الاتحاد في المهرجان الرابع والعشرين للشبيبة القبرصية

كاترين ضاهر

شارك وفد من اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني ممثلاً برئيس الاتحاد علي متيرك وأمين السر العام عمر الديب في فعاليات المهرجان الرابع والعشرين للشبيبة القبرصية وندواته الدولية. وذلك من 6 الى 8 تموز الجاري في العاصمة نيقوسيا.

الندوة الأولى حملت عنوان "سياسات الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وهجرة العمال الشباب" بمشاركة دولية واسعة من العديد من المنظمات الأوروبية والعربية. تخلل البرنامج مداخلات من ممثلي المنظمات المشاركة حول هذا الموضوع والثورات العربية. وكان للاتحاد مداخلة تناولت واقع الاقتصاد اللبناني واتفاقيات الشراكة الأوروبية الجائرة للقطاعات المنتجة في لبنان وتحديداً الزراعة والصناعة حيث تفتح الأبواب أمام منتجات الاتحاد الأوروبي دون وجود إمكانيات منافسة لدى القطاعات المنتجة اللبنانية وسط غياب دعم الدولة لها. كذلك شرح الاتحاد واقع الهجرة الكثيفة للشباب اللبناني نتيجة البطالة والفقر وعدم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان.

والتقت المنظمات المشاركة مدير مكتب الرئيس القبرصي ديميتريس كريستوفياس في حوار مفتوح حول قضايا المنطقة، وتناول الاتحاد وديميتريس موضوع الخلاف على الغاز في البحر المتوسط حيث شرح ديميتريس تفاصيل الاتفاقيات التي وقعتها قبرص مع لبنان والكيان الصهيوني لترسيم الحدود البحرية وتقاسم الإنتاج، محملاً الدولة اللبنانية مسؤولية التباطؤ والتأخير حيث أنجزت قبرص كل المطلوب منها وهي تنتظر من لبنان إقرار الاتفاقية بأسرع وقت في الحكومة والمجلس النيابي كي تصبح سارية المفعول على المستوى الدولي. وقال "ان الدولة اللبنانية تتعرض لضغوط من قبل تركيا كي تؤخر توقيعها على الاتفاقية من خلال بعض الأحزاب الإسلامية النافذة، وذلك لحسابات ترتبط بطمع تركيا بالسيطرة على هذه الثروات ومشاركة قبرص حقوقها المشروعة". ودعا ديميتريس الدولة اللبنانية الإسراع في إقرار الاتفاقية كونها مصلحة مشتركة للبنان ولقبرص على المستوى الاقتصادي والسياسي وستساعد على النمو والتطور بعد بدء التنقيب.

وفي اليوم التالي التقت الوفود المشاركة وزير الداخلية القبرصي الذي شرح سياسيات الهجرة القبرصية وكيفية التعاطي مع موضوع اللاجئين وطالبي اللجوء السياسي والهجرة غير الشرعية، حيث أشار الى التزام قبرص بسياسة إنسانية تقارب هذا الموضوع من منطلق إنساني حيث تنظم مراكز تأهيل اجتماعي تعلم المهاجرين الجدد اللغة اليونانية لتسهل عملية دمجهم في المجتمع وتمنحهم حقوق الاستشفاء والعمل بعد مضي ستة أشهر بعد وصولهم في خطوة تتمايز فيها عن كل دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

كما عقد لقاء آخر أظهر حجم التغيير الذي أحدثه وصول الأمين العام للحزب الشيوعي القبرصي إلى سدة الرئاسة قبل عامين، عضو المكتب السياسي للحزب ستيفانوس ستيفانو السياسات الاقتصادية الجديدة للحكومة التي وزعت حوالي 7000 وحدة سكنية على الأزواج الجدد الفقراء بأقساط دون فوائد على مدى عشرات السنين، كما أدخلت العمال الأجانب في قوانين الرعاية والضمان، وثبتت سن التقاعد على 62 عاماً بعدما كان اليمين قد سعى إلى رفعه إلى 68 عاماً. كذلك زادت الحكومة من التقديمات الصحية والمكتسبات الاجتماعية في سياسة معاكسة لكل وجهة الاتحاد الأوروبي.

أما المهرجان الفني السياسي فانعقد على مدى ثلاثة أيام وشارك فيه حوالي 30 ألف شاب وشابة وأحيته أكبر الفرق اليونانية والقبرصية، بالإضافة الى كلمات سياسية لأمين عام الحزب وأمين عام الشبيبة، ويشكل هذا المهرجان الحدث السياسي – الفني الأكبر في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون شخص.

معلومات حول قبرص:

تبلغ مساحتها 9.251 كلم مربع وعدد سكانها حوالي 1.090.000 نسمة.

تحتل تركيا حوالي ثلث الجزيرة منذ عام 1974 بحجة حماية القبارصة الأتراك من سيطرة القبارصة اليونانيين.

يبلغ عدد القبارصة اليونانيين حوالي 800.000 والقبارصة الأتراك حوالي 200.000.

يقترح الحزب الشيوعي القبرصي حل القضية القبرصية عبر اقتراح دولة فدرالية من كيانين وشعبين فيما يريد اليمين تقسيمها الى دولتين.

حاز الحزب الشيوعي القبرصي على حوالي 32% من أصوات الناخبين في الانتخابات النيابية الأخيرة، مقابل نسبة مماثلة لليمين والباقي توزع على أحزاب الوسط.

فاز الرئيس القبرصي ديميتري كريستوفياس في الدورة الثانية في الانتخابات الرئاسية عام 2008 بنسبة 53% من الاصوات في الدورة الثانية بعدما نال 33.3 % في الدورة الاولى، وهو كان حينها أميناً عاماً للحزب الشيوعي القبرصي قبل ان يتقدم باستقالته فور تسلمه الرئاسة، وشكل حكومة نال فيها حزبه عدداً من الوزارات بينها وزراة الداخلية.

آخر تعديل على Friday, 19 August 2011 10:46

الأكثر قراءة