في مقابلته مع قناة الميادين، علق الفنان المبدع زياد الرحباني على قدرة حزب الله من خلال مقاومته لإسرائيل أن يغير التفكير بعدم إمكانية هزيمة إسرائيل وقوتها العسكرية. وقد لفت الرحباني أن المجتمع الدولي اليوم واقف بحيرة امام مسألتين، الأولى أنه غير موافق على حزب الله وسلاحه، كما غير موافق على إدانة إسرائيل، أي أن المجتمع الدولي اليوم يقف خارج القواعد التي يعمل بها عادة ويقوم برؤية الأمور على أساس خرق بخرق.
وشدد الرحباني أنه ليس موافقاً على سلاح حزب الله معتبراً أنه خرق بكونه سلاحاً أكبر من سلاح الجيش اللبناني، متسائلاً "من يجب أن يسلح الجيش اللبناني، أهو حزب الله أو الحكومات التي تتعامل مع الدولة اللبنانية، ولماذا ترفض الدولة أن تتسلح من روسيا أو من غيرها؟".
اليكم الحديث المفصل.
محمد عنان - السعودية بصراحة : بعد مرور عدة سنوات على غيابه عن الشاشة اختار المبدع اللبناني زياد الرحباني قناة الميادين ليطل عبرها في لقاء استثنائي ضمن برنامج "في الميادين" مع الاعلامي غسان بن جدو.
تحدث زياد في بدايه الحلقة عن الصمت او "الانقطاع كما وصفه" الذي خيّم على علاقته بالاعلام طيلة السنوات السابقة رغم النشاطات التي كان يقوم بها خارج بيروت، واكد ان قرار الصمت الحقيقي اتى مع بدايه الربيع العربي، اما عن الموسيقىى واللون الجدلي الذي يتميّز به وعلاقة ما يقدمه بانتمائاته، عبر زياد عن قناعته بعدم وجود رابط بين الانتماء ونوعية الموسيقى بدليل انه من اقل الاشخاص الذين لم يقدموا اعمالاً مباشرة تتعلق بالقضية الفلسطينية وعجزه عن التعبير عن ذلك فنياً رغم كونه مناضلاً في هذه القضية ليستحضر بعد ذلك المرحلة التاريخية التي انتقل بها الى الانتماء اليساري وخيار المقاومة، واعلن ان سبب عودته الى جريدة الاخبار اللبنانية هو كونها خلاصة الاشخاص الذين ما زال بالامكان التعاطي معهم بموضوع الانتماء.
ووصف زياد ما يحصل اليوم في العالم العربي قائلاً: "ما يحصل الان شي عرمرمي مألف من شي 100 نوع صراع"، وتطرق للحديث عن الوضع الحالي في مصر بالقول "قليلة بمصر تصير تفتش عن العروبيين، مصر هلق مش هيدي هيي صورتها" وانه يفضل في حال حصل صدام في الشارع المصري مع الجزء الرئيسي من الاشخاص الذين قاموا بالثورة ولم يفوزوا بالانتخابات، ان يتجه الوضع نحو "الحسم" او هناك حل آخر يكمن بضبط المال والاعلام الخارجي لأنه خطير، واضاف قائلاً: "يا الاميركان بدن يصيروا ياخدوا دورات عن الفكر الاسلامي وفكر الاخوان ليفهوا عليهن عطول".
وكشف زياد عن استيائه من الاعلام اللبناني الحالي بسبب تخطيه كل الحدود واصفاً اياه بالقول "شي وقح وفالت ما عندو حدود واخلاق المهنة"، وتحدث عن انزعاجه من النمط الاعلامي الحالي ومن بعض الظواهر الغربية كارتداء بعض الاعلاميين صليباً بحجم عائلي "بحجة اعتقاده ان مذيعات تلفزيون المنار اللواتي يرتدين حجابا يفعلن ذلك ضده"، وعن ظاهرة التقليد قال الرحباني "في كذا محطة عم يقلدوا محطة lbc بالبرامج “التوك شو” وعم يقلدوا شخص واحد مفكرينو هوي ذروة النجاح وماشيين بهالاتجاه وهيدا الزلمة بالذات عندو نسبة وقاحة بالتعاطي مع السياسيين ومع القضايا ما شايفينا بالعالم بعد"،
اما اخطر ما صرح به زياد حينما ربط حل مشكلة الاعلام بالجيش فقال "الو حلة الاعلام وحلة الاعلام بتجي مع غيرو من المجتمع، في تدابير لازم ياخذها قائد الجيش تشمل الاعلام" مقترحاً اجراء استفتاء شعبي حول ما يفعله الاعلام.
وعبّر زياد عن موضوع اهانة الاديان من قبل الدول الخارجية بالقول "التحركش بالاديان واهانه الاديان مقصودة وعارف ابعادها بس حاسس حالو حاكم العالم".
وعلى صعيد آخر تحدث زياد عن ثقافة الجاز والالوان الاخرى في الموسيقى التي يقدمها وعن كرهه لموسيقى البلوز الذي يوازي كرهه لاحد المعارضيين الحاليين الموجوديين خارج بيروت والذي يحمل مسؤولية الاخوان المسلميين مسترشداً بشعار الرئيس سليم الحص الذي اطلقه في انتخابات العام 2000 "ما بصح الا الصحيح" وتمنى لو انه قام بتسجيله كعلامة تجارية ليقوم بعد ذلك بانتقاد تيار المستقبل بالقول "ليش المستقبل بخلوك تلبس شي ازرق او تعمل شي ازرق" وعندما رد عليه غسان "حضرتك لابس ازرق" اجابه زياد "هيدا مش ازرق تبعن وبعدين يبلطوا البحر انا ابن فيروز".
استكمل الاعلامي "غسان بن جدو" ليلة الجمعة الجزء الثاني من الحوار مع الفنان زياد الرحباني ضمن برنامج "في الميادين" الذي يقدمه عبر قناة الميادين.
في المحور الاول من الحلقة تحدث زياد عن انتماءه للحزب الشيوعي وعن الرابط بين هذا الانتماء وتأييده لحزب الله قائلا في البداية "انا مع الحزب الشيوعي بس ما معي بطاقة وما عندي مشكلة يكون عندي بطاقة "، واضاف ان العلاقة مع حزب الله اتت متأخرة بعد انتمائه للحزب الشيوعي، ثم تحدث عن الياس عطالله الذي وصفه بالـ"رفيق السابق " بسبب انشقاقه عن الحزب الشيوعي وتركه ليبيا والعراق وانضمامه لميزانية شركة "اوجيه" و"سوليدير" و"سوكلين" وصولا الى "زيتونة باي" معلقًا "مش عم بعرف الفظها لهلق لان لفظها عبري" منتقدا بعد ذلك المجموعات التي انشقت عن اليسار لتشكل خطاً يعرف بالـ"يسار الديموقراطي" بالقول "ليش مين قلن انو نحنا مش ديمقراطية وشو كان عم بفشخ كل هالوقت" خاصة بعد انضمامهم للمقلب الآخر الممول من قبل معونات الاميركيين من خلال مؤسسات غير حكومية وميزانيات هائلة واصفًا اياها بـ "جمهورية اسرح وامرح" .
وفيما يخص المقاومة صرح "الرحباني" ان الحزب الشيوعي لم يعد باستطاعته التفرغ لمشروع المقاومة بسبب بعض الظروف وقلة التمويل مشيرًا في سياق الحديث الى وليد جنبلاط الذي وصفه قائلا "داهية، ما فيك تعرف شو رح يعمل" والذي كشف انه كان سدًا بين الحزب الشيوعي والسوريين، اما عن انتقاد البعض له بسبب تواجده في مهرجان الانتصار عام 2006 وحضوره في مهرجان "الوعد الاجمل" بمناسبة انتهاء اعادة اعمار الضاحية الجنوبية مؤخرا فعلق زياد على حضوره بالمناسبة الاولى قائلاً "بدنا نحتفل بهالنهار لانو لبنان انتصر وبعدو ولانو على قلة العادة ما بتروح الخبرية بسرعة لانها نادرة بتاريخك القصير المعاصر" مؤكدا اقتناعه بان لبنان انتصر وغير كل التفكير الاسرائيلي، اما عن المناسبة الثانية فقال "رحت مع جمهور الناس وكان في ممثل لكل سلك من الاسلاك الامنية" وبالتالي ان سبب حضوره كلن بالاحتفال باعادة بناء الضاحية بهذه السرعة الفظيعة بعد الصواريخ التي دمرتها والمجازر التي حصلت فيها.
اما عن تقربه من حزب الله والسيد حسن نصرالله رغم كونه مسيحيًا وعلمانيًا فقال الرحباني "انا مش "حزب الله" انا بموقع الحزب الشيوعي اللي بدو نفضة "والسيد حسن نصرالله" مش من فوق لتحت كلو دين بالعكس هو اقل خطيب يستعمل الاستشهاد بالاقوال الدينية والقرآن (رغم خطاباته الطويلة) بعكس بعض النواب"، مضيفًا "السيد حسن نصرالله اعطاني جرعة من الاطمئنان واعاد مفاهيم اننا لا نقدر على اسرائيل"، واكد انه لم يدعِ انه سيغير دينه لأن الدين شغلة خاصة بالانسان وان من يحاكمه على اساس الدين فانه يتحدث عن امورًا خارجة عن الموضوع".
اما عن الربيع العربي فابدى الرحباني استغرابه بهذا المسمى قائلا "الربيع ما بشوف فيه الا البلان اللي بيعملك حساسية وتعطيس وبكرا بيضيع لان في ورائه صيف، الربيع العربي بلش يحقق فوضى جذرية اخدتنا مدري لوين"، وعن رؤيته لما يحصل حاليا في سورية اجاب الرحباني: "بكل منطقة شي في مناطق ثورة وفي مناطق فلتت من النظام وفي مناطق مبسوطة بهالشي وفي مناطق عشاير متمسكة بالنظام اكتر من النظام نفسو وفي مناطق ما تأثرت وفي شي اسمو الجيش السوري الحر ثلاث ارباع الحرب بسوريا حرب اعلامية "، مثنيًا على ما فعتله قناة "الميادين" في هذا التوقيت بالوقوف في وجه اقوى قناتين منتقدًا قناه الجزيرة "طلعتها كلها هيدي القطرية كانت مريبه"، ليصف بعد ذلك " الاستاذ ابراهيم الامين" – رئيس تحرير جريدة الاخبار اللبنانية – بانه نموذج عن الفاجومي (اي الانسان المقتحم)، وعن حاجة الحزب الشيوعي لامثاله.
وروى زياد قصة انتقاله الى منطقة بيروت الغربية اثناء الحرب وارجع السبب بذلك الى الامورالخطيرة التي اكتشفها من خلال النقاشات السياسية والاجتماعات التي كانت تحصل في صالون عائلته (كونهم نجوم ولديهم صداقات فنية وسياسية)، والتي كانت تجمع بين الوفد المؤلف من كريم بقدروني وميشال سماحة (والذي كانت يتردد الى سوريا ممثلا حزب الكتائب) وبين الوفد السوري المؤلف من (ناجي جميل علي دوبا وعلي المدني) وانه كان يحضر معهم احيانا كلا من عاصم قانصو وزوجته وتزامن هذه الاجتماعات مع الحرب في مخيم تل الزعتر، وصرح انه كان يرفض دعوة والده للمشاركة بهذه الجلسات وانه كان يقرأ جرائد وانه كشف امرًا خطيرًا حينما قال " كنت سجلهن شو يحكو كنت ممدد اجهزة صوت غير مرئية، وشغلت اختي المرحومة ليال بالمشاركة بهذه التسجيلات"، واضاف ان هذه المعلومات لا تعرفها العائلة ولا حتى والدته السيدة فيروز معلقًا بالقول: "الله يطول بعمرها امي يمكن الليلة ترتعب على هالخبرية مع انو الخبرية خلص مفعولها وما بقا تأثر".
تحدث زياد ولاول مره عن والدته السيدة فيروز، وعن انتمائها السياسي قال "فيروز عندا رأي بالسياسة رح يفاجئ الناس كتير، رأيها بالسياسة اقرب لرأي وانتمائي من الطرف التاني وهيدا الشي لازم تنبسط فيه لان هيدا شي انساني اكتر، ولفت الى ان الرئيس سليم الحص هو من اعز اصدقائها، وتابع ليكشف بعض تفاصيل حياتها اليومية قائلا "امي بتتابع اخبار وسياسة وما بتعمل شي تاني بتفرد جرايد وبتدور تلفزيونين، في راديو بالمطبخ شغال عصوت الشعب وراديو بالصالون عصوت لبنان الاصلية، وراديو بغرفة النوم على "بي بي سي عربي"، وعم بتتابع الميادين لانني شجعتها على ذلك، كان مشغول فكرها عالحديث بس مبارح تلفنتيلي وكانت مبسوطة بالجزء الاول واعتبرت ما في تهور".
اما على مستوى الموسيقى وعن الثورة التي احدثها بتغيير نمط اعمال السيدة فيروز، اكد زياد بان ذلك ليس ثورة بل تكملة لاعمال الرحابنة بدليل انه قدّم لها العديد من الاعمال والتي يظنها الناس انها للرحابنة ابرزها "قديش كان في ناس"، "سالوني الناس"، وحينما طلب منه غسان وصف والدته بكلمة اجاب زياد "رهيبة صعبة اختصارها بكلمة كانسانه بتعبر بتألف وبتكتب بصوتها".
وختم الرحباني اللقاء بالحديث عن اغنية "ايه في امل" التي صرح ان البعض فسرها على نحو آخر يتعلق بالبلد بينما هو يعتقد انه لا يوجد امل على الاطلاق بهذا البلد واضاف "خلينا نقول هيك وبعدين العالم يبصقوا بوجنا، غلط انو يوعدوا الناس لان ما بيتحملوا نكسات وخليه يسمحولهن يدخنوا لان ما وقفت عالدخان".