يستمر إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي بمسيرته المناهضة للإمبريالية، مناهضة لإستغلال وقمع الشعوب. ويؤكد المجلس العالم، المنعقد في هانوي –الفيتنام، موقفه في النضال ضد الإمبريالية، تدابيرها، وطموحاتها. جنباً إلى جنب مع الشباب المناهض للإمبريالية، الطامح للإطاحة بالنظام الرأسمالي. من أجل الحرية، الإستقلال، الديمقراطية، السيادة، الصداقة بين الشعوب، التضامن العالمي والسلام العالمي، نحو التقدم، والتحرر الاجتماعي والوطني.
بينما تغلي الساحة السياسية بتطورات تشهد تغيير في الخريطة العالمية السياسية. تنمو الأزمة الرأسمالية بنهج غير قابل للعودة. مع الأزمة الاقتصادية، التي لم يجد النظام الرأسمالي مخرج لها، إلا عبر الحروب، الإجتياحات، الإحتلالات، التدخلات، التدابير الاقتصادية العدائية. بالإضافة إلى محاولات إعادة إستعمار مناطق شاسعة من الكوكب، لضمان التوسع على أسواق جديدة، والسيطرة على الموارد الطبيعية.
علاوة على ذلك، تتجه القوى الرأسمالية إلى سلوك أكثر عدائية ضد الشعوب. مساندةً علناً الأيديولوجيات الفاشية والتطرف الديني، متلاعبة بوسائل الإعلام، معتمدة الإبتزاز والعقوبات المالية، والتدخل المباشر وغير المباشر.
هذه الأفعال التي تعري الصفة الفاشية في الأمبريالية. تأتي بوضوح في دعم الجماعات والحكومات الفاشية، ضد مصلحة الشعب. في محاولة لتوسيع نطاق المعركة، لخلق نطاق أوسع من النزاعات والضغوطات. الذي أتى في تدخل الإتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، محاولات الإنقلاب في فزويلا، دعم السلفية في الشرق الأوسط، والضغوطات لتوقيع معاهدات إستغلالية حول الموارد المعدنية التي دمرت وأفقرت معظم الدول الأفريقية.
فالإعتداءات الإمبريالية واضحة في تورطها بالتطورات في الشرق الأوسط وشرقيّ البحر الأبيض المتوسط، الاحتلال والتدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، الإتحاد الأوروبي، منظمة خلف شمال الأطلسي وحلفائهم، تركيا، إسرائيل، ودول الخليج العربي، ضد شعوب المنطقة (على سبيل المثال فلسطين، ليبيا، سورية). وسباق السيطرة، على الموارد الطبيعية الذي يؤثر على العالم بأجمع. هذا التورط المنعكس أيضاً في التدخل العسكري للإتحاد الأوروبي في مالي، التدخل والعدوان ضد جمهورية كونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في كولومبيا. التوتر والإستفزازات المستمرة المنتهكة لسيادة دول آسيا. العقوبات في أريتريا وزمبابوي. إحتلال فلسطين، الصحراء الغربية، وقبرص، والحصار على كوبا وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. خداع الشعب باسم حقوق الإنسان أو الديمقراطية، فيما إعتداءات الإمبريالية جلبت فقط البؤس والدمار للشعوب.
في أوكرانيا نرى حالة مشابهة. الفاشية هي الشكل الأكثر إنفتاحاً وعداوة لنظام الإستغلال، وتستخدم لمواجهة القوى المناهضة للإمبريالية ونضال الشعوب المنظم. وقد برأت بشكل ممنهج من قبل الإتحاد الأوروبي خلال كل هذه السنين. بمنهجية الدعاية حول تحديد الفاشية مع الشيوعية، النظرية المخالفة للتاريخ حول "الأقصيان". وموقف الإتحاد الأوروبي في حظر الأحزاب الشيوعية والمنظمات الشبابية الشيوعية، مما يجعل من رموز النضال غير شرعية في العديد من البلدان الأوروبية.
إضافة إلى ذلك، الشباب والشعب لا يزالون يدفعون نتائج بنية النظام الرأسمالي. بينما الأزمة الاقتصادية، مع التدابير المتخذة من قبل النظام الرأسمالي، إحتكاراته وأدواته (لبنك الدولي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي). ألقت نتائجها بالبطالة، عدم الاستقرار، والخصخصة، على الفئات الشعبية، العمال، والشباب. وبالتالي هم من يدفع ديون كبيرة من البؤس، الفقر، والبطالة.
كما يواجه الشباب والفئات الشعبية الأخرى أيضاً خصخصة القطاع العام، التعليم الرسمي، وإرتفاع في إستغلال العمال. بالتالي حرمانهم من حقهم الشرعي في إستخدام الثروة العامة والإحتياجات الاجتماعية الأخرى، الحد من تطورهم في بلداهم، ودفعهم إلى الهجرة بأعداد كبيرة.
إلى جانب هذه الإعتداءات الإمبريالية، التحركات وصمود الشعوب ما يجعل من الحركة المناهضة للإمبريالية أكثر ثباتاُ. تحركات الشباب والشعب الرافضة لهذا البؤس والموت. إن إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي جزء من هذه الحركة التي تناضل ضد الأساليب الاقتصادية الرأسمالية، الإستغلال، الحروب، الإجتياحات، التدخلات، والإحتلالات. ضد الفاشية، أيديولوجيتها وسلوكها. ضد خصخصة التعليم والقطاع العام. جنباً إلى جنب الشباب والطبقة العاملة الرافضين لإستغلالهم وسرقة قدراتهم وثروتهم.
يقف الاجتماع العام إلى جانب شعب جنوب أفريقيا في تحركاته ودعمه المتزايد للقوى التقدمية والحركات التحريرية.
فضلاً عن تضامنه مع الشعب والمنظمات الثورية في فنزويلا التي تواجه المجموعات الفاشية التي أتت من الإقطاعية الفنزويلية. ويدين الأعمال الإجرامية التي تنتج العنف، الإضطرابات، وقتل العشرات من الناس والمناضلين الثوريين. بينما يدعي الإعلام البرجوازي أن العنف يخلق من قبل الثوريين أو أنها لمجرد "إشتباكات" في سيناريو مماثل لما يسمى ب“الثورات الملونة".
يحيي إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي الشباب القوى المناهضة للإمبريالية التي تناضل لتحرير الشعب من سيطرة وإجراءات الإمبريالية. كما يحيي المهرجان العالمي الثامن عشر للشباب والطلاب كمحطة مهمة من نضال شباب العالم.
كوننا موجودون في هانوي. نحيي الذكرى الستين لإنتصار ديان بيان فو، في السابع من أيار. ونعرب عن تضامننا مع الشباب والشعب الفيتنامي في حمايتهم للإستقلال، السيادة، سلامة أراضيها، وبناء الإشتراكية في الفيتنام.
في السياق نفسه، لقد عقد هذا الاجتماع العام في فترة ترتبط تاريخياً بنضالات عظيمة. نحيي عمال العالم، في الأول من أيار، عيد العمال. اليوم الذي أثبتت فيه الطبقة العاملة مقاومتها ونضالها ضد الإستغلال. كما نحيي إنتصار الشعب العظيم في هزيمته للفاشية، في التاسع من أيار. اليوم الذي تحتاج شعوب العالم فيه أن تتذكر طابع الفاشية. بطبيعتها المدمرة والمتلاعبة، حيث تمثل الإمبريالية في أبشع صورها. التي منذ ست وستين عاماً تحتل أرضاً، تهجر شعبها، وتدمر وجودها. نقف إلى جانب مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، بعد ست وستين عاماً من الاحتلال.
إن إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، جنباً إلى جنب شباب العالم، وعلى النهج المناهض للإمبريالية، مستمر في نضاله ضد قمع وإستغلال الشعوب. فإن وحدة نضال الشباب والشعب نحو حقوقهم وتحررهم هي ضرورة في دربنا وهدفنا لهزيمة الإمبريالية.
عام 2015 سنحتفل بذكرى سبعين سنة على هزيمة الفاشية، والذكرى السبعين للاتحاد، تواريخ مهمة للشباب والشعوب حول العالم، لإستمرارية نضالها المناهض للإمبريالية.
إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي
هانوي - فيتنام، أيار 2014