نظم الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان قبل ظهر اليوم تظاهرة من امام مقره في وطى المصيطبة في بيروت وصولا الى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت مرورا بشوارع كورنيش المزرعة ومار الياس وكركول الدروز وزقاق البلاط، وذلك اعتراضا على تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية. وتقدم التظاهرة رئيس الاتحاد الوطني كاسترو عبد الله، نائب الامين العام للحزب الشيوعي السيدة ماري الدبس، رئيس اتحاد نقابة السائقين العموميين عبد الامير نجده، رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب، اعضاء من المكتب السياسي للحزب الشيوعي، هيئات نقابية وتربوية وثقافية وحشد طلابي. ورفع المتظاهرون الاعلام اللبنانية واعلام الحزب الشيوعي والاتحاد الوطني لنقابات العمال ولافتات كتب على بعضها:"مطلبنا وقف سرقة الرغيف"، "حماية الضمان الوطني"، "سلم متحرك للاجور" و "تثبيت السلم الاهلي". عبد الله ولدى وصول التظاهرة التي واكبتها قوى الامن الداخلي منذ انطلاقتها، القى كاسترو عبد الله كلمة جاء فيها: "يا اركان السلطة البواسل، ايها المتربعون على عرش السلطة جميعا. نعم جميعا. هل رغيف الخبز ارتكب الجريمة النكراء؟ هل الاطفال وكتب المدرسة في عداد شهود الزور؟ هل من يهدد السلم الاهلي هم المرضى المتألمون على ابواب المستشفيات ام الشباب على ابواب السفارات المنتظرون تأشيرات سفر؟ أم انتم وازلامكم والفاسدون المحميون منكم من ارتكب الجريمة وشهد زورا بحق الشعب والوطن؟ نعم انتم انتم انتم من ارتكب وسرق وزور وتآمر على لقمة العيش. وما زلتم كل يوم انتم وازلامكم تتشدقون على شاشات التلفزة لتلعبوا بعقول الناس من اجل حرفهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة". اضاف:" نعم ما زالت الطبقة العاملة والشعب اللبناني بأسره يعيش اصعب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتتوالى يوما بعد يوم الازمات الخانقة علينا جميعا، وتتجاهلون مطالبنا في العمل والاجر والسكن والطبابة والتعليم، بفعل استمرار نهجكم كما كان متبعا من الحكومات المتعاقبة واخرها اتحاد حكومة التحاصص الطائفي في تبنيها لسياساتها الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم على تسليفات صندوق النقد والبنك الدوليين، وهذه السياسات ادت الى اغراق البلاد في مديونية ذات مستويات مرتفعة جدا (51 مليار دولار) اضافة الى السياسة الضريبية المعتمدة على الضريبة غير المباشرة التي تصيب معظم الشعب اللبناني من عمال وفلاحين وذوي الدخل المحدود والفقراء وكافة فئات الشعب وتعفي الرساميل الكبيرة والشركات من هذه الضرائب، في ظل الامعان بالتغاضي عن الهدر والفساد المستشري في كافة الادارات ومؤسسات القطاع العام بهدف افلاسه وتبرير بيعه للشركات الخاصة". وتابع:" ان تأمين الواردات عن طريق الضرائب والخصخصة لا يوقف المديونية، بل الذي يوقفها هو تعزيز الاقتصاد الوطني ووقف الهدر والفساد الموزع بين اطياف السلطة، فلا يجوز الاستمرار بالاتكال على المساعدات والقروض الخارجية ورهن البلد مقابل هذه القروض، ولا يجوز الاستمرار بتحميل الطبقة العاملة فاتورة الفساد السياسي والمالي. وآخرها سرقة رغيف الخبز للفقراء ورفع الاقساط المدرسية وزيادة اسعار المحروقات واسعار المواد الغذائية والكهرباء والهاتف والمياه، وهجوم بعض الفاسدين من اصحاب المستشفيات على المضمونين والضمان الاجتماعي وبتغطية من السلطة". اضاف:"ندعوكم لحماية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي يعتبر من اهم المنجزات والمكاسب التي حققتها الطبقة العاملة اللبنانية بنضالها الطويل حيث بات مستهدفا بوجوده عن طريق ضرب الركيزتين الاساسيتين اللتين يقوم عليهما نظام الضمان وهما التكافل الاجتماعي والتوازن المالي. كما يجب اعادة النظر بمبدأ الحد الادنى للاجور على ان يتناسب مع متطلبات العيش الكريم ويجب اعتماد مبدأ الحد الادنى للمعيشة مع الاخذ بعين الاعتبار الحاجات الاساسية التي يتطلبها العيش المقبول للاسرة كما يجب اعتماد السلم المتحرك للاجور واحياء لجنة المؤشر للغلاء والاسعار. ومجددا ندعوكم جميعا، عمال وشغيلة وربات المنازل والمعلمين والطلاب والشباب العاطلين عن العمل والفلاحين والسائقين والمزارعين وكل شرائح المجتمع اللبناني المتضررين من هذا الواقع المرير لرفع الصوت عاليا والتحرك للدفاع عن الحقوق ولقمة العيش، وندعو الطبقة العاملة وحركتها النقابية للوحدة والتحرر من هيمنة السلطة السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية التي ترهن البلاد والعباد، وندعوها لاعتماد القرار النقابي المستقبل". وختم بالقول:"امام هذه الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتصاعدة وتلكؤ الحكومة عن معالجتها، وامام تخلف الاتحاد العمالي العام عن القيام بدوره بالتحرك دفاعا عن لقمة العيش لمن يمثل، ندعوكم مجددا للتحضير للتحرك المقبل".