عائلة عبد الله فرحة بالإفراج عنه... وفي القلب غصة

نجلة حمود

عمت أجواء الفرح بلدة القبيات عصر أمس بعد شيوع خبر الافراج عن جورج ابراهيم عبد الله.

وتلقت العائلة الخبر عند الساعة الرابعة عصرا بعد التواصل مع «اللجنة الدولية لمتابعة قضية الأسير عبد الله» التي أكدت خبر تثبيت قرار الافراج على أن يحدد موعد الترحيل لاحقا. وعلى الفور تقاطر الأصدقاء وأبناء البلدة الى منزل شقيقه الأكبر الدكتور جوزيف عبد الله الذي انهمك في الرد على اتصالات الأصدقاء لتقبل التهاني بالافراج عن الأسير جورج.

وأخيرا استسلم جوزيف لفرحه فهو لطالما كان حذرا في تفاؤله حيال قضية جورج، «الوقت الآن للفرح وسنقوم لاحقا بإصدار بيان» يقول جوزيف، وهو يستقبل وفودا لبنانية وفلسطينية، وفاعليات من مختلف القوى السياسية في القبيات وعكار.

ولفت عبد الله النظر الى «أن القضاء الفرنسي أثبت أنه تحرر من سيطرة إملاءات الأميركي، وتمكن أخيرا من الخروج من فضيحة قضائية كانت تعيشها فرنسا بسبب قضية الأسير جورج».

وتمنى «أن تتعاطى الحكومة اللبنانية مع الأسير جورج بما يليق به»، مؤكدا أن «تدخلها كان له الأثر الإيجابي في قرار الافراج بسبب الدور السياسي والديبلوماسي الذي قامت به في الفترة الفاصلة بين قرار تنفيذ الحكم وبين استئناف النيابة العامة، إضافة الى جهود وأنشطة المتضامنين في مختلف أنحاء الدول والحملة الدولية، ولجنة «الحرية لجورج إبراهيم عبد الله»، وشكر خاص للمحامي جاك فرجيس المتطوع منذ عقود في الدفاع عن جورج».

الفرحة لا تسع شقيقته جاندارك، فهي عندما سمعت الخبر انهمرت بالبكاء من دون توقف، «لا شيء يمحو عذاب 28 عاما من السجن»، تقول جندارك «أخي سيخرج وكل المعالم التي كانت في ذهنه عن بلدته ووطنه قد تغيرت، والغصة الأكبر، أنه سيخرج ولن يتمكن من رؤية والدته التي توفيت وفي قلبها حرقة اسمها جورج».

وتضيف: لم نكن متفائلين بقرار الافراج، لأن قرار المحكمة بالإفراج المشروط ليس جديداً، فلقد سبق للمحكمة أن أصدرت في عام 2003 قرارا مماثلا، وانصاعت لاحقا لاعتراض النيابة العامة، وقررت التراجع عن الإفراج عن شقيقي، وهو ما أدى حينها الى إحباط الوالدة وتوفيت على اثرها في العام 2004 ، ثلاثون عاما لم أرى فيها جورج، وأنا كل يوم أسترجع ذكرياتي مع الأخ الحنون الذي لم يكن يفارقني أبدا». وتلفت جندارك النظر الى «أننا نحمل الكثير من الأسى في قلوبنا تجاه الحكومة الفرنسية التي وضعت فيتو على كل أقرباء جورج، فأنا منعت من إعطائي فيزا في العام 2006 للذهاب الى فرنسا ورؤية شقيقي عندما أصيب بعارض صحي في السجن، بالرغم من أنني متزوجة وأحمل كنية زوجي».

أما بالنسبة لموعد الترحيل الى لبنان، فتأمل العائلة «أن يتم في 14 كانون الثاني كما كان مقررا في حيثية قرار الافراج الذي صدر عن المحكمة».

الأكثر قراءة