يدعوكم اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني- فرع عيترون لحضور ندوة مع الرفيق داود فرج
يتخلل الندوة حديث عن الحياة في المعتقل وعن عملية الهروب الكبير.
المكان :مركز اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني عيترون -منزل الدكتور احمد مراد.
الزمان:السبت ٣/١/٢٠١٥
الساعة الخامسة مساءً
انطلاقاً من وعيٍ عميق لمشاريع الفتن التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، ضرباً للأبواق العنصرية، تأكيداً على وحدة نضال الشعبين اللبناني والفلسطيني، و اثباتاً أن مخيم "عين الحلوة" ليس بؤرةً للارهاب و لن يكون، نظم اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني_ فرع صيدا وبالشراكة مع اللقاء الشبابي الفلسطيني في عين الحلوة تحركاً كبيراً داخل المخيم المذكور أعلاه، وذلك من بعد ظهر السبت الواقع في السابع والعشرين من الشهر الجاري. بدأ النشاط بالتجمع أمام حاجز الجيش اللبناني على مدخل المخيم، حيث حمل الرفاق والرفيقات في الاتحاد يافطاتٍ و شعاراتٍ تؤكد الوحدة الفلسطينية اللبنانية. بدوره كان اللقاء الشبابي الفلسطيني، مع ممثلي الفصائل الفلسطينية والقوة الامنية المشتركة باستقبال الرفاق. القى الرفيق أشرف يزبك كلمةً باسم الاتحاد اكد فيها "ضرورة محاربة العنصرية ورفض زج المخيمات في صراعات لا تخدم القضية الفلسطينية". بعدها انطلقت الجموع في مسيرة جابت شوارع المخيم بمؤازرة القوى الامنية والدفاع المدني وصولا الى مقر القوى الامنية المشتركة حيث كان باستقبالهم مسؤول القوة الامنية خالد الشايب" و أمين سر لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية في مخيم عين الحلوة "أبو بسام المقدح". القى المقدح كلمة شدّد فيها على "أهمية التواصل مع الجوار، كون هذا التواصل هو الوحيد القادر على هزم المشاريع الفتنوية". كذلك رحب الشايب باتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني و نوّه بالمبادرة مشيراً إلى أن "عين الحلوة" لن يكون شوكةً في خاصرة الدولة اللبنانية. ثم تحدث الرفيق أحمد عبد الله شاكراً القوى الامنية المشتركة على الاستقبال لافتاً أن " فلسطين ستبقى البوصلة و القضية المركزية". و يذكر أن النشاط تخلّله توزيع ورود لعناصر الجيش اللبناني و القوى الامنية المشتركة. اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناتي - فرع صيدا 27-12-2014
سامي رستم - السفير
بثّت إذاعة «شام أف أم» مقابلة مع زياد الرحباني، يوم الثلاثاء الماضي (23/12). قد يكون هذا الخبر عادياً جداً، لكثرة اللقاءات التي يجريها زياد في الإعلام خلال الفترة الماضية. لكن بالنسبة للكثيرين من مستمعي الإذاعة، كان هذا الحديث إضافة مميزة، بمضمونه الحميمي، إلى أرشيفهم الخاص.«إعادة» تعريفتتكرَّر في أسطوانات زياد الرحباني مع فيروز فكرة «الاستعادة». في «كيفك إنت» (1991) نستمع إلى Reprise لأغنية «مش فرقة معاي»، وفي ألبوم «مشْ كاين هيكْ تكونْ» (1999) تأتي الأغنية السادسة بعنوان «تذكير». من ناحية موسيقية، ربما يُعدّ ذلك وسيلة للوصول إلى نغمةٍ جديدةٍ عن طريق تكرار اللحن ذاته، أو ربما يصل للمستمع احساس جديد من تلك «الاستعادة». نستلهمُ من تلك التقنية «حيلةً»، لتقديم عناصر المقال.سوريا: بلد متوسطي في غرب آسيا، يحده شمالاً تركيا، شرقاً العراق، جنوباً الأردن، غرباً فلسطين ولبنان... والبحر الأبيض المتوسط. يعيش هذا البلد مرحلة صعبة جداً في تاريخه، تتسارع فيه الأحداث مشكلة مأساة إنسانية كبرى تصل تداعياتها إلى الشرق والغرب.زياد رحباني (1956) فنان عربي من لبنان، ألّف مقطوعات موسيقية ساهمت في إثراء المكتبة العربية، كما شارك في مسيرة الفنانة فيروز عبر أربعة عقود. هذا الصوت الذي وصفه حديثاً في مقال صحافي في «الأخبار» (2014) بالتالي: «قَرَطْني «الصوت»... اشتغلت فيه لهلق 40 سنة، وولا مرّة قدرت شفتو... كتير بيشبه الله».إذاعة «شام اف ام» هي وسيلة إعلامية تأسست العام 2007 في دمشق، وكانت منبراً تمايز عن باقي الإذاعات السورية الخاصة في البداية، لنوعية البرامج الفنية والاجتماعية التي تحترم المستمع. في تلك الإذاعة تعمل هيام حموي في غرفة ضيقة جداً، وتحيك من الأصوات والكلمات والألحان عملاً تسمّيه هي: «فناً اذاعياً».زياد في «الحياة المسرحية» والسينماحضر زياد الرحباني إلى دمشق وهو طفل صغير. نعثر في مجلة «الجندي» السورية (1959) على صورة نادرة: يجلس زياد إلى جانب والدته فيروز، وهي تستمع إلى المحامي والناقد الموسيقي نجاة قصاب حسن، وهو يلقي محاضرة عن فنّ الأخوين رحباني، بحضورهما. يختتم عاصي الرحباني تلك المحاضرة بأبيات شعرية تقول: «لا أنا ولا إنتي أنا، لا التقينا ولا منعرف بعض، ع دربكن الورد الله يحرسه، والمفرق الصوب المزارع دربنا».استمرّت الزيارات إلى العاصمة السورية برفقة الرحابنة. في العام 1971، قدّمت فيروز المسرحية الغنائية «ناس من ورق» في دمشق. حضر زياد بين العازفين. كان ذلك قبل أن يقدّم أوّل ألحانه بصوت فيروز العام 1973 «سألوني الناس». في العام 1977، عرضت مسرحية «بترا» في دمشق وافتُتح العمل بمقدمة موسيقية ألفها الرحباني، وهي أولى المرات التي يستمع فيها الجمهور السوري لموسيقى صرفة كتبها صاحب «قديش كان في ناس».خلال الحرب في لبنان، لم يقدّم الرحباني أيّة حفلة في سوريا، على الرغم من شعبيته الواسعة، إلّا أنّ تواصله مع الجمهور السوري لم ينقطع كلياً.في خريف العام 1980، صدر عدد من مجلة «الحياة المسرحية» الفصلية (ترأس تحريرها الكاتب المسرحي سعد الله ونوس) حاملاً على غلافه صوراً من أجواء مسرحية «فيلم أميركي طويل». في داخل العدد نعثر على ندوة موسعة أجريت مع الرحباني والمشاركين في العمل. كانت المجلّة تصدر عن وزارة الثقافة والإرشاد القومي، لكنّ ذلك لم يمنع من إجراء مقابلة مع زياد، على الرغم مواقفه السياسية في تلك الفترة.بعد سنوات قليلة، استمع الجمهور السوري إلى موسيقى زياد، لكن في صالات السينما. على «يوتيوب» نقع على مقتطفات نادرة من فيلم «وقائع العام المقبل» (1986) للمخرج سمير ذكرى. تمّ إنجاز العمل رغم الصعوبات الأمنية وكان الفيلم من انتاج «المؤسسة العامة للسينما»، ويحكي قصة شاب درس الموسيقى في الاتحاد السوفياتي، وعاد حاملاً مشروعاً موسيقياً إلى بلاده إلا أنّه اصطدم بمشاكل البيروقراطية وغيرها. قد تتشابه حياة «نور في شي فاشل» مع تلك الشخصية.زياد في دمشق: الغلاف الأصفرجاء العام 2008 المحطة الأبرز، أولاً لأن فيروز قدمت مسرحية غنائية بعنوان «صح النوم» في دمشق، وقام زياد بتوزيعها موسيقياً وإن لم يذكر اسمه على الملصق (!). وثانياً، لأنّ الرحباني حضر شخصياً وقدّم سلسلة حفلات موسيقّية ضخمة في قلعة دمشق وصفت «بالتاريخيّة».ترافقت رحلة العمل بإطلالة إعلاميّة أولى لزياد على أثير اذاعة «شام أف أم». الحماس الكبير وأجواء التحضير الضاغطة جعلت من هيام حموي التي حاورته تتعثر قليلاً لأسباب خارجة عن ارادتها، وكانت اتصالات الناس المباشرة والصدق في التعبير، حالة نشتاقها اليوم. بالتزامن مع ذلك أجرى زياد حواراً على جزءين مع صحيفة «تشرين»، أجراها حسن م. يوسف.في العام 2009، عاد زياد إلى مسرح القلعة وقدم حفلات بعنوان «منيحة»، وكانت المفاجأة الأحلى هي اسطوانة توثّق لحفلات الصيف الذي سبق، توثيقاً موسيقياً وانسانياً. فنحن نسمع أصوات الجمهور المتصاعدة بالـ «آه». أثناء تلك الزيارة أجرى صاحب «وحدن» مقابلة تلفزيونية مع الممثل السوري بسام كوسا. أهمية المقابلة حينها مراجعة زياد لمواقفه السياسية من سوريا مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية، على قناة التلفزيون السوري. اتسم اللقاء حينها بالعفوية والصراحة والجرأة... والتطرق السريع إلى إرث الرحابنة.«شو بَدّي بالبلاد»انطلقت شرارة الحرب في سوريا العام 2011. سأل الناس عن موقف الرحباني. بعضهم الآخر سأل عن موقف فيروز أيضاً، علناً أو سراً. تسارعت الأحداث وتداخلت وتعقدت. أدلى الرحباني مع نهاية العام 2012 بتصريحات اعلاميّة كثيرة بخصوص المشهد السياسي العام في المنطقة والعالم. تسبّبت آراؤه حول ما يجري في سوريا بانقسام. بالنسبة للكثيرين هي تغيّر في خط زياد السياسي والإنساني العام، وبالنسبة للبعض الآخر هي فقط تأكيد عليه. ربما الجواب الأصدق يأتي من انفعال القلب وما تبوح به الذاكرة. مكانة الرحباني موسيقياً بقيت محفوظة، وذلك الأهم، لأن محبة الجمهور السوري لمؤلف «إيه في أمل» مبنية على إبداعه الموسيقي ورؤيته المعاصرة لموسيقى الأخوين رحباني، وفيروز.اجتمعت عناصر كثيرة كي يتحقق لقاء هيام حموي بالرحباني بعدما تأخر قرابة العام. تعددت مواضيع الحوار. أهمها عن ظروف العمل والإنتاج الموسيقي في الغرب، وامكانية تسويق موسيقى الشرق في أسواق جديدة، وعن عمله في صحيفة «الأخبار» ضمن زاوية «تبلّيسي». كذلك أوضح الرحباني سبب مغادرته للعمل خارح لبنان: «مشْ هجرة على روسيا. انتقال على المانيا. عم تمم كلّْ شي حتى فلْ، لأن ما بقى فيي اعمل اللي عم أعمله هون. انخرب بيتي أكتر من مرة وما بدي ارجع اتديّن. فيي اعمل مصاري هون بس بطرق غير شرعية». ربطت هيام حموي ذلك بالجانب العاطفي الأسري المتعلق بفيروز، فجاوبها زياد قائلاً: «ممكن. لم أفكر فيها بصراحة. مجموعة عناصر غلّقت (كملت) مجموعة قصص. أي ما عندك شي كتير تخسريه هون. مش قطيعة. ماعم بقدر اتصلْ فيها. يعني ما عم تجاوب».يقول زياد عن جلسته مع الإعلامية هيام حموي بأنّها «مفيدة» لأنّه لا يعرف ماذا يقول إلا من انطباع الآخرين عنه، وختم اللقاء برسالة مؤثرة إلى الشعب السوري. وترك أيضاً رسالة إلى والدته متمنياً منها أن تجاوبه قبل نهاية السنة الحالية، وضحك.قد «تحنْ» فيروز وتردّ على زياد بغمضة العين، وفي ذلك إجابة جزئيّة على تساؤلات كبيرة نطرحها عليها اليوم تخص العمل ومستقبل الأرشيف. وقد تتحقق أمنية زياد للشعب السوري أيضاً بأسرع مما توقع. لكن الأهم، نتمنى أن نستعيد تلك «الضحكة» في المستقبل بعد أن تتحقّق الأغنية التي تقول: «تترك أرض الأجداد، وتجرب غير بلاد، لا تنساني».
وليد حسين - السفير
واجهت «هيئة التنسيق النقابية»، في العام الجاري، تحديات كثيرة في عملية «شد الحبال» مع السلطة السياسية. فالأخيرة بقيت «متعنّتة» لجهة عدم إقرار «السلسلة» بالرغم من الإضراب المفتوح في المدارس الرسمية الذي امتد 33 يوماً، وبالرغم من التظاهرات الحاشدة التي نظمتها الهيئة، وصولا إلى مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية الصيف الفائت. إلا ان أبرز التحديات التي شهدتها «الهيئة» كانت داخلية مرتبطة بطبيعة تشكّلها، وهو ما يسميه رئيس «رابطة موظفي الإدارة العامة» محمود حيدر «التحدي البنيوي». فجمهور الهيئة، من نقابيّين ومعلّمين وموظّفين، يتبعون للأحزاب السياسية الموجودة في مجلس النواب، وبالتالي يخضعون لما تقرره جهاتهم الحزبية. لذا، شكّل عدم استقلالية البعض عن الجهات الحزبية في العمل النقابي ارتباكاً كاد يؤدي إلى وقف بعض تحركات الهيئة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن الهيئة كانت تصطدم بهذا الجدار كلّما اتخذت قراراً. ووفق حيدر فإنّ هذه التركيبة البنيوية للهيئة جعلتها عاجزة في بعض المحطات عن اتخاذ القرارات المطلوبة. إلى هذا يُضاف تحدي وجود رابطات ونقابات عدة داخل الهيئة، «لكل منها خصوصيّتها ومطالبها الفئوية بالرغم من توحد الجميع على قواسم مشتركة»، يؤكد حيدر. هذا عدا عن التحدي المتعلق بالمساومة الصعبة التي استطاعت الهيئة إيجادها بين مكوّناتها في شأن مسألة «التصنيف والتوصيف الوظيفي». فالاختلافات في هذا الشأن بين الموظفين الإداريين ومعلمي الأساسي والثانوي ليست بسيطة، لكن الهيئة خاضت هذا التحدي وأنتجت الحد الأدنى من المساومة بينهم. خطآن يعترف نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض بأن الهيئة أخطأت في طريقة عملها النقابي، إذ إن الخطاب أخذ أبعاداً سياسية أكثر مما هي نقابية. إذ «لم يقتصر الأمر على المطالبة بتصحيح الأجور المتآكلة جراء التضخم، بل تعداه إلى المطالبة بالإصلاح الشامل وإعادة هيكلة الإدارة العامة والمطالبة بفتح ملفات الفساد». ويقرّ بـ«نعم، البعض أراد فتح معركة سياسية، لكن المسؤولية تقع على عاتق الطبقة السياسية الموغلة في الهدر والفساد وغير العابئة بشؤون البلد والمواطنين». ويُضيف حيدر إلى كلام محفوض أن «حجج عدم وجود الموارد الكافية لإقرار السلسلة، ومماطلة وتهرب السلطة، جعلتهم يفتحون ملفات الفساد والرشوة والسرقات والهدر في المرافق العامة والمطار والمرفأ والحدود البرية والأملاك البحرية والتهرب الضريبي من الشركات الكبرى». أما الخطأ الثاني وفق محفوض، فهو قرار الهيئة الذهاب بعيداً في مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية التي أدت في عملية «شد الحبال» مع السلطة إلى قرار وزارة التربية منح الإفادات لجميع الطلاب. هذه المسألة أدت إلى فقدان الهيئة بعض الصدقية أمام الرأي العام الذي كان بأغلبيته متضامناً مع مطالبها. وهنا يتفق حيدر ومحفوض على أنّ قرار منح الإفادات اتخذ بهدف ضعضعة ثقة الرأي العام بالهيئة. لكن خطورة قرار وزارة التربية تكمن في حرمان المعلمين سلاحهم الناجع في تحصيل بعض الحقوق كما حصل سابقاً لدى التهديد بمقاطعة التصحيح. رفضت السلطة عملية «ليّ ذراعها» وبدت غير عابئة، حتى لو أتى قرارها على حساب تدني المستوى التعليمي. أما الهـــــيئة فقد خسرت، بالرغــــــم من تأكيد محفوض أن وسيلة مقاطعة التصحيح هي إحــــــدى وســــائل الضغط الكثـــــيرة التي يمتلــكونها. الأجور والفساد يقول محفوض إنهم «في البداية لم يطالبوا بإقرار السلسلة، بل بتصحيح أجورهم المتآكلة، لكن الحكومة هي من كان يسعى إلى وضع مشروع سلسلة رتب ورواتب لموظفي القطاع العام فقط». ويعاتب حيدر «بعض الزملاء في التعليم الثانوي» لإثارة «صورة مغلوطة عن موظفي القطاع العام» باعتبارهم في خانة الفساد وعدم الإنتاجية. هذا عدا عن أن لجنة الإدارة والعدل وضعت في البداية مشروعاً أرسلته إلى مجلس الوزراء يحتوي على سلسلة رتب ورواتب لموظفي الإدارة العامة ولم يشمل المعلمين الثانويين الذين قاموا على أثره، بالمطالبة بتصحيح أجورهم اسوة بغيرهم. لكن ببعد المماطلة والتسويف الذي قامت به الحكومة، أثيرت هذه المطالب داخل هيئة التنسيق واتفق الجميع على ضرورة المطالبة بسلسلة رتب ورواتب تشمل جميع القطاعات. إضافة إلى أن وجود الفساد بين بعض موظفي الإدارة يعود في الإساس إلى الأجور المتدنية التي يتقاضاها هؤلاء. وواجهت «هيئة التنسيق النقابية»، في العام الجاري، تحديات عديدة في حراكها النقابي مستخدمة العديد من الوسائل الديموقراطية، بدءا بالتظاهرات والإضراب العام وصولاً إلى مقاطعة تصحيح الامتحانات. وعانت من الاستنزاف على مدى السنوات الثلاث الماضية، إذ إنها لم تستطع تحقيق مطالبها. لكنها في الوقت نفسه ما زالت مصرة على خوض معركة إقرار السلسلة واسترداد الحقوق، وفق محفوض وحيدر. وقد راهنت السلطة على تعب الهيئة وإمكانية شق صفوفها، لكنها لم تفلح. وإذا كانت الشهور الماضية لم تشهد حراكاً للهيئة فهذا مرده إلى الظروف الأمنية التي يمر بها البلد وإلى إعطاء المسؤولين الفرصة الكافية لمعالجة قضية السلسلة. لكن المماطلة والتسويف سيواجهان بحزم العام المقبل والهيئة ذاهبة إلى مزيد من التصعيد وستستخدم جميع الوسائل المتاحة من أجل إقرار السلسلة، كما يؤكّد النقابيّان. لكن الرهان سيكون على حث النقابيين المنضوين في الهيئة على الاستقلال بخياراتهم النقابية عن أحزابهم السياسية، ما يساهم في تدعيم مواقف الهيئة في معاركها. إلى هذا الرهان يضيف حيدر رهان العمل على تشكيل مروحة واسعة من التحالف يضـــــم جميع القوى الســـــياسية المتــــضررة ومؤسسات المجتمع المدني بهدف تشكيل جبهة عريضة موحّدة لخوض معركة السلسلة التي باتت قضية رأي عام.
محطات
31آذار 2014: أعلنت «هيئة التنسيق النقابية» العودة إلى الإضرابات والاعتصامات إلى حين إقرار سلسلة الرتب والرواتب. 2 نيسان: إضراب في الإدارات العامة والمدارس الرسمية تنفيذاً لقرار هيئة التنسيق للمطالبة بإقرار السلسلة. 8 نيسان: إضراب عام دعت إليه هيئة التنسيق احتجاجاً على عدم إقرار السلسلة. 15 نيسان: أجل مجلس النواب إقرار السلسلة 15 يوماً وشكل لجنة مختلطة من الوزراء وبضعة نواب واختصاصيين للتدقيق في صدقية أرقام الواردات والرسوم التي وضعت من أجل تغطية كلفة السلسلة، فردت هيئة التنسيق بإعلان الإضراب العام. 16 نيسان: إضراب. 29 نيسان:إضراب. 7 أيار: هيئة التنسيق تبدأ إضراباً مفتوحاً حتى 14 منه. 14 أيار: جلسة لمجلس النواب لمناقشة السلسلة، لم تصل إلى أي نتيجة. وهيئة التنسيق تنظم تظاهرة. 30 أيار: دعت «رابطة التعليم الأساسي» إلى الإضراب العام ومقاطعة الامتحانات الرسمية في 7 حزيران. 2 حزيران: أعلن وزير التربية والتعليم العالي الياس أبو صعب تأجيل الامتحانات الرسمية. 17 آب: أعلن وزير التربية إعطاء إفادات نجاح (ترشيح) لجميع من تقدم إلى الامتحانات الرسمية بمن فيهم طلاب التعليم المهني والتقني. 1 تشرين الأول: أعلن رئيس مجلس النواب تأجيل الجلسة التشريعية التي عقدت لإقرار سلسلة الرتب والرواتب بسبب الاعتراضات التي رافقت الجلسة خصوصاً قطاعي التعليم الخاص والعسكريين وأحالها على اللجان النيابية. نفذت «نقابة المعلمين في المدارس الخاصة» إضراباً في مختلف المدارس الخاصة واعتصاماً مركزياً في ساحة رياض الصلح احتجاجاً على حرمان القطاع الخاص الدرجات الست والفصل في التشريع بين العام والخاص.
الصفوف والمعارك
تشكّلت هيئة التنسيق النقابية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي وضمت في صفوفها العديد من الرابطات والنقابات بالإضافة إلى مشاركة «الاتحاد العمالي العام». ولاحقا شهدت الهيئة تغيرات هيكلية، إذ خرجت «رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية» من صفوفها ودخلت نقابات أخرى. وفي مطلع العام 2012، نشب خلاف بين الهيئة و«الاتحاد العمالي العام» عندما قبل هذا الأخير بقرار مجلس الوزراء رفع الحد الأدنى للأجور إلى 675 ألف ليرة لبنانية، فاستبعد من دائرة تحركات الهيئة. حالياً، تضم الهيئة خمسة مكوّنات، هي: «نقابة المعلمين»، «رابطة أساتذة التعليم الرسمي الثانوي»، «رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني»، «رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي»، و»رابطة موظفي الإدارة العامة». أما أبرز المعارك التي خاضتها الهيئة فهي معركة رفع الأجور بنسبة 120% كي تعادل ارتفاع معدل التضخم وارتفاع الأسعار التي شهدتها البلاد منذ العام 1998، تاريخ آخر تعديل للأجور. ومعركة إقرار ما يسمى سلسلة الرتب والرواتب، التي ما زالت مستمرة. وأبرز أنشطة الهيئة كان الإضراب المفتوح الذي استمر 33 يوماً في المدارس الرسمية العام الجاري، بالإضافة إلى التظاهرات والاعتصامات اليومية التي لم يشهد لها لبنان مثيلا منذ سبعينيات القرن المنصرم.
كامل جابر -السفير
«من كان بحجم مؤسسة يجب أن تكون له مؤسسة»، عبارة قالها العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله أمام وفد لجنة تكريم الشهيد الدكتور حكمت الأمين منذ ربع قرن، في أعقاب استشهاده ورفاقه، بغارة إسرائيلية استهدفت مقر الحزب الشيوعي اللبناني في الرميلة بتاريخ 29 كانون الأول 1989. أقيم احتفال تكريمي للشهيد الأمين في بلدته كفررمان، بعد سنة على استشهاد «طبيب الفقراء» ثم طويت صفحته. لاحقاً أهمل لأن إقامة احتفال «قد يخلق مشكلة حزبية، أو رد فعل سلبياً من قبل ذوي الشهداء المقاومين»! تبرير مبالغ فيه، لا بل يشعر كثيرون ممن عايشوا حقبة الطبيب الشهيد بجفاء حزبي تجاهه، لم يظهر اليوم فحسب، بل في أعقاب تشكيل لجنة تكريم الشهيد حكمت الأمين التي أعلنت في «نقابة الصحافة» في 29 حزيران 1990، ومن بعدها ثمة من عمل في الحزب على حصر دور اللجنة، ومن ثم فرط عقدها الذي ضم وجوهاً وطنية وجنوبية. ومع فرط عقد اللجنة، ضاعت الأوراق والمستندات والصور التي جمعت لإصدار كتاب يتناول سيرة هذا المناضل الجنوبي الاستثنائي، حتى الشهادة، حتى أن عائلته لا تمتلك اليوم شيئاً من صوره الخاصة التي سلمت إلى لجنة حزبية كلفت إعداد الكتاب وتنفيذه. وضريحه عانى من إهمال قبل أن تأخذ عائلته على عاتقها، منذ سنوات قليلة، ترميمه وتحسينه. بعد وضع نصب تذكاري له في باحة مستشفى «النجدة الشعبية اللبنانية» في النبطية، من تنفيذ الفنان شربل فارس، مرت سنوات طويلة قبل أن يطلق اسم حكمت الأمين عليها، لكن معظم الأوراق والفواتير ما زالت تحمل اسم «مستشفى النبطية». مع اقتراب الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاده، طُرحت «فكرة» واحدة لإقامة نشاط في المناسبة، في اجتماع فرع «النجدة الشعبية» في النبطية، وسرعان ما طوي البحث في الأمر حتى إشعار آخر! جريدة السفير
في إطار سلسلة اللقاءات وورش العمليدعوكم اتحاد الشباب الديمقراطي اللبنانيمحافظة الجبلإلی ورشة العمل الرابعة نهار الأحد 21 كانون اول وتتضمن:11.30 ورشة عمل حول الديمقراطية1.30 عرض فيلم قصير 2.30 غداء لكل المشاركين وذلك في مركز البساتين - الجبلاشتراك 5000 ليرة مساهمة في كلفة الغداء
الأسرى الكوبيون إلى الحرية، متى جورج عبدالله؟ بعد 15 عاماً من الاعتقال السياسي في سجون الولايات المتحدة الأميركية تمكنت الدولة الكوبية أمس من تحرير مواطنيها الأبطال عبر عملية تبادل على عميل CIA معتقل في كوبا. هذه الخطوة التي رافقتها خطوات أخرى على طريق كسر الحصار المجرم المفروض على الجزيرة منذ خمسين عاماً، تشكل نصراً للثورة الكوبية التي فرضت تفسها كقوة اقليمية ذات سيادة ودافعت عن مفهوم السيادة الوطنية ورفض الهيمنة كما دافعت عن مكاسب الثورة والعدالة الاجتماعية. وفي هذا الاطار نتوجه بأعمق التهاني لقيادة الثورة الكوبية والشعب الكوبي كله على صموده المستمر الذي أوصله إلى تحقيق ما يريد. كذلك نوجه التحية إلى كل الذين ناضلوا في حملة الافراج عن الكوبيين الخمسة التي كنا جزء منها، والتي أكدت أهمية النضال التضامني الدولي والضغوط التي يمكن أن يشكلها على الخصم لتقديم تنازلات حقيقية. كذلك لا بد من الاشارة إلى أن هذه الخطوة تشكل مثالاً حقيقياً للدولة اللبنانية التي لو أرادت تحرير الأسرى اللبنانيين المعتقلين في عدة أماكن لبادرت إلى اكتساب أوراق القوة وحشد التضامن الشعبي والسياسي المحلي والعالمي، ولقامت باعتقال عملاء الاجهزة الامنية الاجنبية العاملة في لبنان لمبادلتهم بأسرانا. فها هو الأسير البطل جورج ابراهيم عبدالله يمضي عامه الحادي والثلاثين في سجون الدولة الفرنسية تعسفاً دون أن تحرك دولتنا اللبنانية أي ساكن تجاهه. هي دولة العار تلك التي تترك أبناءها في سجون العدو. من شباب لبنان إلى كوبا كل التحيات وأعمق التقدير لعل هناك في دولتنا من يتعلمون معنى الكرامة الوطنية المفقودة عند كل طاقمنا السياسي، من أجل أن تمتد الحرية إلى سجن لانميزان ويعود جورج عبدالله بطلاً إلى بلاده كما عاد رامون وفيرناندو ورينيه وجيراردو وتوني. اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني المكتب- التنفيذي بيروت - 18-12-2014
اهالي برجا قالوا كلمتهم: «لن يمر المطمر ولو على جثثنا». هم يستعدون لخطوات تصعيدية مقبلة تبعد عنهم هذا السم، يراهنون على مشاركة أهالي القرى المحيطة، حيث من المنوي إقامة محرقة للنفايات، ومطمر في الوادي بين برجا وسبلين
أدهم السيد - الاخبار
ما قبل 14 كانون الأول 2014 ليس كما بعده في مسار عملية المواجهة بين أهالي إقليم الخروب والحكومة اللبنانية، احتجاجاً على إنشاء مطمر للنفايات أو مركز لإنتاج الوقود البديل في منطقة سبلين. الرد الشعبي أتى، أمس، حاسماً من برجا، الواقعة على تخوم المكان المنوي تحويله إلى مطمر ومحرقة. فقد تقاطر الآلاف، كبارا وصغارا، ومن كل الأطياف السياسية إلى ساحة البلدة في مشهد لم تألفه المنطقة منذ سنوات طويلة. خرجوا يهتفون: «لن يمر ولو على جثثنا».
المعتصمون وصفوا المشروع بالتهجيري، مؤكدين أنّهم لن يكونوا مكسر عصا لأحد «وما الاعتصام سوى رسالة أولى ستتبعها خطوات مشروعة كثيرة، إذا لم يجرِ العدول عن ملحق القرار 46 الصادر عن مجلس الوزراء في 30 تشرين الأول الماضي، وما حدا يجرّبنا». «إما أن نكون أو لا نكون»، بهذه العبارة امتلأت شوارع برجا، في تحدٍ واضح للمشروع «الذي يجلب الموت لبلدة حاربت من أجل الحياة وهكذا ستفعل»، كما يجمع أهلها. في الواقع، توّج الحراك الشعبي عشرة أيام من اللقاءات والزيارات إلى المدارس والمنازل. جرى ذلك بالتنسيق بين البلدية والمخاتير والأحزاب والجمعيات والأندية، لشرح مخاطر مشروع كهذا في منطقة «لا ينقصها المزيد من الأمراض والسموم،
ولا سيما تلك المنبعثة من معمل ترابة سبلين وشركة الكهرباء في الجية»، كما يقول لـ «الأخبار» رئيس بلدية برجا نشأت حميّة. ويشرح أنها البداية لكون المشاركين كانوا من برجا فقط، وستنسحب العدوى إلى باقي البلدات المجاورة. وفي الاعتصام، قال حميّة: «وعدنا بمشاريع للحياة فإذا بهم يشهرون في وجوهنا مشروعاً للموت»، مشيراً إلى أنّ الدولة «سلمتنا إلى غربان الشؤم وعباد المال». وتوجه إلى رئيس الحكومة تمام سلام والوزراء مطالباً إياهم بالوقوف إلى جانب أهالي برجا والإقليم، ليمنعوا عنهم خطر الموت. واكد أنّ وتيرة التحركات ستكون تصاعدية ولن تتوقف إلاّ بعد إلغاء القرار. وطالب الأهالي بأن يكونوا مستعدين لمقاومة الأخطار بكل الوسائل، وخصوصاً أننا «في حالة الدفاع عن النفس». أما النائب علاء الدين ترو، فقد وعد المعتصمين بأن «لا مطمر ولا محرقة في الاقليم». أضاف: «وقفنا هذه الوقفة ضد استمرار مطمر الناعمة، وقلنا يومها في مجلس النواب لقد تحمل الشوف نفايات لبنان، فليتحمل غيرنا هذا العبء. وقلناها في يوم التضامن مع أهالي الجية وبعاصير وضهر المغارة عندما طرح نقل المكب إلى هذه المنطقة، اليوم يقول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إنه لا مطامر في سبلين او برجا او غيرها من القرى والبلدات في اقليم الخروب، وقد أبلغ هذا الكلام لاتحاد بلديات اقليم الخروب». حالما سمع الأهالي اسم النائب جنبلاط انتفضوا معترضين، لكون وزراء الحزب وافقوا على المشروع في الحكومة، ما يعني أنّه يحظى بمباركته ، لذا راحوا يطالبونه بموقف حاسم في هذا الإطار لا يترك مجالاً للشك، مشددين على أنّهم لن يرضوا بالتصريحات والوعود التي لا تترجم بسحب القرار من مجلس الوزراء. بعد الاعتصام، عقد لقاء في بلدية برجا ترأسه حمية، وشارك فيه ممثلون عن القوى السياسية ورؤساء بلديات وفاعليات في برجا والاقليم. وكان تأكيد على صد المشروع مهما كانت التحديات والثمن.
السفير
بدا، أمس، ان جريمة قتل وزير شؤون الاستيطان والجدار في السلطة الفلسطينية زياد ابو عين على أيدي جنود الاحتلال أجّج الغضب الفلسطيني أكثر فأكثر، وهو ما تبدّى في أكثر من مكان، سواء في القدس والضفة الغربية المحتلتين، اللتين شهدتا استنفاراً إسرائيلياً واسعاً، في ظل مواجهات رافقتها حملات اعتقال، أو خارج فلسطين، حيث كان لافتاً حادث اطلاق النار على السفارة الاسرائيلية في أثينا، وذلك بعد يومين على جريمة الاغتيال. وتأتي هذه التطورات عشية لقاء مرتقب في روما، غداً، بين رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، وفي ظل أزمة سياسية في الداخل الإسرائيلي، واستفاقة متأخرة من قبل الرأي العام الدولي تجاه جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين. ويبدو أن الخلافات القائمة بين اسرائيل والولايات المتحدة، بحسب ما رشح من تسريبات ومواقف خلال الفترة الاخيرة، لم تمنع الحليفين التاريخيين، من التموضع في خندق واحد ضد الحقوق الفلسطينية، خصوصاً ان اجتماع نتنياهو وكيري يستهدف، بحسب ما اوردته الصحف الاسرائيلية، تنسيق الجهود قبل تصويت مرتقب في مجلس الامن الدولي على إنهاء الاحتلال، ومؤتمر دولي تستعد سويسرا لتنظيمه بشأن الانتهاكات الاسرائيلية للقانون الدولي في الاراضي المحتلة. وشهدت مدينة القدس المحتلة، خصوصاً البلدة القديمة وبوابات المسجد الأقصى، يوم أمس، حالة استنفار واسعة لقوات شرطة الاحتلال، تحسباً لمسيرات جماهيرية مندّدة باغتيال أبو عين. ونشرت شرطة الاحتلال المئات من أفرادها، ومن بينها قوات خاصة وخيّالة، في شوارع وطرقات وأزقة القدس القديمة، وبخاصة تلك المؤدية إلى الحرم القدسي، وكذلك في المنطقة الممتدة من سوق المُصرارة، وباب العامود مروراً بشارعَي السلطان سليمان وصلاح الدين وباب الساهرة وصولاً الى منطقة باب الأسباط. ونصبت قوات الاحتلال المتاريس في شوارع المدينة وطرقاتها، وحلق منطاد راداري ومروحية في سماء المدينة المحتلة لمراقبة المصلين. وامتدت إجراءات الاحتلال إلى الأحياء القريبة والمتاخمة للبلدة القديمة، لا سيما في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وأحياء جبل الزيتون والطور والصوّانة ووادي الجوز، وصولاً إلى العيسوية ومخيم شعفاط وبيت حنينا وجبل المكبر وصور باهر. وبالرغم من هذا الانتشار العسكري الكبير لقوات الاحتلال شهد المسجد الأقصى تدفقاً كبيراً للمواطنين الفلسطينيين، فيما احتجزت شرطة الاحتلال بطاقات مئات الشبان على بوابات المسجد الأقصى الرئيسية. وفي موازاة ذلك، صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على الفلسطينيين، حيث اندلعت مواجهات، بعد صلاة الجمعة، في أعقاب مداهمة قوات الاحتلال مكان مهرجان انطلاقة حركة حماس في ساحة «مدرسة وصايا الرسول» في جنوب مدينة الخليل. وتجمّع المئات من المواطنين بجوار «مسجد وصايا الرسول»، فيما أطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق. وتأتي مداهمة جيش الاحتلال لمكان المهرجان بعد ساعات من اتصالات هاتفية أجراها ضباط في أجهزة استخبارات الاحتلال مع أسرى محررين وناشطين في حركة حماس، حذروهم خلالها من المشاركة في أية فعالية شعبية. كذلك، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 20 مواطناً من الضفة والقدس. وبعد يومين على استشهاد ابو عين، أطلق مجهولون النار على مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة اليونانية أثينا، لكن الهجوم لم يسفر عن خسائر أو إصابات، بحسب ما أعلنت الشرطة اليونانية. وذكر مسؤول في الشرطة اليونانية أن أربعة أشخاص يستقلون دراجتين ناريتين أطلقوا النار على مبنى السفارة الإسرائيلية في ضواحي أثينا. وظهرت آثار إطلاق النار على الجدران بينما تم العثور على 15 من فوارغ الطلقات على بعد 40 متراً تقريباً من المبنى. ونددت الحكومة اليونانية بالحادث قائلة إنها محاولة لإحداث حالة من الاضطراب في لحظة «صعبة» تمر بها البلاد، خصوصاً أن اليونان تسعى إلى الخروج من خطة للإنقاذ من الافلاس فرضها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وطوقت الشرطة اليونانية المنطقة المحيطة بالسفارة، التي لم تستهدف من قبل، في حين استهدف منزل السفير الألماني في أثينا العام الماضي. وبحسب الشرطة اليونانية، فإن «اختبارات أجريت على المقذوفات أظهرت أن أسلحة من النوع ذاته استخدمت في الهجومين». والجدير بالذكر أن جماعة يونانية مسلحة تعرف باسم «جماعة مقاتلي الشعب»، أعلنت مسؤوليتها في شباط الماضي، عن الهجوم على منزل السفير الألماني. وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بياناً حمّلت فيه السلطة الفلسطينية مسؤولية إطلاق النار، برغم أن تحقيق السلطات اليونانية لم يتوصل إلى طرف خيط حول هوية مطلقي النار. وقال موقع صحيفة «هآرتس» إنه «بموجب تعليمات وجهها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أصدرت الوزارة بياناً اتهمت في السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن إطلاق النار على مبنى السفارة في أثينا». وجاء في بيان أصدره المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحشون، أن «الهجوم على سفارة إسرائيل في أثينا هو حلقة أخرى من أعمال العنف الناجمة عن التحريض الفلسطيني المعادي لإسرائيل التي يتم نشرها في أنحاء العالم من جانب قادة السلطة الفلسطينية ومنظمات مؤيدة للفلسطينيين». وأضاف أن «على المجتمع الدولي التنديد بهذا التحريض المتواصل ونتيجته. وتشكر إسرائيل السلطات اليونانية على التعاون الوثيق في التحقيق بالحدث ونأمل بإلقاء القبض على مطلقي النار ومحاكمتهم». إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن فلسطينياً سكب مادة حمضية داخل سيارة يستقلها مستوطنون. وأضافت الشرطة الاسرائيلية أن الفلسطيني أصيب بجروح متوسطة فيما أصيب المستوطنون، بجروح طفيفة وحروق. ووقعت العملية عند مفترق قرية حوسان الفلسطينية وبالقرب من مستوطنة «بيتار عيليت» في الضفة الغربية المحتلة. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني عن مصدر فلسطيني قوله إن الفلسطيني منفذ العملية هو جمال شكارنة من قرية نحالين قرب بيت لحم. في هذا الوقت، أصيب سائق فلسطيني بجروح متوسطة جراء اصطدام سيارته بمكعبات إسمنتية وضعها جيش الاحتلال بالقرب من قاعدة عسكرية في جنوب نابلس. ووفقاً لمتحدث باسم جيش الاحتلال فإن السائق كان يقود سيارته بسرعة باتجاه جنديين كانا يقفان عند محطة حافلات، واصطدم بالمكعبات الإسمنتية. من جهة ثانية، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تناولت «آخر التطورات» في الشرق الأوسط، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن «كيري ناقش مع لافروف الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك التطورات الأخيرة في إسرائيل والضفة الغربية والقدس والمنطقة، فضلاً عن المبادرات الحالية في الأمم المتحدة». وسيلتقي كيري رئيس الوزراء الإسرائيلي في روما بداية الأسبوع المقبل، لمناقشة المشاريع المقدمة في الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية. وقال مسؤول أميركي أمس، إن «الولايات المتحدة ليست ضد مشاريع حلول جديدة، ولكن أياً من المبادرات المطروحة مقبولة لديها». إلى ذلك، دانت إسرائيل أمس، قرار سويسرا تنظيم مؤتمر في كانون الأول الحالي، في جنيف، بشأن احترام القانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرة أنه «انحراف عن مبدأ حيادها». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، إن «سويسرا مؤتمنة على معاهدات جنيف، وهي وظيفة تقنية تنطوي على جمع وتسجيل المعلومات ذات الصلة بالمعاهدات... وتلزمها بالعمل بشكل حيادي وغير مسيس». (أ ف ب، رويترز، أ ب)
احمد منصور - السفير
تعيش بلدة برجا حالاً من الغليان والتوتر والرعب الشديد، وبشكل غير مسبوق، بعد توسع الحديث عن مشروع للنفايات، لاختيار منطقة إقليم الخروب، وتحديدا وادي سبلين الفاصل مع برجا، كأحد المواقع لإقامة مطمر او مكب او معمل فرز للنفايات. وتتوجه إلى الاعتصام غداً، في ظل تخبط يسيطر على الحكومة في معالجة المشكلة المزمنة... لا سيما مع بدء العد العكسي لإقفال مطمر الناعمة في 17/1/2015. وبحسب المؤشرات، دخلت برجا في منعطف جديد استعدادا للتصدي للمشروع بشتى الوسائل والسبل، إذ يخيم الاحتقان والقلق والاستياء على معظم الأهالي بشكل عام، من خطوة الحكومة بجعل الاقليم منطقة موبوءة بكل معنى الكلمة، وترحيل وتصدير لها المشاريع الخطيرة والمشاكل والملفات الخلافية في البلاد، على اعتبار أنها أصبحت «مقبرة للأحياء والأموات» في آن. وفيما بات هذا الموضوع حديث الساعة ويتقدم على جميع الملفات والقضايا والمواضيع، يؤكد عدد من الشبان ان رفض المشروع ستثبته الايام المقبلة على الأرض وليس في الكلام، ويشيرون الى انهم على جهوزية تامة للتعامل مع هذا الامر كما تقتضيه الضرورة، وتحت شعار لن نسمح بتمرير اي مشروع بهذا القبيل وتحت اي مسمى. وزادت عملية الاستنفار لصد المشروع، في ظل الحديث عن التحضيرات والاشغال الجارية في الموقع المقترح لاستقبال المشروع. وبدأت توزع شعارات على صفحات التواصل الاجتماعي «لا للمطمر في سبلين». وفي هذا الخصوص رفعت البلدية لواء حماية برجا من هذا المشروع المدمر والمميت، وباشرت بسلسلة من التحركات، وتمثلت بتكثيف اللقاءات والاتصالات والاجتماعات والزيارات، وخصوصاً للمواطنين لتعريفهم بالمشروع وشرح مفاعيله السلبية لحشد اكبر عدد ممكن للمواجهة، وسط تحضيرات وسناريوهات يجري اعدادها لتنفيذها في خطة المواجهة. وفي هذا الخصوص دخلت الاحزاب والقوى السياسية والجمعيات والاندية والبلديات والفاعليات والمشايخ على خط المواجهة، فركزت خطب الجمعة للاسبوع الثاني على التوالي الحديث عن المشروع، وحثوا المواطنين على التحرك والوقوف صفا واحدا «ضد الموت القادم الينا من وادي سبلين». وبالامس استكملت البلدية خطتها باتجاه المدارس، فنفذت الاعتصامات في مدارس برجا وثانوياتها رفضا للمشروع جملة وتفصيلا، ورفع التلاميذ لافتات كتب عليه «السماح بالمطمر تدمير لحياتي»، «حتى اتنفس هوا نظيف ما تقطعوا عني الهوا»، «بيكفي سموم بدنا نعيش»، «انا ضد المطمر، مستقبلي في خطر». وعلى الصعيد السياسي، وفي حين نفى النائب وليد جنبلاط اقامة مطمر للنفايات في سبلين او برجا، قال النائب علاء الدين ترو: «لطالما قلنا اننا ضد نقل المطمر من الناعمة الى الجية لأنه كفى أهل الشوف تحمل نفايات كل لبنان. ولا أعلم من يحرك اليوم هذا الموضوع لأن الحكومة لم تقرر حتى تاريخه بهذا الملف، وسمع رؤساء البلديات في آخر اجتماع لهم مع النائب وليد جنبلاط بأنه ليس هناك من مطمر في الجيه، وإذا كان هناك من مشروع بأن تعالج كل منطقة نفاياتها فسيتم البحث مع رؤساء البلديات وأهالي الإقليم أين سنضع نفاياتنا. لن نترك هذا الموضوع، عندما يحين وقته، للمزايدات وسيكون لنا رأينا سلباً أو إيجاباً، كما سيكون للبلديات والأهالي الرأي في ذلك. ولن نستجلب الضرر لأبناء منطقتنا ولأهلنا في هذه المنطقة». البلدية في المقدمة وكانت بلدية برجا نظمت لقاء حاشدا مع فاعليات البلدة واحزابها وفاعلياتها وتحدث فيه رئيس البلدية المهندس نشأت حمية فأعرب عن ارتياحه للتحركات التي بدأت في البلدة ضد المشروع، مشيرا الى المعلومات التي وردت الى البلدية منذ حوالي الشهرين انه يتحضر اقتراح لاقامة محرقة للنفايات في معمل سبلين للترابة، وتطور الاقتراح الى موضوع تخمير وتسبيخ للنفايات، الى جانب طمر نفايات العوادم»، لافتا الى ان هذا الاقتراح جاء على مستوى الحكومة، مؤكدا انه بعد المراجعة تبين ان الموضوع جدي، لا سيما لجهة تأمين البديل خصوصا بعد اقفال مطمر الناعمة بتاريخ 17 /1/2015، مبدياً أسفه الشديد من ان منطقة اقليم الخروب دائما تكون الخاصرة الرخوة بهذا الموضوع، ونحن المكان الذي ترمى فيه المشاكل. واشار الى ان البلدية ستقف في مقدمة الناس بمواجهة ورفض المشروع مهما كانت تفاصيله، مشيرا الى ان لقاء اليوم الخطوة الاولى على طريق المواجهة في برجا، موضحا ان الاطلالة الاخرى ستكون بالتعاون مع البلديات المحيطة للموقع كجدرا وسبلين والجية وبعاصير ومن خلال اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي لتحديد موقف من هذا المشروع وان كان فكرة او اقتراح. واشار حمية الى وجود كلام عن اسم الشركة التي ستلتزم المطمر وبدأ تحديد مساحة الارض والتي ستكون ما بين 85 و90 الف متر، وان اعمال المسح بدأت في سبلين، مؤكدا ان التحرك الشعبي هو الافعل في مثل هذه ظروف، معتبرا اننا امام خيارين لا ثالث لهما اما ان نكون مع النفايات او ضدها، لافتا الى ان التجربة تقول «ان محرقة النفايات في لبنان ليس لها ضوابط ولا شروط مواصفات ولا رقابة لضبط عملها»، مؤكدا في النهاية ان هذا المشروع لن يمر. وتستكمل البلدية تحركاتها على صعيد بلديات الاقليم للتشاوار والوقوف موقف واحد بمواجهة المشروع، والعمل على متابعته مع مختلف فاعليات ونواب المنطقة، وعلى الصعيد الرسمي مع الوزارات المعنية والحكومة لقطع الطريق عن المشروع لعدم وصوله الى الاقليم وبرجا كما يخطط لها.