"ما ضاع حقٌّ وراءه مطالب"
بعد أكثر من سنة من الضّغط الصّلب، يداً واحدة، بين جميع طالبات وطلّاب السّكن الجامعيّ – مجمّع الحدث، بدأ بإلقاء الضّوء على التّعسّف ورفع المطالب بأشكال تقليديّة وغير تقليديّة، إلى تتويج العمل المطلبيّ بالمقاطعة الجماعيّة لدفع إيجارات الغرف استمرّت أكثر من شهرين، والتّحرّكات الوازنة على الأرض كان منها التّظاهرة الضّخمة في الرّابع من الشّهر الماضي، ورغم محاولة إفشال الحالة الاعتراضيّة بمختلف الأشكال المباشرة والغير مباشرة، عبر التّهديد بالتّغريم أو محاولة شقّ الصّفوف وتشتيت الطّلّاب، أثمر الثّبات تحقيقاً للمطالب كاملة؛ كهرباء ومياه ساخنة 24/24، تحسين لخدمة الإنترنت، تخفيض أسعار الحاجات في كافتيريا السّكن، والعدول عن التّغريم.
إنّ هذا الإنجاز الكبير الّذي يدعو إلى الفخر، ليس أقلّ من درس في دروس النّضال، حيث أثبت أوّلاً الفشل الذّريع لقاعدة "لو شو ما عملنا مش رح يردّوا"، وبالمقابل أثبت أنّ العمل الجماعيّ والوحدة حول مصالح الطّلّاب هي الأداة الفاعلة لتحقيق المطالب وتحصيل الحقوق، فكانت "لجنة السّكن الجامعيّ" إطار واسع انضوى تحته كلّ الطّلّاب على مختلف انتماءاتهم السّياسيّة والفكريّة والثّقافيّة، بهدف مصلحة واحدة جامعة وهي حياة كريمة ومحترمة في أكبر مجمّعات الجامعة اللّبنانيّة، وسقط القناع عن لعبة المسؤولين الفاسدين، ألا وهي سياسة "فرق تسد"، معتمدين على فروقات ثانويّة ووهميّة، هذه اللّعبة القديمة الجديدة، بات من الأكثر وضوحاً أنّها أداة فعّالة من أجل الاستمرار في الفساد وبالتّالي هذا الواقع المرير، فلا بدّ من الآن فصاعداً نبذ كلّ هذه الحواجز الطّائفيّة والاجتماعيّة لضمان استمرار النّضالات.
إنّ هذه المعركة المشرّفة، لن تكون سوى بداية، ولو رويداً رويداً، نحو تحقيق جميع الحقوق، من تحسين أفضل لظروف العيش وحياة طلّابيّة أكثر تلوّناً وازدهاراً، إلى تغيير المناهج وفرض ميزانيّة تليق بالجامعة اللّبنانيّة، لتجعل منها مؤسّسة وطنيّة لتطوير المجتمع والاقتصاد بالبحث العلميّ والإنتاج الثّقافيّ، وإحقاق هذه الحقوق لا يتمّ إلّا بالاستمرار بهذا النّموذج الفعّال من النّضال والعمل الجامع وتطويره أملاً بحركة طلّابيّة وازنة قد تبدو حلم جميل، لكنّ نسمات التّغيير باتت تنبئ بقرب تحقيقه إلى واقع.
تحيّة إلى كلّ طالبة وطالب شارك في الاعتراض من أجل مصلحة الجميع، تحيّة إلى الزّملاء في "لجنة السّكن الجامعيّ" على خوض النّضال بثبات، تحيّة لنادي نبض الشّباب على فتح معركة الأسعار منذ عام، عاشت جامعتنا الوطنيّة!
إتّحاد الشّباب الدّيمقراطيّ اللّبنانيّ – قسم الطّلّاب،
بيروت، 13/5/2017.