البداية كانت نهار الخميس مع عرض فيلم بعنوان "What to do in case of fire" الذي يناقش مسائل متعلقة بالعنف الثوري في ألمانيا خلال الثمانينات وتلاه نقاش حول الفيلم.
نهار الجمعة بدأ مع ورشة عمل حول الاقتصاد اللبناني وتم خلالها شرح المفاصل الاساسية للاقتصاد اللبناني والقطاعات الاساسية فيه، وبعض من خصائصه وعرض لواقعه من خلال الناتج القومي الاجمالي وتوزعه على القطاعات المختلفة والدين العام وخدمة الدين وميزانية الدولة وتوزع الضرائب المباشرة وغير المباشرة بالاضافة الى وضع القطاع المصرفي والودائع والتحويلات الخارجية. وقدمت الندوة مكامن الخلل في هذا الاقتصاد لجهة اعتماده المتزايد على الضرائب غير المباشرة وعلى الاستدانة لتمويل احياجاته والترجع المستمر في الاعتمادات المخصصة للتنمية ودعم القطاعات النتجة وميزانية الجامعة اللبنانية والخدمات المرتبطة بالصحة والتعليم. وقدمت الندوة اقتراحات حول بدائل اقتصادية ممكنة لجهة زيادة موارد الدولة من خلال الضرائب المباشرة على الدخل والارباح والتحسين العقاري وعلى سندات الخزينة والاملاك البحرية وتصحيح العقود الجاحفة مع سوكلين والغاء الاعفاء الضريبي الخاص بسوليدير، مقابل زيادة الموازنة المخصصة للجامعة اللبنانية وتصحيح الاجور وخفض الضرائب على المحروقات والاتصالات وزيادة الاموال المخصصة للتنمية والمشاريع المنتجة والبلديات والبيئة والشباب.
واستكمل يوم الجمعة بورش عمل تدريبية حول كيفية ادارة الوقت وإدارة الاجتماعات وحول مهارات الحوار والتواصل وذلك بهدف تنمية القدرات الفردية للمشاركين.
نهار السبت بدأ بورش عمل مكثفة عن الاتحاد ووجهته السياسية والفكرية تم خلالها تقديم مفهوم الاتحاد للشباب واليسار والعلمانية والديمقراطية كمفاهيم أسياسية يرتكز اليها الاتحاد في خلفيته الفكرية. كما تم تقديم برنامج
عمل الاتحاد وخطته البرنامجية ومن أبرز العناوين التي بحثها المشاركون كان موضوع قانون الانتخاب النسبي وخفض سن الاقتراع والقانون المدني للأحول الشخصية، وكذلك النضال المطلبي والاقتصادي المرتبط
بمصالح الشباب وتحديداً في التعليم الرسمي النوعي والمجاني بكافة قطاعاته، ومسألة السكن وحق العمل والرعاية الاجتماعية. وتلا النقاش السياسي والبرنامجي ورشة عمل داخلية عن التنظيم الاتحادي والنظام الداخلي الاتحاد.
أما السبت بعد الظهر فكان لقاء مع الصحافي الاستاذ عماد الدين رائف الذي قدم المفاهيم والوقانين العامة التي يرتكر اليها العمل الصحافي سواء من خلال سياسة الصحيفة ووجهتها العامة أو من خلال الالتزام الفردي بهذه الوجهة. كما قدم رائف أمثلة حول كيفية توزيع المساحات الكتوبة ضمن الصحف لناحية أهمية الخبر وأوليته ضمن الخط السياسي العام وكيف يؤدي هذا الالتزام الى تغييب محاور اساسية عن صفحات الصحف مثل الانشطة الشبابية والمسائل المرتبطة بحقوق المرأة والطفل وفئات اجتماعية أخرى. ثم قدم رائف ورشة عمل تدريبية حول كيفية إنشاء مطبوعة أو برنامج إذاعي أو موقع تفاعلي يتعاطى مع مسائل شبابية، وقامت ورش العمل داخل المخيم بتقديم أفكار واقتراحات لهذه الوسائل الاعلامية المقترحة، كما تم وضع تصور أولي لبعض الافكار الاعلامية الممكن تطويرها لاحقاً.
نهار الاحد كان مخصصاً لنقاش فكر الشهيد حسن حمدان "مهدي عامل" ضمن سلسة من أربع جلسات حوارية قدم فيها كل من حسان زيتوني حول منهجية قراءة فكر مهدي عامل من خلال تجربته الشخصية وعرض فيها أيضاً جزء من سيرة مهدي الذاتية. الجلسة الثانية كانت مع الباحث الكسندر عمار الذي قدم كتاب "نمط الانتاج الكولونيالي" معرفاً المفاهيم المرتبطة بالانتاج الرأسمالي وعلاقات الانتاج والقوى المنتجة، حيث شرح مفهوم "كونية" الرأسمالية كنظام مسيطر على المستوى العالمي و"التميز" الحاصل في الدول التي كانت خاضة للاستعمار فدخلت اليها الرأسمالية من خلال هذا الاستعمار فتميزت بنمط انتاج محدد ضمن الرأسمالية سماه مهدي ب"الكولونيالي" الذي هو رأسمالي تابع وملجوم من الرأسمالية الامبريالية. أما الجلسة الثالثة فكانت مع الدكتور مفيد قطيش حيث قدم مفهوم "الدولة الطائفية" كما شرحه مهدي، حيث أخذ النظام اللبناني الشكل
الطائفي نظراً لحاجة البورجوازية الى تفتيت الطبقة العاملة والطبقات المستغلة الاخرى بسبب عجزها عن مواجهتها، فكرس الطائفية على مستوى المؤسسات والحكم وحولت الطوائف الى كيانات سياسية تجزئ اللبنانيين وتمنعهم من التوحد خلف مصالحهم الطبقية المشتركة. وفي الختام قدم مصطفى حجازي مداخلة بعنوان "الاطار التاريخي لفكر مهدي عامل" رابطاً بين المدارس الفكرية التي استند اليها مهدي في خلفيته الفكرية وتطور هذه الاتجاهات الفكرية بعد مهدي لاحقاً
يذكر ان هذا المخيم هو الثالث للاتحاد هذا الصيف بعد المخيم الحواري الذي أقيم تحت عنوان "إسقاط النظام الطائفي" في صور أيضاً ومخيم إعداد قادة كشفيين في صاليما في الجبل الاسبوع الماضي. وقد بلغ عدد المشاركين حوالي 130 مشتركاً في هذه المخيمات حتى الآن من 19 فرعاً من المحافظات اللبنانية كافة.