لم يكن يخطر في بال الفتى احمد داوود عبيد، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة (أصم وأبكم) أن رحلته القصيرة من منزله في بلدة العيساوية في القدس المحتلة إلى محل البقالة المجاور لشراء «البوظة» لشقيقته ستتحول إلى قصة رعب وتعذيب واعتقال، حيث باغتته قوات اسرائيلية خاصة، واختطفته من أمام منزله، واقتادته إلى السجن، قبل أن تطلق سراحه المحكمة وتقرر حبسه منزلياً. ووجهت النيابة العسكرية الإسرائيلية للشاب تهمة إلقاء الحجارة، وهو المسجل في تقارير طبية على أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة. واقتيد إلى المحكمة، التي مددت اعتقاله ثلاث مرات على مدار عشرة أيام، وحاولت حبسه 15 يوماً إضافياً على ذمة التحقيق، قبل أن يتمكن محاموه من تغيير القرار. ويقول المحامي نائل فهمي لـ«السفير» إن «ما حصل غريب جداً، فالقوانين الاسرائيلية ترفض فكرة اعتقال المعوق تحت أي ظرف، ولكن حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين تخرق القوانين، وتتغير المعادلات». وأضاف أنه «وفق قوانينها، لا يجوز لإسرائيل اعتقال المعوق اطلاقاً، ومع ذلك اعتقلت احمد عبيد، بل وقام جنودها بضربه وتعذيبه بطريقة همجية». وبعد قرارها الافراج عنه بكفالة، أقرت المحكمة حبس احمد عبيد منزلياً حتى موعد محاكمته في الـ23 من شهر تشرين الأول المقبل، وهو الذي اختطف واعتقل في 27 من آب الماضي. وهددت عائلته بأنه في حال غادر منزله، فإنه «سيعاد إلى السجن فوراً». وبحسب فهمي، فإنه «لا يمكن التنبؤ بنتيجة الحكم، فتهمة إلقاء الحجارة وفق القوانين الاسرائيلية تستوجب عقوبة سجن من ستة أشهر ولغاية 20 عاماً، وهناك ملايين المبررات لزيادة أو تقليل الحكم». أما والد الشاب فروى لـ«السفير» قصة ابنه ويتساءل «كيف يعتقلون فتى معوقاً، وكيف لفتى لا يتكلم ولا يسمع أن يتحمل رعب هجوم المستعربين والقوات الخاصة عليه، ثم ما هو الخطر الذي يشكله على أمن إسرائيل القومي». ويتابع الوالد، وهو الشاهد على الحادثة، أن «إسرائيل خصصت عشرات الجنود والمستعربين، وقد تجاوزوا كافة الخطوط الحمر... ألقوه أرضاً وبدأوا بضربه على رأسه، قبل أن يقيدوه والسلاح موجه إلى رأسه، ويجروه إلى سيارة بطريقة وحشية ومرعبة، وقد ضربوه خلال فترة اقتياده إلى السجن». وتوجه الوالد مباشرة إلى مركز لقوات الاحتلال، ويقول «عرضت عليهم أن يحبسوني بدلاً منه»، ولكنهم رفضوا وأصروا على سجنه برغم تقديم كل الاوراق التي تثبت أنه من ذوي الإعاقة الذهنية. وختم قائلاً إن «اسرائيل حين يتعلق الأمر بفلسطينيين تلغي كل قوانينها، وتتحول إلى دولة إرهاب».
في مثل هذه الأيام من شهر أيلول عام 1982 انقض المجرمون على مخيم صبرا وشاتيلا كوحوش كاسرة استهدت إلى ضحية. المجزرة التي انطبعت في الذاكرة الفلسطينية والعالمية لم تمح السنوات صورها المؤلمة. فضحايا المجزرة الذين تركوا دماءهم في الشوارع ورحلوا لهم أهل لا ينسون استذكارهم ولا إضاءة شمعة وفاء لذكراهم. ولعلّ لجنة «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» التي وصلت إلى بيروت مساء أمس الأول هي الصوت العالمي الأعذب والأكثر شجاعة الذي ينتصر لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا. ويضمّ وفد اللجنة، التي كان المناضل اليساري الإيطالي ستيفانو كياريني قد أسسها، مجموعة من الشخصيات الإيطالية والأميركية إضافة إلى شخصيات أوروبية وآسيوية. وكان الوفد الذي دأب على زيارة لبنان في ذكرى المجزرة منذ أكثر من عشر سنوات، بدأ نشاطه الميداني في عاصمة المقاومة صيدا (محمد صالح)، واجتمعوا أمام نصب الشهيد معروف سعد، يرافقهم الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» د. أسامة سعد وشخصيات اجتماعية ودينية بينهم الأب نقولا الصغبيني، حيث وضعوا إكليلاً من الورد على ضريح سعد. وقال سعد في كلمته: «إنّ صيدا شريكة الشعب الفلسطيني في نضاله الطويل لاستعادة حقوقه الوطنية». ووجه تحية إلى «روح مؤسس كي لا ننسى صبرا وشاتيلا، الرفيق الراحل الكبير ستيفانو». وشكر بـ«اسم المناضلين الوطنيين اللبنانيين والعرب، الوفد، على التضامن المستمر مع الشعب الفلسطيني، لاسيما في ذكرى صبرا وشاتيلا». أضاف: «هذا الاهتمام هو محل تقدير من جميع المقاومين في لبنان والمنطقة العربية، ووسط الشعب الفلسطيني أيضاً. نحن وإياكم في جبهة واحدة ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، ونحن واياكم سنقدم التضحيات، وفي النهاية سننتصر». وختم: «المنطقة تمر في ظروف صعبة، والشعوب العربية تدفع أثماناً باهظة بسبب أطماع الإمبريالية والصهيونية وتواطؤ الرجعية العربية معهما، لذلك نعتز بوقوفكم كشعوب حرة في أوروبا وأميركا وفي كل العالم، معنا، دفاعاً عن حقوقنا من أجل حياة كريمة، ومن أجل تقدم شعوبنا وحريتها». بعدها زار الوفد الذي يرأسه موريزيو موسوليني معتقل الخيام حيث كان في استقباله ممثل «حزب الله» فايز علوية وعدد من الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية وشخصيات سياسية وحزبية. وقام الوفد بجولة في أرجاء المعتقل وشاهد الآليات الإسرائيلية التي غنمتها المقاومة خلال التحرير عام 2000. وسمع أعضاؤه شرحاً مفصلاً من الأسرى عن معاناتهم إبان الاعتقال في زنزانات العدو الاسرائيلي، والأساليب والأدوات التي كان الجلادون يمارسونها في إذلالهم وتعذيبهم. وشكر علوية الوفد على مبادرته الطيبة في إحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها جيش العدو وأعوانه. وأشار إلى «دور المقاومة في قلب المعادلة مع العدو الصهيوني، والتي كالت الصاع صاعين، وباتت عنوان الصمود والتحدي». وقال موسوليني باسم الوفد: «جئنا إلى هنا، إلى هذه الأرض المقاومة لنستذكر تلك المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المواطنين الآمنين في صبرا وشاتيلا، ولدعم المقاومة التي هزمت الجيش الذي لا يقهر. جئنا نقف إلى جانب الناس هنا، نرى أحوال الفلسطينيين والسوريين الذين نزحوا مؤخّرا إلى لبنان، لنتضامن مع المقاومة وندعمها بعدما تعرفنا إليها منذ سنوات وعلى قدراتها القتالية وإمكاناتها في إعادة إعمار ما تهدّم، آملين تحرير ما تبقّى من أراض لبنانية وعربية محتلة». ثمّ توجه الوفد إلى بوابة فاطمة في بلدة كفركلا قبالة نقطة المراقبة الإسرائيلية حيث استمعوا إلى شرح عن أبرز المحطات التي مرت بها هذه المنطقة من الإحتلال إلى التحرير وعمليات المقاومة، ليلقوا بعدها نظرة على الأراضي الفلسطينية. ثم توجه الوفد إلى حديقة إيران في بلدة مارون الرأس حيث كان باستقبالهم عضو المجلس السياسي في «حزب الله» النائب السابق حسن حب الله حيث جال الجميع في أرجاء الحديقة، وكانت إطلالة على المكان الذي استشهد فيه عدد من الفلسطينيين خلال مسيرة العودة في ذكرى النكبة عام 2011 لتقام بعدها مأدبة غداء على شرف الوفد. واستعرض حب الله في كلمة تاريخ مجازر العدو الصهيوني بحق الشعوب العربية وانتهاكه لحقوق الإنسان. وحيا نشاط الوفد «الذي أخذ على عاتقه إبراز وحشية وهمجية العدو الصهيوني في كل الميادين انتصارا لحقوق الإنسان ودفاعا عن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية». وشدد حب الله على أن «النهج الذي التزمت به المقاومة هو النهج الأصح في التعامل مع العدو المتغطرس
في مثل هذا اليوم قبل 31 عاماً، كانت الأخبار قد بدأت تتسرب عبر أشخاص هربوا من المذبحة، ولجأوا إلى جوار مخيم برج البراجنة. كنا صغاراً، وكان الكبار الذين تخلفوا عن اللحاق بالباخرة، يجلسون بصمت على كراسي القش، حول طاولة صغيرة. يشربون القهوة ويدخنون.. وتتوالد الهواجس بشأن الموت الآتي إلينا. صبرا وشاتيلا، مخيمان مطوّقان من «الآلة الحربية الصهيونية»، و«ذئاب الانعزالية» تنهش لحم النسوة والأطفال والعجز، في زواريب بالكاد كان يصلها نور الشمس. آلاف الأشخاص قضوا ذبحاً وتعذيباً على أيدي المجرمين. خصّص المجرم لبعضهم وقتاً، كي يقطعهم «بالسلاح الأبيض». أطفال عرفتُ بعضهم، كانوا في مثل سنّي، لم تذكر التقارير الكثيرة التي تلت المجزرة شيئاً عنهم. لم تلحظ بريق أعينهم، وسمرة بشرتهم، ورقة ابتساماتهم. آنذاك تسللت إلى آذاننا عبارات لم نأبه لمعناها.. «بدم بارد»، «عمليات تصفية»، «إبادة جماعية»... بعدما كنا تعرفنا إلى «القنابل المضيئة»، التي سهّلت الطريق أمام الجزارين. انشغلت التقارير بعدد الشهداء. ليغدو الشهداء عدداً. من رسالة «الصليب الأحمر»، إلى منظمات دولية أخرى، إلى تقرير «لجنة كاهان»... إلى تقارير إخبارية وصحافية من روبرت فيسك وأمنون كابيلوك وآخرين، حاولت مقاربة الواقع. وعمل البعض على مقارنة قوائم كثيرة تفصل أسماء الشهداء. ما حدث مجزرة، وإن صمّ العالم آذانه، ولا يزال.. وضمن مهزلة «العدالة الدولية» المجرمون لا يزالون طلقاء. اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على المذبحة، ومهما تغيرت المعالم. يحق لنا، أن نكرس وقتاً لبريق عيون أطفال مخيمي صبرا وشاتيلا، ولرقة ابتساماتهم المحفورة في الذاكرة
مجزرة صبرا وشاتيلا : ارتكبها العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين اللاجئين في مخيم صبرا وشاتيلا في لبنان ، بقيادة رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرئيل شارون ، التي وقعت في 16 من أيلول عام 1982.واستمرت المجازر طيلة 16-17-18 من أيلول وسقط عدد كبير من الشهداء في المذبحة من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل ، غالبيتهم من الفلسطينيين ، ومن بينهم لبنانيون أيضا ، وقدر عدد الشهداء وقتها 3000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.-------في صباح السادس عشر من سبتمبر عام 1982م, استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية فى تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير. في تلك المذبحة تحالف أعداء ابناء شعبنا الفلسطيني المشرد من صهاينة وخونة فانضم الجيش الصهيوني إلى حزب الكتائب اللبناني ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في مجزرة إلى تصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد. صدر قرار تلك المذبحة برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الصهيوني وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحم بيجن. بدأت المذبحة فى الخامسة من مساء السادس عشر من سبتمبر حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ فى سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى فى دمائهم , حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ ونساءٌ تمَّ اغتصابهنَّ قبل قتلِهِنّ, رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا , وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره! نشروا الرعب فى ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألماً لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين . 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة .. أحكمت الآليات الصهيونية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة فى الثامن عشر من سبتمبر حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس و رؤوساً بلا أعين و رؤوساً أخرى محطمة ! ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطينى والمئات من أبناء الشعب اللبنانى ! مجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن الجريمة الصهيونية الأخيرة بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، فمسلسل المجازر اليومية لم ينته، والإرهابيون الصهاينة لم ولن يتوانوا عن ارتكاب مزيد من المجازر في حق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم من العالم بأسره, وكأن أيديهم القذرة اعتادت أن تكونا ملطختين بالدم الفلسطيني أينما كان.الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
السفير: رام الله ـ بعد 37 عاماً من احتجاز جثامين سبعة شهداء نفذوا عملية «سافوي» التي «أوجعت إسرائيل»، أفرج الاحتلال عن رفاتهم أخيراً بعدما اعتقلها عقوداً في إسرائيل، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تعاقب الموتى، وتعتقل جثثهم في مقابر الأرقام.
الشهداء السبعة، ومعهم 83 آخرون كانوا معتقلين، تستقبلهم مدينة رام الله اليوم في عرس فلسطيني تحضره كل الأطياف برغم الانقسام وانسداد الأفق السياسي.
وكان الشبان خضر محمد، وأحمد حميد، وموسى جمعة، وأبو الليل (اسم حركي)، ومداحة محمد، وزياد صغير، ومحمد المصري استقلوا قارباً مطاطياً في العام 1975 وغادروا شواطئ بيروت حتى وصلوا أرض فلسطين المحتلة وفي نيتهم اقتحام وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ويروي بسام أبو شريف، المستشار السابق للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والذي عايش فترة العملية، وكان مقرباً من «أبو جهاد»، خليل الوزير المخطط والمشرف عليها: «كان في نية الشباب الوصول إلى قلب وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، لكنهم أخفقوا في ذلك بسبب التحصينات العسكرية هناك، وفي النهاية تمكنوا من الوصول إلى منطقة قريبة منها وهو فندق سافوي».
وبرأي أبو شريف فإن العملية وتفاصيلها لا تزال غامضة ولا أحد يعلم ما جرى بالضبط. ويضيف «إسرائيل حتى اليوم لم تكشف تفاصيل العملية، لأنها كانت عملية نوعية وجريئة وقد أصابتها في مقتل، وتقديرنا أن أكثر من مئة إسرائيلي سقطوا فيها بين قتيل وجريح».
ولم تعترف إسرائيل بالأرقام التي تحدث عنها أبو شريف، وقالت إن العملية التي استشهد سبعة من منفذيها وجرح ثامن وأسر وهو مصري الجنسية، أدت إلى مقتل 11 إسرائيلياً بينهم جنرال كبير، اسمه عوزي يئيري، وهو منفذ عملية «فردان» التي تمّ خلالها اغتيال الشهداء الفلسطينيين الثلاثة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت. وبحسب ما يروي أبو شريف، وهو من قيادات «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، فقد «اتخذت سفينة اشترتها المقاومة الفلسطينية طريقاً من بيروت إلى شمال إفريقيا ومن هناك إلى قبرص، وفي الطريق تم إنزال منفذي العملية الذين وصلوا إلى جانب وزارة الدفاع الإسرائيلية».
وكان فيديو نادر للشهيد خليل الوزير «أبو جهاد» تحدث فيه عن العملية، وقال إنها كانت «انتقاماً لمقتل القادة الفلسطينيين الثلاثة في عملية فردان».
وشرح أبو جهاد في الفيديو بعض تفاصيل العملية والتي تمكن فيها المنفذون من احتجاز عدد من الرهائن الإسرائيليين معظمهم من الجيش، واشتبكوا مع قوات الاحتلال التي حاصرت الفندق، ثم قام الفدائيون بتفجير الفندق حين تمّ اقتحامه من قبل قوات خاصة إسرائيلية.
ويقول أبو جهاد في الفيديو النادر الذي نشر له مؤخراً إن «أحد الشهداء واسمه موسى جمعة ظل يومين بعد العملية محاصراً خلف جدار، وحين بدأ الإسرائيليون بإزالة ركام الفندق، أزالوا الجدار الذي احتجزه، وبدأ حينها بإطلاق النار فقتل عوزي يئيري قائد عملية اغتيال كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار».
وفي وثائقي أعدّته قناة «الجزيرة» عن العملية يظهر أحد الذين نقلوا الفدائيين في السفينة يروي استعداد الشبان لها ويقول «كانت معنوياتهم عالية وكانوا ذاهبين إلى الموت بأرجلهم لاستعادة فلسطين، حملوا الأحزمة الناسفة والمتفجرات والكلاشينكوف، كان شعارهم: الموت ولا المذلة».
وقال بسام أبو شريف رداً على استعادة جثامين شهداء منفذي العملية إن «منفذي العملية اليوم يعيدون كتابة التاريخ برفات لن تندثر إطلاقاً، لقد أعادوا إلى الأذهان كلمة فدائي، وهي كلمة غابت عن قاموسنا منذ الانتفاضة، حين كان السلاح والمقاومة هما البداية والنهاية والعنوان والقضية».
امجد سمحان
أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى الرابعة والستين للنكبة، حيث خرج الآلاف في تظاهرات عمّت مدن الضفة الغربية وبلداتها وقراها، وداخل القدس المحتلة، وأراضي العام 1948، وقطاع غزة، رافعين شعاراً واحداً «راجعين راجعين»، فيما امتلأت المستشفيات الفلسطينية بالجرحى الذين سقطوا في مواجهات مع جنود الاحتلال عند نقاط التماس.
وأصيب أكثر من 300 فلسطيني خلال مواجهات بالقرب من سجن «عوفر» في غربي مدينة رام الله، وبالقرب من حاجز قلنديا العسكري في شمالي القدس المحتلة.
وانطلقت مسيرة من مدينة رام الله في الضفة باتجاه سجن «عوفر»، ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة، وللتأكيد على دعم الأسرى، وللتشديد على أن نجاحهم في تحقيق أهدافهم، ضمن إطار معركة «الأمعاء الخاوية»، لا يعني توقف الفعاليات الداعمة لهم.
ودفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة
من جنودها الى المكان، وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز بغزارة شديدة.
كذلك، شهدت أنحاء عديدة في الضفة مواجهات كان أبرزها حين حاول مئات الفلسطينيين اجتياز أحد الحواجز العسكرية في غربي رام الله، محاولين «الزحف نحو مدينة الرملة المحتلة». وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب المبرح على المشاركين في الفعاليات قبل اعتقال عدد منهم.
وفي مدينة بيت لحم، أصيب أكثر من خمسين فلسطينياً بجروح بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المطاط وقنابل الغاز. وحاول شبان فلسطينيون اقتحام مسجد «بلال بن رباح» في بيت لحم قبل أن تتدخل قوات الاحتلال وتمنعهم، بعدما هددت باقتحام المدينة بالكامل في حال لم ينسحب الشبان من محيط المسجد الذي تحتله إسرائيل وتزعم أنه «آثار يهودية».
إلى ذلك، شهدت مدينة القدس المحتلة منذ ساعات الفجر الأولى مواجهات عنيفة في منطقة العيسوية ومعبر قلنديا في شمالي القدس، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال العيسوية، وانتشرت في شوارعها وأحيائها.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن مواجهات سجلت في ثلاثة أماكن رئيسية هي حاجز قلنديا، وحاجز بيتونيا بالقرب من سجن «عوفر»، وعند «قبر راحيل» في بيت لحم، حيث اشتبك نحو 200 شخص مع الجيش، مشيراً إلى إصابة جنديين إسرائيليين.
وأصيب أكثر من 25 فلسطينياً بحالات إغماء واختناق في المنطقة الزراعية في شمالي قطاع غزة إثر إطلاق الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع بشكل مفاجئ في بلدة بيت حانون.
وبعيداً عن المواجهات، شاركت حشود من الفلسطينيين في تظاهرة مركزية في مدينة رام الله.
وفي نابلس في شمالي الضفة، تجمع الآلاف أمام مقرّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) لتأكيد حق العودة. وفي الخليل في جنوبي الضفة، خرج الآلاف للتظاهر حاملين الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى.
وفي هذه الأثناء، تظاهر آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة أمام مقر الأمم المتحدة وسط الدعوة لعدم العودة للمفاوضات مع إسرائيل والتمسك بالوحدة وخيار المقاومة.
وفي أراضي العام 1948، نظمت تظاهرة مركزية أخرى في قرية اللجون المهجّرة المحاذية لمدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر، حيث شارك المئات إحياءً لذكرى النكبة.
وشهد المهرجان، الذي دعت له لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، مشاركة مجموعة من القيادات السياسية والدينية والشبابية في الداخل الفلسطيني، حيث أكّد المشاركون على ضرورة التمسّك بحق العودة.
وفي السياق، نفذت مختلف المدن والبلدات الفلسطينية داخل أراضي 1948 إضراباً عاماً، في وقت انطلقت مسيرات شعبية من مراكز المدن رافعة الأعلام الفلسطينية وأسماء أكثر من 500 قرية ومدينة دمّرتها العصابات الصهيونية وهجّرت سكانها.
في هذا الوقت، أعلن الأسرى الإداريون الخمسة، ومن بينهم بلال ذياب وثائر حلاحلة، موافقتهم على اتفاق إنهاء الإضراب المفتوح عن الطعام، اعتباراً من فجر أمس.
دعما لإقرار الحقوق الانسانية للفلسطينيين في لبنان وتمسكا بحق العودة، نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الذكرى (43) لانطلاقتها مسيرة جماهيرية في وسط بيروت انطلقت من امام جسر فؤاد شهاب باتجاه مقر البرلمان اللبناني. شارك فيها عدد من من ممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني وهيئات حقوقية واجتماعية ورجال فكر وسياسة وحشد جماهيري من ابناء المخيمات في لبنان.
وعلى وقع الأناشيد الوطنية وهتافات "بدنا نعيش بكرامة" سارت المسيرة يتقدمها حملة اعلام فلسطين ولبنان ورايات الجبهة وصورة كبيرة للامين العام الرفيق نايف حواتمة ولافتات تدعو الى اقرار الحقوق الانسانية واخرى تؤكد على تمسك اللاجئين بحق العودة وفق القرار (194).
تحدث في المسيرة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل الذي قال: نظرنا بايجابية الى ما حمله البيان الوزاري للحكومة اللبنانية خاصة بما يتعلق بقضايا حق العودة واعمار مخيم نهر البارد واقرار الحقوق الانسانية. لكن بعد مضي ما يزيد عن خمسة اشهر من عمر الحكومة لم نلمس ان هناك جدية في تطبيق الشق الفلسطيني من البيان الوزاري بحيث بات الانطباع الفلسطيني العام ان نصوص البيان الوزاري ليست سوى عصافير على الشجرة تنتظر قرار الحكومة والبرلمان، ما يريده الشعب الفلسطيني هو عمل جدي وملموس وفقا لما التزمت به الحكومة وترجمة ذلك واقعا على الارض بتشريعات ومراسيم قانونية.
إننا ومن بيروت ام الشرائع ومن امام مجلس النواب اللبناني ندعو الحكومة وجميع الكتل النيابية والقوى السياسية والحزبية للعمل على اقرار الحقوق الانسانية خاصة حق العمل بحرية دون اجازة للاجراء وحق العمل للمهنيين وتوفير الضمانات الصحية والاجتماعية كاملة، اضافة الى اقرار حق التملك والاسراع باعمار مخيم نهر البارد والغاء الحالة العسكرية ورفع التضييقات الامنية عنه وعن المخيمات ومعالجة مشكلة فاقدي الاوراق الثبوتية والمشكلات في المخيمات هذا اضافة الى ضرورة تنظيم الاحوال الشخصية وحل مشكلة عشرات الفلسطينيين في السجون دون محاكمة، وضمان كل هذه الحقوق بتشريعات قانونية قائمة على استثناء الفلسطيني من مبدأ المعاملة بالمثل وعكسه في جميع القوانين لأنه شعب يرزح تحت الاحتلال الذي يمنعه من قيام دولة فلسطينية وأيضا شعب مشرد في مناطق اللجوء والشتات ويناضل من اجل حق عودته الى دياره.
وختم قائلا: نحن نعلم ان هناك اولويات لدى الحكومة، لكن بالنسبة لنا فاقرار الحقوق الانسانية، وانطلاقا من الواقع الصعب الذي يعيشه هو ايضا اولوية فلسطينية ملحة لا تحتمل التاجيل، واذا كانت فرصة قد ضاعت في السابق، فالفرصة اليوم امام الجميع لتصحيح الخلل ووضع الامور في نصابها السليم، مع التأكيد على رفضنا بأن تبقى حقوقنا الانسانية رهينة التجاذبات والصراعات المحلية زالانقسامات الطائفية.. وفي هذا السياق ندعو إلى فتح حوار رسمي بين الدولة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل تنظيم العلاقات الفلسطينية - اللبنانية على أسس سياسية واجتماعية وقانونية، ووضع خطة مشتركة لدعم حق العودة وفق القرار(194) وإقرار الحقوق الإنسانية، خاصة وان الفلسطينيين ليسوا جزءا من التجاذبات الداخلية بل هم عامل استقرار وينشدون علاقات فلسطينية لبنانية سليمة ويؤكدون وقوفهم مع لبنان ومقاومته وسيادته ويأملون بدعم جميع اللبنانيين لحقوقهم الوطنية والانسانية..
وتحدث رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني السفير عبد المجيد قصير الذي اعتبر ان نية حكومة الرئيس ميقاتي صادقة في تحسين احوال اللاجئين ونحن ندرك صعوبة الحياة التي يعيشها اللاجئون في المخيمات وهي تحتاج الى الكثير من العمل ولهذا السبب افردت الحكومة بندا خاصا عن حقوق الاخوة الفلسطينيين وهي جادة في مساعيها لاقرار الحقوق الانسانية.
كما تحدث عضو قيادة تجمع اللجان والروابط الشعبية د. هاني سليمان فدعا الى منح اللاجئين في لبنان حقوقهم الانسانية والتعاطي معهم كشعب شقيق بعيدا عن الخلافات الداخلية اللبنانية، معتبرا ان هذا الامر يساهم في حل الكثير من المشكلات ويقرب المواقف بعضها من بعض بما يخدم الموقف المشترك برفض التوطين. ونحن نطالب اكثر مما التزمت به الحكومة.
ختاما تلا سامر مناع نص مذكرة باسم المعتصمين موجهة الى الرؤساء الثلاثة قالت: ان طموح الفلسطينيين هو بتنظيم العلاقات الاخوية اللبنانية الفلسطينية وبما يضع العلاقة الفلسطينية – اللبنانية على الطريق الصحيح تعزيزا للموقف الثابت بالتمسك بحق جميع اللاجئين في العودة الى ديارهم وفق القرار 194 ورفض جميع مشاريع التهجير والتوطين.
كما تسلم السفير قصير نص مذكرة من اهالي حي جنين في مخيم نهر البارد طالبت بالاسراع بعملية الاعمار وتحمل الحكومة لمسؤولياتها تجاه ابناء المخيم.
افتتح اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" المخيم التاسع للشباب الفلسطيني تحت عنوان "مخيم شهداء العودة" بمشاركة عشرات الشباب والشابات الفلسطينيين من كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وسوريا والاردن اضافة الى مشاركة شبابية من كوبا وكندا والنرويج، وحضر حفل الافتتاح الذي اقيم في الجامعة اللبنانية الدولية في البقاع فعاليات
فلسطينية ولبنانية ومنظمات شبابية وطلابية.
وشمل برنامج المخيم الذي امتد من 15 ولغاية 24 تموز مجموعة من الندوات والمحاضرات. وورش العمل تحدث خلالها كل من استاذ علم الاجتماع في الجامعة الامريكية في بيروت الدكتور ساري حنفي حول دور الشباب في الثوراث العربية، فأكد على اهمية وحيوية الدور الذي يقوم به قطاع الشباب في تحريك الشارع العربي من اجل تحقيق مطالب الشعوب العربية المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ونجاح الشباب في استخدام وسائل الاتصال الحديثة وتسخيرها بما يخدم اهداف الثورات ومطالبها المحقة والعادلة.
كما تحدث مدير مركز التنمية الانسانية المحامي سهيل الناطور في ندوة اخرى حول قوانين الانتخابات وغياب الحياة الديمقراطية في المؤسسات الوطنية، التي يعيش البعض منها حالة شلل وتعطل وغياب منذ سنوات طويلة، منوهاً بالحراك الشباب الفلسطيني الذي انطلق في شهر آذار ورفع شعارات واضحة تدعو الى انهاء الانقسام الفلسطيني والعودة الى الشعب من خلال انتخابات ديمقراطية تعيد الروح والحياة للمؤسسات الوطنية الفلسطينية. مؤكداً بأن قانون التمثيل النسبي هو القانون العادل الذي يساهم في تعزيز المشاركة الوطنية في مختلف المؤسسات الوطنية .
لتمكن الشباب من لعب دور محوري في مختلف المؤسسات الوطنية الفلسطينية وفي عملية صنع القرار الوطني .
وتحدث نائب رئيس المجلس النيابي اللبناني السابق ايلي الفرزلي في ندوة حول القضية الفلسطينية والتطورات التي تشهدها المنطقة العربية داعياً الى التنبه من المؤامرات الخارجية التي تتعرض لها المنطقة العربية ومحاولة الادارة الامريكية وبعض الدول الغربية استغلال الحراك الشعبي العربي وتحريفه بما يخدم المصالح والاطماع الامريكية الاسرائيلية في المنطقة.
وتطرق الى الاوضاع الفلسطينية فاستغرب الصمت الدولي تجاه الممارسات العدوانية الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني واستمرار سياسة التوسع والاستيطان التي تبتلع الارض الفلسطينية وتهدم منازل المواطنين الفلسطينيين دون أي رادع دولي.
حول اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فأشار الى ضرورة تحسن الظروف الانسانية والاجتماعية وفي مقدمتها السماح للفلسطينيين بحق العمل الى جانب تحسين واقع المخيمات على كافة الصعد الصحية والاجتماعية وغيرها. منوهاً بتضحيات الفلسطينيين في مسيرات العودة وتقديمهم الدماء والشهداء ليتبثوا للعالم اجمع ان قضية الاجئين وحق العودة هي عنوان نضالهم وانهم لا يمكن ان يتنازلوا عن هذا الحق مهما بلغت المؤامرات فكانت رسائلهم متعددة ووصلت الى اكثر من اتجاه.
وفي ندوة له حول اوضاع الشباب الفلسطيني تطرق رئيس اتحاد الشباب يوسف احمد الى الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الشباب في مخيمات لبنان، مستعرضا اوضاع المؤسسات الفلسطينية المعنية برعاية الشباب وخاصة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفي مقدمتها اتحاد الطلبة والاتحادات الرياضية والفنية...، مؤكدا بأن ابقاء هذه الاتحادات دون تفعيل وتطوير يضر بالدور الوطني للشباب الفلسطيني ويحد من قدرته على الفعل والحركة في اطار النضال الوطني والاجتماعي الذي يخوضه اللاجؤون الفلسطينيون في لبنان، داعيا الى الاسراع في اطلاق ورشة بناء تشمل كافة الاتحادات الشعبية بما يعيد الاعتبار لدورها وفعلها بين اوساط الشباب الفلسطيني.
وتطرق الى الاوضاع التربوية للطلبة الفلسطينيين سواء في مدارس الانروا او على صعيد المرحلة الجامعية، فأكد ان هناك الكثير من المشكلات والعراقيل التي تعترض تقدم المسيرة التعليمية في مدارس الانروا بفعل بعض السياسات الخاطئة المتبعة من قبل الوكالة وبفعل تراجع الموازنات المخصصة للبرنامج التعليمي، كما تطرق الى تفاقم ازمة التعليم الجامعي نتيجة عدم تبني الانروا لهذه المرحلة التعليمية واقتصار مساعداتها على العدد المحدود من المنح المقدمة من بعض الدول المانحة. الجذري مشدداً على استمرار اتحاد الشباب بتحركه من اجل تبني الانروا ومنظمة التحرير الفلسطينية لمشروع انشاء الجامعة الفلسطينية في لبنان بإعتباره الحل الجذري الذي ينقذ المستقبل التعليمي للطلبة ويمكنهم من مواصلة دراستهم الجامعية وتحقيق احلامهم وطموحاتهم على صعيد التخصصات الجامعية.
وتحدث الباحث الفلسطيني فتحي كليب بمحاضرة حول النظام السياسي الفلسطيني فأشار الى ان النظام السياسي الفلسطيني هو نظام مركب وفريد من نوعه، انه نظام خليط بين نظام اكتسب شرعيته من تجربة ثورية ونظام آخر استمد شرعيته من اتفاقات دولية ومن عملية انتخابية لها ظروفها الخاصة، وبالتالي عدم الفصل بين النظامين ادى الى بروز تشوهات في تركيبة النظام السياسي الحالي، واي عملية اصلاحية لا يمكن ان تاخذ طريقها دون اقرار قانون انتخابي جديد يراعي الواقع السياسي الفلسطيني، ويراعي في نفس الوقت التعددية السياسية الموجودة على ارض الواقع، والنظام اللانتخابي العادل الذي يوصل الى هذه النتيجة هو نظاظ وقانون التمثيل النسبي الكامل.
واقيمت ورشة عمل حول استراتيجية العمل الشبابي الفلسطيني أدارتها مسؤولة البرامج الشبابية في جمعية المساعدات الشعبية النرويجية منال قرطام، طرح خلالها المشاركون رؤيتهم لواقع وظروف الشباب الفلسطيني والمشكلات التي يعانونها على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والتربوية ... واستراتيجية العمل المطلوبة للنهوض بدور الشباب وكيفية تحقيق مطالبه واهدافه.
وتوقف المشاركون امام الاوضاع المعطلة والحياة الديمقراطية المشلولة في المؤسسات الوطنية التي تعنلى باوضاع الشباب الفلسطيني ولا سيما اتحاد الطلبة مجلس رعاية الشباب. واكدوا على اهمية اعطاء الشباب حقهم في المشاركة الفاعلة وفي صنع القرار وتمكينهم من اخد دورهم الريادي والمتقدم على كافة الصعد.
كما استضاف المخيم الوزير المفوض في السفارة الكوبية في لبنان في ندوة حول الثورة الكوبية وتحدياتها، فعرض الوزير المفوض لمسيرة كوبا الثورية وكفاحها ونضالها المستمر ضد الامبريالية العالمية، مؤكدا ان الثورة الكوبية استطاعت ان تتغلب على كل التحديات والظروف الصعبة وان تواجه الحصار والظلم والعدوان بمزيد من الوحدة والتطور.
واكد على موقف كوبا الداعم للشعب الفلسطيني ونضاله من اجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حق اللاجئين بالعودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وتحدث الباحث والاعلامي الفلسطيني معتصم حمادة حول حركة اللاجئين وحق العودة، فاكد على ضرورة دعم حركة مستقلة لللاجئين تدافع عن حق العودة وعن القضايا والهموم المباشرة لللاجئين في مختلف اماكن تواجدهم.
ودعا الى ايجاد آلية للتنسيق بين جميع مكونات حركة اللاجئين تحت راية الدفاع عن حق العودة وفق القرار 194، مشددا على ضرورة دعم الدول العربية المضيفة للمطالب التي ترفعها حركة اللاجئين سواء كانت وطنية عامة، او انسانية واجتماعية وبما يصون الهوية الوطنية للاجئين ويدعم صمودهم ونضالهم من اجل حق العودة وتمكينهم من مواجهة مؤامرات التهجير والتوطين.
كما قام المشاركون بالمخيم بزيارة مدينة الصدر التربوية في بعلبك والتقوا بوفد شبابي من مكتب الشباب والرياضة في حركة امل تقدمهم مسؤول مكتب الشباب في البقاع هيثم لحفوفي، وجرى حوار بين الشباب الفلسطيني واللبناني، تم التاكيد خلاله على ضرورة واهمية التنسيق والتعاون وتعزيز العلاقات الشبابية والطلابية الفلسطينية – اللبنانية بما يصب في مصلحة الشعبين ويدعم نضال اللاجئين وحقهم بالعودة الى ديارهم .وشددوا على اهمية الاسراع في اقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية لللاجئين الفلسطينيين وفي المقدمة حق العمل والتملك.
وأكد عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية عبد الله كامل خلال ندوة حوارية حول الاوضاع الفلسطينية، أن الاحتكار الثنائي بين حركتي فتح وحماس في بحث آليات تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية، كان السبب في تعثر اتفاق المصالحة وتأخره، مضيفاً: أن أكثر من شهرين مضت على توقيع اتفاق المصالحة دون نتائج تذكر.
وأكد ضرورة تنفيذ اتفاق المصالحة من خلال دعوة ممثلي جميع القوى والفصائل التي وقعت على اتفاق المصالحة لبحث سبل تجاوز العقبات التي تعرقل تطبيق الاتفاق والتوافق على آليات التنفيذ وجدوله الزمني على أساس الشراكة الوطنية الشاملة.
وشدد على أن توجه م.ت.ف. والقيادة الفلسطينية للأمم المتحدة في أيلول القادم لنيل الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، بحاجة إلى وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء كافة أشكال الخلافات الداخلية ودعم وتحرك كافة قوى شعبنا الفلسطيني.
كما شمل برنامج المخيم مجموعة من النشاطات الرياضية والثقافية والترفيهية والفنية وورش العمل الحوارية اضافة الى زيارة عدد من المخيمات والتجمعات الفلسطينية تعرف خلالها المشاركون على اوضاع وظروف اللاجئين الفلسطينييين في لبنان.
حملت اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى في بيان سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسيرة لنان يوسف موسى أبوغلمة، والتي دخل اضرابها عن الطعام في سجون الاحتلال أسبوعه الثالث على التوالي. وذكر رياض الأشقر المدير الإعلامي في اللجنة ان قوات الاحتلال أعادت اختطاف ابو غلمة (28 عاما) من منزلها في منتصف تموز/ يوليو الماضي، وكذلك شقيقتها "تغريد" من منزل ذويها، ضمن حملة اعتقالات واسعة ضد كوادر الجبهة الشعبية في نابلس. وحسب الاشقر فقد اخضع الاحتلال الاسرائيلي الأسيرتين الشقيقتين للتحقيق وحولهما إلى الاعتقال الاداري، لكنه قام بتفريقهما بحيث تقبع لنان في سجن "هشارون"، وشقيقتها تغريد في سجن "الدامون"، وبعد رفض سلطات الاحتلال جمعها مع شقيقتها تغريد أعلنت الاسيرة لنان اضرابا عن الطعام وبعد اسبوع وعدتها إدارة السجن بتحقيق مطلبها، الا انها نكثت بوعدها، فاستأنفت إضرابها عن الطعام منذ أكثر من 15 يوماً، ما أدى الى تدهور وضعها الصحي. وأكد الاشقر أن حياة الاسيرة أبو غلمة باتت في خطر بعدما أقدمت إدارة السجن على عزلها في زنازين العزل بسجن "هشارون"، عقاباً على إضرابها، ومنعها من التواصل مع الأسيرات في نفس السجن.
رام الله - عبدالسلام الريماوي
شن الطيران الحربي الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من ليل الاثنين وفجر أمس الثلاثاء، ثماني غارات جوية على مواقع تابع لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة «حماس» وأهداف فلسطينية في شمال قطاع غزة وجنوبه، ما أسفر عن وقوع ثلاثة جرحى. مصادر الجزيرة المحلية والطبية أفادت بأن طائرات الاحتلال قصفت بصاروخ واحد على الأقل موقع القادسية التابع لكتائب القسام غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة مما أدى إلى إصابة مقاومين اثنين بجروح، تم نقلهما على أثرها لمستشفى ناصر في خان يونس ووصفت حالة أحد المصابين بأنها خطيرة وقد تم بتر في الساق اليسرى للمصاب فيما وصفت الإصابة الأخرى بالطفيفة.. وعلى بعد مئات الأمتار، أصيب أحد حراس مدينة أصداء الإعلامية بعد أن قصف الطيران مصنعاً للأجبان في المدينة. وبعد وقت قصير من القصف الأول شنت طائرات الاحتلال الحربي غارة جديدة، استهدفت منزل الشهيد -ماجد معمر- في منطقة كرم أبو معمر بين مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة. وفي شمال قطاع غزة قصفت طائرات الاحتلال هدفاً في منطقة الشيماء شمال بيت لاهيا ومنطقة خالية شرق جباليا دون إصابات. بالمقابل سقط صاروخ محلي فلسطيني فجر أمس الثلاثاء على إحدى البلدات في منطقة «ساحل عسقلان» في النقب الغربي، مما أدى إلى وقوع أضرار في بعض المباني نتيجة لانفجار الصاروخ، في حين نقل إسرائيليان إلى المستشفى نتيجة تعرضهما للصدمة.
من جهته أعلن جيش الإسلام مسؤوليته عن إطلاق صاروخ على النقب الغربي.
كما تبنت كتائب شهداء الأقصى مجلس شورى مجموعات الشهيد أيمن جودة قصف منطقة زكيم جنوب مدينة عسقلان بصاروخ «أقصى3» صباح أمس. وسقطت مساء الاثنين، سبع قذائف «هاون» على النقب الغربي جنوب إسرائيل دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
الجزيرة- خان يونس - غزة - بلال أبو دقة