش. أن يضعها خارج التاريخ، وهي التي عندما ولدت من قبضاتهم، ولدت لتغيّر وجه التاريخ. لا تلومهم. تعرف أنهم كانوا صادقين. وتعرف أن من تخلّف منهم عن لقائها أمس، يحبّها أيضاً ولا يريد أن ترى ما آلت إليه حاله في غيابها. أمس، أمام اللوحة التذكارية للعملية الأولى، كانت «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» الحبيبة الوفية رغم مرور 31 عاماً. عاهدتهم أن تبقى في الانتظار... فمثلها لا يعرف اليأس.