في الأشهر الأخيرة ، راقبت القوى العالمية المعادية للامبريالية عن كثب التطورات الخطيرة الجارية في أوكرانيا ،و التي تشهد صراعاً بين اطراف امبريالية ، مما يقود الشعب الاوكراني الى مسارات خطيرة. في الأيام القليلة الماضية شهد الوضع تدهوراً خطيراً ، محولاً الازمة المحلية الى ازمة عالمية.
ان الصراع الدولي على السيطرة على اوكرانيا كان واضحاً منذ بداية الاحتجاجات المعارضة لحكومة يانوكوفيتش في ساحة "الميدان". لقد ساند الاتحاد الاوروبي و حلف شمال الأطلسي و الولايات المتحدة الاميركية علناً الاحتجاجات المعارضة للسلطة المقربة من الروس في محاولة للسيطرة على المجريات في بلد ذات اهمية جيو-سياسية كبيرة في الصراع بين روسيا و الاتحاد الاوروبي. الأحداث الجارية في اوكرانيا على علاقة مباشرة بخط الغاز الذي يربط روسيا بأوروبا و بسعي حلف شمال الاطلسي لتعزيز حضوره على حدود روسيا.
في سعيه للترويج لمصالحه السياسية و العسكرية و الاقتصادية ، قام الاتحاد الاوروبي بدعم مجموعات من النازيين الجدد و اليمين المتطرف مما ادى الى اعمال عنف خلال الاحتجاجات. على الرغم من محاولاته الحثيثة لتصوير الاحداث في اوكرانيا على انها ثورة حرية و ديمقراطية ، الا ان الاتحاد الاوروبي اظهر مجددا ان الامبريالية و الشركات الاحتكارية و الفاشية حلفاء طبيعيين. فقد رحب الاتحاد الاوروبي بالقرارات الجديدة للحكومة "الثورية" و التي كرست اضطهاد الاقليات و حظرت الحزب الشيوعي الاوكراني.
في الوقت نفسه ، لا يحق لحكومة يانوكوفيتش تبرئة نفسها ، فهذه الحكومة بفسادها و سياساتها الغير شعبية الداعمة لجزء من البرجوازية الاوكرانية ادت الى انتشار غضب شعبي عام. ان هذه السياسات هي نتيجة مباشرة لعملية البناء الرأسمالي في أوكرانيا منذ عام 1990. وعود الرأسمالية بالمستقبل المزدهر سرعان ما تحولت الى المجاعة و البطالة و الفوضى و الازمة الاقتصادية المستمرة. اليوم ، يواجه الشعب الاوكراني بوضوح نتائج عملية البناء الرأسمالى في بلدهم.
في هذا الصراع القائم بين أطراف البرجوازية الأوكرانية ، و الدول الحليفة لكل طرف من هذه الاطراف ، أكانت روسيا ام تحالف الاتحاد الاوروبي و الناتو ، لا مصلحة للشعب الاوكراني في رهن بلده لأي محور من المحاور. ان الاتهامات المتبادلة بين الاتحاد الاوروبي و روسيا حول التدخل في اوكرانيا مثيرة للسخرية. ان الحفاظ على كرامة و سيادة الشعب الاوكراني لا يكون الا بخوض نضال في مصلحة الطبقة العاملة لا في مصلحة الطبقات المسيطرة التي تقود الشعب باتجاه المآسي والحرب الأهلية.
في ضوء التطورات الاخيرة ، يعلن اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي تضامنه مع الشعب الاوكراني في معركته لمواجهة سعي الفاشية المدعومة من الامبريالية للسيطرة على البلاد. في الوقت نفسه ، يشدد على ان المصالح الشعبية لا تهم اي من الاطراف الامبريالية التي لا تهتم سوى لمصلحة احتكاراتها التجارية.
أيضاً ، يؤكد اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي ان الحليف الوحيد للشباب الاوكراني هو النضال الشعبي و الحراك المعادي للامبريالية.
5-3-2014