بسام القنطار
لن تستطيع فرنسا ان تناور كثيراً، فإما ان يوقع وزير داخليتها قرار ترحيل جورج عبد الله، او ان تختار احتجازه رهينة. ومن لبنان الى فلسطين والاردن وصولاً الى باريس تتوسع حلقة التضامن مع عبد الله الذي بات سجين الرأي الابرز في اوروبا والعالم.
السفير الفرنسي في بيروت باتريس باولي، الذي التقى وزير الخارجية عدنان منصور أمس، حاول المناورة أيضاً، فأعرب عن «التفهم» للقلق اللبناني من تأخير الافراج عن عبد الله، لكنه أشار في نفس الوقت الى ان «لا وجود لقرار نهائي حول هذه القضية». وأوضح ان «محكمة تطبيق العقوبات ستتخذ قرارا في 28 كانون الثاني»، مشيرا الى قرارات اخرى تتعلق بالترحيل المحتمل يفترض ان تصدر عن وزارة الداخلية. وقال: «كل ذلك اليوم محور نقاش، والسلطات المعنية ستتخذ قراراتها»، داعيا الى التحلي ببعض الصبر. واضاف «ليس ثمة قرار حاسم في شأن هذه المسألة». ولم يشأ التعليق حول ما إذا كانت الولايات المتحدة طلبت من فرنسا تأجيل البت بهذا القرار، «وعلى كل شخص أن يقرأ بنفسه ما تم التعليق عليه من قبل البعض. ولكن بالنسبة لي فإن القرار في فرنسا يتخذ بكل استقلالية من قبل القضاء الفرنسي والحكومة الفرنسية». والتقى باولي في وقت لاحق رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
ورداً على تصريحات باولي عقدت الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج ابراهيم عبد الله، مؤتمراً صحافياً أمام السفارة الفرنسية في بيروت. وأصدرت بيانا تلاه عضو الحملة حسن صبرا اكّد فيه أن «اعتصامنا مستمر، وهو اعتصام مفتوح». وسأل: «أي قرار تنتظره فرنسا؟ فالقضاء الفرنسي أعلن قراره وأشهر موقفه بالافراج عنه. بعد ان استنفدت وزارة العدل كل إجراءات التمييز، وهي أعلى درجات المراجعة في حالات الافراج المشروط، والمطلوب من فرنسا ومن وزير داخليتها اليوم قبل الغد توقيع قرار الترحيل». ودعا البيان الحكومة الى تشكيل لجنة وزارية لمتابعة الملف، وزيارة فرنسا لبحث المسألة في حال استمر التعنت الفرنسي برفض التوقيع على قرار الترحيل».
وأعلنت الحملة عن سلسلة من النشاطات بينها توقف الدروس في معهد العلوم الاجتماعية ــ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية في طرابلس اليوم الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، ولقاء لفاعليات القبيات الثالثة بعد الظهر. وتنظم الحملة غداً اعتصاماً عند الساعة الثانية عشرة ظهراً امام المركز الثقافي الفرنسي في صيدا.
بدوره، دعا الاسير المحرر سمير القنطار الدولة اللبنانية الى التحرك العاجل لانقاذ جورج عبد الله الذي بات رهينة في السجون الفرنسية. ودعا، في حال فشلت المساعي الدبلوماسية في جعل القرارات القضائية الفرنسية موضع التنفيذ الى البحث عن «خيارات بديلة».
وفي الأردن اعتصم شبيبة حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الاردني امام السفارة الفرنسية في عمان امس. وفي رام الله دعت القوى والفصائل الفلسطينية إلى وقفة احتجاجية امام المركز الثقافي الفرنسي في رام الله. وفي فرنسا ينظم عدد من الناشطين اعتصاما في بوردو امام مقر الحزب الاشتراكي الفرنسي. كما تنظم الحملة الدولية للافراج عن جورج عبد الله اعتصاماً مركزياً قرب وزارة الداخلية الفرنسية في باريس الثالثة بعد ظهر السبت المقبل.
وفي المواقف، استغربت كتلة المستقبل النيابية بعد اجتماعها الاسبوعي برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة «الخطوة التي اقدمت عليها الحكومة الفرنسية بحق عبد الله، متمنية على السلطات الفرنسية المبادرة إلى احترام قرارات القضاء الفرنسي واطلاق سراح عبد الله، حيث لم يعد مبررا الاستمرار في حجز حريته».
وانتقد مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب «صمت المنظمات اللبنانية التي تحمي مبادئ حقوق الانسان»، ودعا مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان والمنظمات الانسانية العالمية الى «ادانة الموقف الفرنسي».
الاربعاء ١٦ كانون الثاني ٢٠١٣