رددت شعار «يا حكومة جوعتينا .. تانحمل ما عاد فينا»لبى المئات من العمال والمواطنين دعوة الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، وساروا، قبل ظهر امس، في تظاهرة من أمام مقر الاتحاد في وطى المصيطبة، الى مستديرة الكولا، انعطافا نحو كورنيش المزرعة، فثكنة الحلو باتجاه شارع مار الياس حيث انضم اليهم بعض الموجودين في مقر اتحاد الشباب الديموقراطي، الى منطقة البطريركية فشارع زقاق البلاط الرئيسي، مرورا بمبنى فوج إطفاء بيروت، نزولا الى ساحة رياض الصلح، محاطين بقوى الامن الداخلي التي كانت تقطع مفارق الطرق أمام السيارات تسهيلا لمرور التظاهرة، الى ان ألقى رئيس الاتحاد كاسترو عبد الله كلمة في المتظاهرين داعيا اياهم في نهايتها الى التفرق والى التحضر لنضالات اخرى.سار المتظاهرون يحملون الاعلام اللبنانية وأعلام الحزب الشيوعي والاتحاد الوطني لنقابات العمال، تحت لافتات ثلاث، كتب في إحداها: «مطالبنا وقف سرقة الرغيف، حماية الضمان الاجتماعي، سلم متحرك للاجور، تثبيت السلم الاهلي»، وكتب على لافتة «سياستكم الاقتصادية والاجتماعية تضاعف ثروات القلة وتزيد إفقار الشعب والبطالة والمهجرين». ورددوا شعارات كثيرة كانت اللازمة فيها «رصوا الصفوف .. درب النضال طويل»، إضافة الى «العامل كيف بدو يرتاح هوي ورفيقوا الفلاح، وعدتوا بحل الازمات وتحايلتوا عالاصلاح، العيشي اصعب عم بتصير غلا وكلفي عالي كتير واجرة فقدت قيمتها وما بتكفي دفع فواتير».كان في مقدمة المسيرة رئيس الاتحاد الوطني كاسترو عبد الله، نائبة الامين العام للحزب الشيوعي ماري الدبس، رئيس اتحاد نقابة النقل البري عبد الامير نجده، رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب، أعضاء من المكتب السياسي للحزب الشيوعي، هيئات نقابية وتربوية وثقافية وحشد طلابي.وكلما اقتربت التظاهرة من ساحة رياض الصلح كان المتظاهرون يرددون شعار «يا حكومي جوعتينا وتا نحمل معاد فينا .. من الربطة سرقوا رغيف واصلا ما بتكفينا». فيما رفع أحد المتظاهرين صورة تضم القائد الشيوعي فرج الله الحلو والمفكر مهدي عامل، واخرى تجمع بين ماركس وانجلس ولينين كتب في ذيلها: «يا عمال العالم اتحدوا».في ساحة رياض الصلح ألقى عبد الله كلمة موجهة الى المسؤولين، متسائلا: «هل رغيف الخبز ارتكب الجريمة النكراء؟ هل الاطفال وكتب المدرسة في عداد شهود الزور؟».أضاف: «نعم ما زالت الطبقة العاملة والشعب اللبناني بأسره يعيش أصعب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتتوالى يوما بعد يوم الازمات الخانقة علينا جميعا، وتتجاهلون مطالبنا في العمل والاجر والسكن والطبابة والتعليم، بفعل استمرار نهجكم كما كان متبعاً من الحكومات المتعاقبة وآخرها اتحاد حكومة التحاصص الطائفي في تبنيها سياساتها الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم على تسليفات صندوق النقد والبنك الدوليين، وهذه السياسات أدت الى إغراق البلاد في مديونية ذات مستويات مرتفعة جدا (51 مليار دولار) إضافة الى السياسة الضريبية المعتمدة».وتابع: «ان تأمين الواردات عن طريق الضرائب والخصخصة لا يوقف المديونية، بل الذي يوقفها هو تعزيز الاقتصاد الوطني ووقف الهدر والفساد الموزع بين أطياف السلطة، فلا يجوز الاستمرار بالاتكال على المساعدات والقروض الخارجية ورهن البلد مقابل هذه القروض، ولا يجوز الاستمرار بتحميل الطبقة العاملة فاتورة الفساد السياسي والمالي، وآخرها سرقة رغيف الخبز للفقراء ورفع الاقساط المدرسية وزيادة اسعار المحروقات واسعار المواد الغذائية والكهرباء والهاتف والمياه، وهجوم بعض الفاسدين من أصحاب المستشفيات على المضمونين والضمان الاجتماعي وبتغطية من السلطة».أضاف: «ندعوكم لحماية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي يعتبر من أهم المنجزات والمكاسب التي حققتها الطبقة العاملة اللبنانية بنضالها الطويل حيث بات مستهدفا بوجوده عن طريق ضرب الركيزتين الاساسيتين اللتين يقوم عليهما نظام الضمان وهما التكافل الاجتماعي والتوازن المالي. كما يجب اعادة النظر بمبدأ الحد الادنى للاجور على ان يتناسب مع متطلبات العيش الكريم ويجب اعتماد مبدأ الحد الادنى للمعيشة مع الاخذ بعين الاعتبار الحاجات الاساسية التي يتطلبها العيش المقبول للاسرة كما يجب اعتماد السلم المتحرك للاجور وإحياء لجنة المؤشر للغلاء والاسعار».وختم بالقول: «أمام هذه الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتصاعدة وتلكؤ الحكومة عن معالجتها، وأمام تخلف الاتحاد العمالي العام عن القيام بدوره بالتحرك دفاعا عن لقمة العيش لمن يمثل، ندعوكم مجددا للتحضير للتحرك المقبل».