حمل الطلاب من الجامعتين الأميركيّة واللبنانيّة الأميركيّة صور كمال جنبلاط وأعلام حزبهم، واستمروا في ترداد شعاراتهم. بين الشعار والآخر يهتفون بقوة لـ«أبو تيمور». نال الرئيسان نبيه برّي وسعد الحريري نصيبهما من الهتاف. برّي بالإيجاب، والحريري بالسلب. بدأت السخرية: «شوفوا شوفوا تظاهرة المليونين»، «فإذا كانت تظاهرة الأحد مليونيّة فهذه تظاهرة المليونين» يقول رواد. انضمّ هذا الوفد بأعلامه وصوره إلى الموجودين في الفندق. الوزير غازي العريضي والمسؤول الإعلامي في الحزب التقدمي رامي الريّس كانا في استقبالهم إلى جانب المسؤولين في منظمة الشباب التقدمي. سلامات وقُبل بين الشباب؛ فهم أعضاء مكاتب المنظمة في مختلف المناطق، من راشيا وحاصبيا إلى جبل لبنان، إضافة إلى طلاب جامعات بيروت. تمتلئ القاعة. يصل جنبلاط. يعلو التصفيق للزعيم. بعد إغلاق الباب وخروج الصحافيين من القاعة، فتح وليد جنبلاط قلبه لشبابه، وإن لم يكن بالمقدار الذي أراده هؤلاء. قدّم أبو تيمور سرداً تاريخياً لموضوع السلاح، وكيف أنه من سبعينيات القرن الماضي سلاح المقاومة مطلوب، وكيف دافع الحزب الاشتراكي عن هذا السلاح يوم كان في يد منظمة التحرير الفلسطينيّة. أضاف أن هذا الأمر ليس جديداً، وهو مشكلة تاريخيّة، لكن حلّها لا يُمكن أن يكون إلّا من خلال الحوار، «فاليمين عارض هذا السلاح منذ زمنٍ طويل، ومن لديه طريقة ثانية لحلّ موضوع السلاح غير الحوار فليتفضّل». واسترسل في هذه النقطة، مؤكّداً أنه ضدّ استعمال هذا السلاح في الداخل، «وهو استخدم مرّة واحدة في 7 أيّار تحت الضغط»، لكنّه أعاد تأكيد رفض تعرية لبنان أمام إسرائيل. وتحدّث الرجل عن أن خطاب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يوم الأحد الماضي كان حماسياً، مكرراً أن هذه الطريقة لا تصل إلى نتيجة. ودعا جنبلاط شباب حزبه إلى الهدوء وعدم الانجرار وراء الشعارات، في إشارة إلى شعارات رفض السلاح وعدم القبول بسلاح إلّا سلاح الجيش اللبناني. وكرّر جنبلاط مواقفه المعروفة لجهة العلاقة مع المقاومة والسلاح. تناول جنبلاط في حديثه إلى شباب المنظمة ما يحصل في العالم العربي من ثورات، لافتاً إلى أن هناك من يبحث عن ثُغَر في هذه التحركات لإفشالها، عبر تصويرها تحرّكات مذهبيّة. أيّد جنبلاط ثورتي مصر وتونس، لكنه أشار إلى أن ما يجري في البحرين له أبعاد أخرى بسبب إعطائه البعد المذهبي. ورأى أن ما يحصل في سوريا هو شأن داخلي. أكد عدد من الشبّان ضرورة زيارة جنبلاط المناطق، فأيّدهم. وأشار آخرون إلى النقد المتأتي من عدم وجود وسائل إعلاميّة للحزب، فأيّدهم أيضاً، مضيفاً أن على نواب الحزب ووزرائه أداء دور إضافي في هذا المجال. وتقدّم عدد من الحاضرين بنقد الأداء الداخلي للحزب وضرورات تحسينه. وطرح بعض الشبّان موضوع إسقاط النظام الطائفي، وطالبوا بأن تكون مقاربة حزبهم لهذا الموضوع ودعمه مختلفة عن طريقة بري والحريري والنائب ميشال عون، داعين نواب الحزب إلى تقديم مشاريع قوانين إلى مجلس النواب لإلغاء الطائفيّة، وفي مقدّمة هذه المشاريع الأحوال الشخصيّة المدنيّة. هنا، أيّد جنبلاط أيضاً، مضيفاً أن القانون المدني للأحوال الشخصيّة يكون حلاً للكثير من الأمور، وأعطى مثالاً؛ إذ يمنع المذهب الدرزي الزواج الديني من غير الدروز، فيكون الحلّ هو الزواج المدني. لم تغب عن اللقاءات الجانبيّة في خلوة أمس المشاركة الدرزيّة في تظاهرة الأحد الماضي. بدا الاشتراكيّون مزهوّين بالمشاركة الضئيلة، «وخصوصاً أن الحزب لم يُمارس ضغطاً على الناس لعدم المشاركة، بل اكتفى بما قاله رئيس الحزب لـ«الأنباء»، ما أثبت أن الجبل لا يزال ملتفاً حول وليد جنبلاط»، ردّد أكثر من مسؤول حزبي هذه العبارة. بدا هؤلاء مرتاحين لمرور هذا «القطوع». وعند الحديث مع الاشتراكيين، لا يُنكرون وجود مناخ مؤيّد لقوى 14 آذار في بعض الأوساط، لكنّهم يُشيرون إلى الالتزام بالخيارات السياسيّة لجنبلاط، لأن الناس «يثقون بهذا الرجل».
العدد ١٣٦٥ الخميس ١٦ آذار ٢٠١١