أكد أمين عام الحزب الشيوعي خالد حدادة في كلمة القاها خلال افتتاح مخيم للشباب اليساري العربي على "ضرورة بناء نظام بديل في الدول العربية"، مضيفاً أن " العالم العربي أمام مرحلة انتقالية الى عالم جديد"، معتبراً ان "النظام الرسمي العربي قد مات منذ زمن طويل وهو لم يمت فقط، بل يجب ان يحاسب"،وأشار حدادة الى أن "هذا النظام مسؤول عن ثلاثة كوارث عاشها العالم العربي خلال الفترة الماضية أولها على المستوى الوطني، فالنظام الرسمي العربي مسؤول عن ضياع حق الشعب الفلسطيني وعدم تحرير فلسطين حتى الآن، مع ان هذه الانظمة أقيمت على اساس محاسبة الأنظمة السابقة لها لانها اضاعت فلسطين، ولكننا رأينا هذه الأنظمة ساهمت في اضعاف صورة فلسطين في العالم وامكانية استعادتها".ورأى حدادة أن "هذا النظام أفشل قيام الوحدة العربية كما واضاع الثروة العربية، فـ 10 % فقط من عائدات النفط مما سُلِبَمن هذه الثروات كان قادراً على حل مشكلة المجاعة والفقر والتخلف في السودان ومصر"، مضيفاً أن "هذا النظام في تدهور الجانب الاقتصادي – الاجتماعي اذ ان الالتحاق بالنظام الاقتصادي العالمي من شأنه ان يفك الالتزام بالقضية الوطنية"، معتبراً ان "التحاق الأنظمة العربية وآخرها على سبيل المثال التحاق سوريا بالنظام النيوليبرالي – الاقتصادي أثّر على مصداقيتها في القضية الوطنية وكذلك على الضمانات الاجتماعية"، مشيراً الى أن "التقديمات الاجتماعية في بلادنا اعدمت، حتى الجزء اليسير منها اختفى".وعن الوضع السوري، لفت حدادة الى انه "يتصارع في سوريا 3 حركات: الحركة الشعبية الصادقة، النظام، والتدخلات الخارجية"، مشيراً الى ان "ما يجري في سوريا اليوم ليس بسبب موقفها من القضية الوطنية، فهو ليس كمصر وغيرها انما الذي لا يفهمه النظام في سوريا انه كنظام فقد جزءاً أساسياً من قاعدته الاجتماعية بسبب نظامه الاقتصادي. فهو نظام مهّد الى الخصخصة وتخلى عن حقوق المواطنين الاجتماعية"، مضيفا "نحن في حالة ثورية كانت تتراكم، وتتضخم أيضاً، فالثورة المصرية جاءت بعد تراكم نضال عمال معامل حلوان واضرابات المحلة وغيرها"، شارحاً كيفية انفجار هذه التراكمات"أحياناً ينشأ حدث ما فيكون صفارة الانطلاق والشرارة، ويشعل أحداً الفتيل ولكن لا يصنعه، فالبو عزيزي اشعل فتيل ثورة تونس، وخالد سعيد أشعل فتيل ثورة مصر، ودرعا في سوريا"، معتبراًً ان "الثورات العربية حالة ثورية طالما تستهدف تغيير النظام الرسمي العربي القديم، والحالة الثورية لاتنتهي ضرورة بالثورة والنجاح".وشدد حدادة على " ضرورة اتخاذ موقف مؤازر تجاه القضايا الوطنية، والوضع الاجتماعي – الاقتصادي، اضافة الى موقف من قضية الحرية والديمقراطية"، مؤكداً ن "تحقيق أحداهما لا يلغي الآخر، وهذه القضايا الثلاثة مترابطة، وقد تتقدم أحداها عن الأخرى ولكن يجب ان لا تنفصل"، متطرقاً إلى "المشروع الاميركي الجديدأو ما يسمى "إعادة تكوين جديد لمشروع الشرق الأوسط"، الذي يعمل على تكوين الصراع على أسس جديدة عرقياً أحياناً كالاكراد، أو دينية (شيعية – سنية...)، والذي لا يستثني حتى أصدقاء اميركا الجدد في العالم العربي"، لافتاً الى أن "هذا المشروع كان يجري تنفيذه ولكن بكل بساطة فوجئ هذا المشروع واصحابه باندلاع الثورات في مصر وتونس، ولم يكن للاميركي فضلاً باندلاعهما، مع انه كان يعد في الولايات المتحدة الاميركية مشروعاً لتقسيم مصر وتونس، وكان يحضر مصيراً آخر لهما وبالرغم من نجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد في تقسيم العراق والسودان، الا انه اخفق في مصر وسوريا...".واعتبر حدادة أن "لبنان الدولة الأكثر حرية ولكنها أقل ديمقراطية"، مضيفاً أنه " يوجد قمع مثلث؛ قمع النظام، قمع الطائفة وقمع المذهب وكل هذا القمع جوهره اقتصادي اجتماعي".
الأربعاء 14 أيلول 2011