موسكو تطرُد USAID: تتدخّل في الحياة السياسيّة

أعلنت روسيا منع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID (يو أس إيد) من ممارسة نشاطاتها على الأراضي الروسية ابتداءً من الأول من تشرين الأول المقبل، متهمةً المنظمة بالتدخل في الحياة السياسية الروسية. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن هذا القرار «اتخذ بشكل رئيسي؛ لأن عمل مسؤولي الوكالة في بلادنا بعيد كل البعد عن الأهداف المعلنة للمساعدة على التنمية والتعاون الإنساني الثنائي». وأضافت: «نحن نتحدث هنا عن محاولات للتأثير على العمليات السياسية من خلال تقديم منح. لقد بات المجتمع المدني الروسي ناضجاً بما يكفي ولم يعد يحتاج إلى إدارة خارجية». وأكدت الوزارة أن موسكو حذرت واشنطن مرات عدة من أن روسيا قلقة من أنشطة المنظمة، ولا سيما في منطقة شمال القوقاز التي تشهد تمرداً إسلامياً مسلحاً.

من جهتها، أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، أن واشنطن فخورة بما حققته الوكالة في روسيا خلال السنوات العشرين الماضية. وشددت على أن الوكالة ستنجز جميع برامجها في روسيا بشكل مسؤول أو ستسلم مهمة تنفيذها لمنظمات أخرى. وقالت: «على الرغم من أن وجود الوكالة في روسيا يوشك على الانتهاء، إلا أننا لا نزال متمسكين بدعم الديموقراطية وحقوق الإنسان وتنمية المجتمع المدني القابل للحياة في روسيا. وننتظر بفارغ الصبر مواصلة التعاون مع المنظمات غير الحكومية الروسية».

بدوره، دعا السيناتور الجمهوري جون ماكين، أمس، إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إدانة قرار موسكو إغلاق مقر الوكالة في روسيا. وأضاف بيان لماكين أن القرار «يمثل إهانة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وضربة لإدارة أوباما التي كانت دائماً تتحدث عن النجاح المزعوم لسياسة إعادة تشغيل العلاقات مع موسكو».

بالمقابل، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أمس، أن الوكالة كانت تحاول التأثير في العمليات السياسية الجارية في روسيا.

وفي معرض تعليقه على إعلان وزارة الخارجية الأميركية وقف عمل الوكالة على الأراضي الروسية بعدما حظرت موسكو نشاطها، أكد لوكاشيفيتش أن أعمال الوكالة لم يتطابق في إحيان كثيرة مع أهدافها المعلنة، أي المساهمة في تطوير التعاون الثنائي في المجال الإنساني. وأوضح أن الحديث هو عن محاولات الوكالة للتأثير في العمليات السياسية بما فيها الانتخابات بمختلف مستوياتها وتطوير مؤسسات المجتمع المدني، وهذا عبر تقديم منح (للباحثين). وتابع: «كان عمل الوكالة في الأقاليم الروسية، وبالدرجة الأولى في شمال القوقاز، يثير تساؤلات كبيرة، ونحن حذرنا زملاءنا الأميركيين بهذا الشأن مراراً».

ويرى خبراء أن قرار موسكو قد يسيء إلى العلاقات الروسية الأميركية المتوترة أصلاً بسبب خلافات بشأن الأزمة السورية وانتقادات واشنطن لمبادرات عدة للكرملين مثل قانون أخير يصف المنظمات غير الحكومية التي تحظى بتمويل أجنبي بأنها «عميلة للخارج» ويضعها تحت مراقبة وثيقة.

وشدد المحلل فيكتور كريمينيوك في تصريح لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن «هذا القرار بادرة تؤدي إلى تدهور العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة»، لافتاً إلى أن ذلك ليس «تحولاً عادياً في موقف موسكو في السياسة الدولية».

بدوره، استطرد الخبير يوري كورغونيوك أن «الكرملين يواصل خطه المتشدد ويتبع طريق لوكاشنكو»، في إشارة إلى الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو. كذلك عبرت منظمات غير حكومية روسية عدة عن تخوفها من المستقبل بعد إعلان وقف أنشطة يو أس إيد، وذكر رئيس «ميموريال»، أرسيني روغينسكي، أن مساعدتها المالية كانت «كبيرة» لهذه المنظمة المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان وتاريخ عمليات القمع في الحقبة الشيوعية.

(الأخبار، أ ف ب)

الخميس ٢٠ أيلول ٢٠١٢

الأكثر قراءة