حرام على دولتنا الكريمة ان لا تنظر الى الأوضاع المعيشية للوزراء والنواب بالطريقة الفضلى، وتعمل على تحسينها ليتمكن هؤلاء من العيش في شكل لائق والتفرغ لإدارة أمورنا والإنطلاق بالتشريعات الضرورية لضمان حسن سير الدولة.تزعم زوجة احد المسؤولين ان التكاليف الباهظة تجعل حياة السياسي صعبة في لبنان. وتنتقد احد الصحافيين الذي طالب بعدم رفع رواتب للنواب والوزراء، او على الأقل للنواب بعد انتهاء ولايتهم، فتقول "ياخدوه هالمعاش فهو اصلا لا يكفي مصاريف المكتب".وتنقل عنها صديقتها لائحة بالمصاريف المعلومة والظاهرة للعيان:- في المنزل البيروتي الذي يحتل مساحة 500 متر في شارع عريق، خادمتان وطاهية وسائق تبلغ رواتبهم الشهرية نحو 3500 دولار.- في المنزل الجبلي، الذي تتجاوز قيمته الثلاثة أو الأربعة ملايين دولار، حارس وجنيناتي، ومساعدان وسكرتيرة، الى خادمة دائمة وطاهية موسمية، تبلغ رواتبهم نحو 5000 دولار.- في المكتب الخاص سكرتيرتان وثلاثة مرافقين وخادمة، رواتبهم نحو 5000 دولار شهرياً.- اما اقساط الأبناء في المدرسة وفي احدى الجامعات العريقة في بيروت فتتجاوز العشرة آلاف دولار شهرياً.- اكرامية المرافقين الأمنيين المفصولين من الأجهزة الرسمية للمواكبة والحراسة تبلغ نحو 2000 دولار شهرياً، ما عدا مصاريف اطعامهم وهي بقيمة 1000 دولار.- اما مصاريف المأكل والمشرب والملبس لحضرة المسؤول وزوجته وأولاده، فلا نعلم عنها شيئا، كذلك مصاريف السفر والسياحة والمطاعم والسهر، ناهيك عن المجوهرات وغيرها.- كذلك لا نعلم شيئا عن أثمان السيارات الحديثة الطراز، وما اذا كانت بالتقسيط أم نقداً علماً ان قيمتها تتجاوز النصف مليون دولار.في المحصلة، وفي عملية حسابية بسيطة، نجد ان مصروف السياسي اللبناني يتجاوز الثلاثين ألف دولار شهرياً في حده الأدنى، أما راتبه الفعلي فهو 11 مليون ليرة أي ما يوازي 7000 دولار، فهل يحق لمواطن ان يسأل نائبه (المفترض انه ممثل الشعب) من أين يأتي بالقيمة المتبقية لتأمين مصروف عياله كل شهر؟معها كل الحق زوجة السياسي عندما تقول "خدوه للمعاش" فمن يستطيع تأمين 25 ألف دولار لن تقف في طريقه 5 ألاف أخرى اضافية!وحيال هذا الواقع، يشعر عدد من النواب الآخرين بفقر الحال، وبالعوز، لأنهم لا يستطيعون بحق، ان يوفروا هذا المبلغ، ولجعلهم يتساوون مع أقرانهم، نطالب رئاسة المجلس بمشروع لزيادة رواتب النواب، او فتح صندوق للتبرع لمساعدتهم، فالحياة صارت معقدة، والتكاليف باهظة، وزوجات المسؤولين يتأففن أمام الشعب.
غسان حجار- النهار