يعرف السفير الفرنسي بارتيس باولي أن إبعاد الاعتصامات الاحتجاجية أمام سفارة بلاده عشرة امتار لن يغيّر من مشهد طريق الشام التي أطلق عليها مؤخراً «طريق جورج عبد الله». جدران السفارة المبنية بالحجر الرملي لا تزال مطلية بلوحات الغرافيتي التي خطها الناشطون المطالبون بحرية الأسير اللبناني المعتقل تعسّفاً في السجون الفرنسية. يعرف باولي أن من غير المجدي أن يفتح ورشة تنظيف هذا الجدار، ما دامت سلطات بلاده مستمرة في احتجاز عبد الله، الذي أصدر القضاء الفرنسي قراراً مشروطاً بالافراج عنه، فعطّلت الحكومة الفرنسية قرار ترحيله ودخلت في دوامة استئنافات لا تنتهي.اما خيمة الاعتصام التي فكت قبل شهر، إفساحاً في المجال أمام الجهود الدبلوماسية التي تعهدت بها الحكومة اللبنانية، فمن المرجح أن تنصب مجدداً فيما لو استمر سيناريو تأجيل جلسات المحاكمة. ومن المقرّر أن تنظم الحملة اعتصاماً احتجاجياً بالتزامن مع مؤتمر رابطة القضاء العالي لمحاكم النقض الناطقة بالفرنسية المزمع عقده في بيروت في ١٣ آذار الجاري، على أن تعتصم امام السفارة الفرنسية في ١٧ منه. ومن دبلن الى باريس وعمان ورام الله وبيروت تتصاعد حملة الاحتجاجات المطالبة بإطلاق سراح عبد الله فيما باتت الحكومة الفرنسية محرجة امام سؤال الاعتقال التعسفي غير المبرر. «اطلع يا قمرنا، وهل وضوّي على رام الله، ما خلقنا تنعيش بذل، خلقنا نحرر عبد الله» لم يكل الناشطون من الهتاف لساعة متواصلة امام السفارة، امس، حاملين صور عبد الله ولافتات تطالب بحريته. فيما اختار الفنان قاسم اسطنبولي أن يقدّم عرضاً مسرحياً تحية لجورج. الشاب المولود لأم فلسطينية وأب لبناني اختار مجموعة من النصوص المسرحية، التي تعتمد على الفضاء المفتوح، ليطلق صرخة الحرية من داخل قفص خشبي أمام الحاجز الأمني الذي وضع قرب مدخل الجامعة اليسوعية. ويعد هذا العمل المسرحي الثاني من نوعه بعد مسرحية «أكره الأحد مساء» للفنانة ايزابيل فالاد الناشطة في الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج عبد الله. وتصف المسرحية حياة العائلات التي تزور أبناءها في سجن لانميزان في العطلات الأسبوعية بعدما راقبتهم لسنوات طويلة وهي تزور المناضل عبد الله.
الاثنين ٤ شباط ٢٠١٣