برغم طوفان المذهبيّة ووصولها إلى كل شيء، فإنَّ إضافة «الجامعة اللبنانيّة» خانة المذهب إلى استمارة التسجيل، تسبّبت بمفاجأة.هذه إيجابيّة تُسجّل للضمير اللبناني، وتُسجّل أيضاً للمؤسّسة الأكاديميّة الرسميّة الأم.لكنَّ لهذه الإيجابيّة وجهاً آخرَ، مؤلماً، لا سيما أنّ ذلك يحصل في «الجامعة اللبنانيّة»، التي يُفترض أنّها وطنيّة وتجمع من تفرّقهم السياسة والمذهبيّة.والمفاجأة هنا، مقرونة بسؤال عمّا إذا كانت الجامعة الوطنيّة قد استسلمت للثقافة المذهبيّة وإجراءاتها، وباتت تسهّل الفرز المذهبي الذي ترفّعت عنه، حتى في ظل الحرب.أميل إلى رفض تصديق ذلك. فإدارة الجامعة تدرك أن الفرز المذهبي لا يجرّد الجامعة من هويّتها ودورها الوطنيين فحسب، وإنّما يؤثّر سلباً في الأداء الأكاديمي والإصلاح الإداري.ولنأخذ حالة رفض توحيد «ماستر» الآداب في مقر عمادة الكليّة مثالاً. ففي مقابل الأسباب الأكاديميّة والإدارية التي تدعم التوحيد وتبرره، ومنها مركزة الطاقات واستثمارها لمصلحة الطلاب جميعاً، تقف المذهبيّة وتعترض على القرار. ولديها خطاب أكاديمي واجتماعي لتبرير الرفض، مثل الحفاظ على التنوّع اللغوي ومشقّة تنقّل الطلاب في ظل غياب النقل المشترك. إضافة إلى هواجس الذميّة والذوبان، إذ يعتبر رافضو التوحيد أن القرار يُفرّغ الفروع لمصلحة «مركز» تسيطر عليه جهة مذهبيّة أخرى.وبرغم ذلك، تصر الإدارة المركزية على التوحيد، وتعتبر أن الرفض يخدم مشروع التقسيم المذهبي. فلماذا إذًا تقبل إضافة خانة المذهب؟ وهي نفسها الإدارة التي تؤجّل إحياء «الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانيّة» خوفاً من استنساخ الطلاب السياسة والمذهبيّة. فما الذي تغيّر؟حقاً ما الذي تغيّر؟حسان الزين