لو لم أكن أنا نفسي .... - وديان عثمان

لو لم أكن أنا نفسي، ماذا كنت سأكون ؟ او من كنت سأكون ؟ وبأي عالم كان ممكن ان أكون؟ لو لم لكن أنا نفسي ...وهذا غالبا ما تمنيت... كنت أفضل ان أكون عصفورة غريدة تتحدى الرصاص أو وردة حمراء توزع بين العشاق... كنت أفضل أن أكون ثوب العافية لكل معاق وداء كل مريض... لو لم لكن أنا نفسي لفضلت أن أكون حبة الوعي للشعوب الصامتة لتستيقظ من سباتها العميق.. لتمنيت أن أكون شبحا يقف في المجلس النيابي ويصرخ بأعلى صوته "كفى ..حلّوا عنا"... لتمنيت أن أكون رصاصة في قلب المحتل الذي اغتصب وطني وأرضي وقتل أهلي... لو لم أكن أنا نفسي لفضلت أن أكون الشريط الرابط الذي يوحد جميع الشعب العربي دون أي حدود ودون أي تمييز.. لتمنيت أن أكون طائفة تجمع كل العرب تحت عنوان واحد "نحنا عرب وبس"... لفضلت أن أكون كتابا ينشر الوعي والمعرفة والثقافة بين الناس، ولتمنيت أن أكون ريشة الحرية تكتب دون أي قيود وأي شروط وأي خوف.. ولتمنيت أن أكون ممحاة تمحي كل المشاكل وتمحي التمييز بكل أشكاله وتمحي كل الحدود وكل ما يسمى "طوائف"... لو لم أكن أنا نفسي.. كنت أفضل أن أكون شعلة تشعل ثورة في قلوب الشعب العربي لينهض في وجه الزعماء المستبدين... كنت أفضل أن أكون سيف قاطع رؤوس كل الأعداء وكل العملاء الذين لا يؤدون بالوطن الا الى الخراب والدمار... آه..كم أتمنى أن لا أكن نفسي لأكون (منكوش) ينزع العدو الصهيوني من أرضنا ، من فلسطين الحبيبة ، ولتمنيت أن أكون داء فلسطين الكئيبة ودمعة كل أم شهيد فلسطينية وصلابة شاب فلسطيني مقاوم وقوة أب فلسطيني جبار ونقطة دم طفل فلسطيني بريء ونقطة عرق أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.... وما أحلاها لو لم أكن أنا نفسي....
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة