ها هي الدولة بسياساتها الإقتصادية وحكوماتها المتعاقبة ، توافقيةً كانت أو غير شرعية ، تبشرنا بمزيدٍ من الغلاء . غلاء طاول ويطاول كل أشكال حياتنا ، من ألفها إلى يائها . ها هي البندورة تحقق رقماً قياسياً ، والبنزين يقارب الأربعون ألفاً ، إرتفع سعر الخبز ،وكم اشتقنا إلى الكهرباء ، أما عن المواد الغذائية فحدث ولا حرج ... ها هي حياتنا إلى مزيد من التراجع ، مهددين بفقر ينهش أجسادنا ، وبخط فقر وقعنا تحته منذ زمن ... ولكن ، لا قلق ، فالدول تسهر على راحتنا ، فهي تؤمن لنا التعليم المجاني ، والإستشفاء ، والوظائف المحترمة ، ولكبارنا نصيب ، فلهم ضمان شيخوخة وضمان إجتماعي يؤمن لهم رحت البال في خريف العمر ... اه عذراً ، دولتنا لا تشبه الدول بشيء ، فهي إن سهرت تسهر على خلق ضرائب جديدة وعلى أساليب ملتوية لسرقتنا في كل شكل ممكن ... لكن ، اليوم لن نخاطب دولتنا ، فهي مشغولةٍ بقرارٍ ظني وشهود زورٍ ومحاكم ومعارك دون فائدة... اليوم ، نخاطبكم أنتم ، اخوتي الفقراء ، يا من تجمعنا المعاناة ، يا من نشر سوياً على ضوء الشموع ، يا رفاقنا في البطالة ، يا من نحمل سوياً هموم الحياة ... معكم نتحدث ، بلغةٍ نفهمها أنتم ونحن إلى متى سنبقى شهود زور ؟ أليس الساكت عن ألحق شيطان أخرس ؟ إلى متى سنبقى نتفرج ؟ الصمت هتك فينا !! إلى متى سنبقى مفرقين مبعثرين ، تفرقنا الأوهام والحواجز الوهمية ؟ أليس ما يجمعنا أعمق بكثير من ما يزرعون في عقولنا أنه يفرقنا ؟ ما الفرق بين فقراء الجنوب والضاحية والهرمل ، فقراء القبة وطرابلس وعكار ، فقراء الكرنتينا وبرج حمود ؟ أليست معاناتنا واحدة ؟ ألسنا سوياً نعاني من البطالة ؟ ألا نشحد سوياً تأشيرةً على أبواب السفارات ؟ يا اخوتي الفقراء ، خسرنا كل شيء ، كنا وقود الحروب وضحينا بالغالي والنفيس لمصلحة زعماءٍ تركونا عندما حان وقت جمع الغنائم ... يا اخوتي الفقراء ، خسرنا كل شيء ، خسرنا كل شيء .. يا اخوتي الفقراء ، لكم رفاق ادركوا الواقع ، فرفضوه ، رفضوا أن يقبلوا بهكذا واقع ، مثلما رفضنا جميعاً الذل والعيش ضد الإحتلال فقاومنا ، هم رفضوا الواقع ، ذل الواقع ، وقرروا المقاومة ، مقاومة سلطةٍ تأخذ في اذلالنا في لقمة عيشنا ، رفاقٍ لكم حسموا خيراتهم وقررو الموجهة ، سلاحهم فقرهم ومعاناتهم ، حناجرهم وقبضاتهم ، يعتصمون ، يصرخون ويتظاهرون ... يا اخوتي الفقراء ، رفاقكم في انتظاركم ... سوياً ، ستخوضون معارك ضد جلاد يستبيحكن ويستبيحنا ... يا اخوتي الفقراء ، خسرنا كل شيء ... يا اخوتي الفقراء ، هيا بنا نتوحد ، فبوحدتنا لن نخسر شيئاً سوى فكرنا ، وامامنا علم بأكمله لنربحه ... يا اخوتي الفقراء ... كما وقمنا بسماع اراء بعض الناس المتضررون من هذه الحالة فمنهم من قال : انخرج و لا احد يسمعنا فقد اصبحنا مهمشين لا نذكر الا في موعد الانتخابات ومنهم من قال لا نرى نشاط الزعماء الا عند انتخابهم والاخر قال ان الحالة لا تتاق و يجب و ضع حل لاننا لا نقدر على العيش في مثل هذة الظروف التعيسة و باي طريقة وانا اتسائل اين اصحاب المشاريع الانتخابية التى تلقى على المنابر اهي حبر على ورق ام ماذا؟؟؟!! فهي بنا يد واحدة و فكر واحد و قضية واحدة لنقضي على هذا الاستغلال ...