لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني بيان صادر عن اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني

لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني بيان صادر عن اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني
05 May
2014

عام 1959 وفي دمشق المكلومة اليوم، تعرض قائد من قيادات الحركة التحررية في الوطن العربي، الشهيد فرج الله الحلو لعملية اغتيال كان سبباً رئيسياً من اسبابها وقوفه بوجه قرار تقسيم فلسطين ومحاربته الصهيونية. كذا كان موقف يوسف سلمان يوسف "فهد" شهيد اليسار العراقي، الذي انشأ في العراق "عصبة مكافحة الصهيونية" تنبهاً منه لمخاطر تهجير اليهود العراقيين.

هما اسمان من اسماء كثيرة قادت العمل الوطني في العالم العربي وتشاء الصدف ان يكون هؤلاء القادة في قسم منهم من المسيحيين. واهتداءاً بهذه المواقف تابع من بعدهم النضال قادة شهداء من جورج حبش ووديع حداد وجورج حاوي وغيرهم الكثيرين.

لا نقول هذا للتدليل على هوية طائفية ننبذها، انما للتأكيد على ارتباط القضية الفسطينية ومقاومة الاحتلال بهوية شعب مقاوم، لا هوية طائفية او مذهبية حصرا، وتحديداً دور اليسار التاريخي في اختراق العصبيات الطائفية وفي محاربة الصهيونية، الآفة التي زرعتها الامبريالية في منطقتنا وتحاول تعزيزها دوماً باستيلاد نظائر لها عند كافة المذاهب من اليمين المسيحي اللبناني وصولاً حتى داعش وغيرها. فالصهيونية ترتاح بوجود هؤلاء ولا يواجهها الا العلمانية والتمسك بالمواقف الوطنية.

في ظل الازمة الشاملة التي يعيشها العالم العربي ومشروع التفتيت وضرب المجتمع ومؤسساته ككل ومحاولات انهاء القضية الفلسطينية بحلول تثبت الدولة اليهودية وفي ظل تجارب فرض الخدمة الاجبارية على المسيحيين من عرب الداخل وغيرها من المحاولات التفتيتية التي يقابلها وجود مقاومة متجذرة عسكرياً ترافقها مقاومة مدنية واقتصادية تقودها حملات مقاطعة اسرائيل وقطع المساعدات عنها وفيما العالم بأسره يتجاوب مع هذه الحملات اقتصادياً واكاديمياً وفنياً ادراكاً منه لخطورة الابارتهايد الصهيوني الذي ينسج على منوال سابقه الجنوب افريقي، وانطلاقا من ضرورة وضوح الموقف والموقع في الصراع ما بين شعوب المنطقة من جهة وما بين الاستعمار الامبريالي من جهة اخرى، ما بين خط المقاومة والتحرر الشامل اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وما بين خط التبعية والخضوع للاستعمار.

تأتي زيارة البطريرك بشارة الراعي مرافقاً البابا فرنسيس الى الاراضي المحتلة لتشكل خطأ تاريخياً خاصة ان هذه الزيارة تتضمن فيما تتضمن زيارة حائط المبكى وقبر بن غوريون وعظماء :اسرائيل" ومتحف "ياد فاشيم" وايضاً لقاءات مع المجرمين بيريز ونتنياهو.

وبدل ان يسترشد الراعي بمواقف ديزموند توتو الاسقف الجنوب افريقي في مواجهته العنصرية الجنوب افريقية او حتى بمواقف رجال الدين العرب كالمطران هيلاريون كبوجي او المطران عطاالله حنا وغيرهم كثر ممن يواجهون العنصرية الصهيونية، تأتي زيارته المرفوضة في هذا الوقت لتسبغ غطاء شرعياً على دولة الاحتلال ولتفتح فرصة لمواطنين عرب ولبنانيين ليستسهلوا عملية التطبيع تحت ذرائع مختلفة، اساسها في تعميم منطق الفصل في القضايا، والتي يراد لها ان تحمل طابعا انسانيا مخادعا.

لذلك وجرياً على نهج المناضلين الاوائل وتضامناً مع مواقف رجال الدين الوطنيين و رفضاً لاي تطبيع مع الكيان الغاصب من اي جهة اتى، فاننا في اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني، تلامذة فرج الله الحلو وفهد وجورج حبش ووديع حداد وجورج حاوي وكافة الشهداء، ندين بشدة هذه الزيارة ونستنكر اي محاولة تطبيعية اقتصادية او اكاديمية او فنية او سياسية فكيف الحري بزيارة من هذا النوع.

 

اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني  5-5-2014

الأكثر قراءة