قضية تلو أخرى تظهر مدى عجز النظام وعقمه، فيظهر تعطل الدولة ومدى تناقض المصالح التي تحكمها مع الأغلبية الساحقة من المواطنين إلى حد الاستهتار بهم وبوجودهم. تأتي قضية مطمر الناعمة اليوم، قضية انسانية، صحية وبيئية، إلى جانب قضايا الفساد الأخرى، لكي تعبر عن مدى فقدان السلطة القائمة لاي إمكانية للاستمرار بالنهج الذي تمثله. نهج الربح والفساد وارتهان الدولة كمؤسسات، ومعها اغلب الناس، لمصالح الفئة الضيقة من أصحاب الشركات التي تتكامل مع مصالح من هم في هذه السلطة. فإقفال منعطف واحد بسيارتين وبضع خيم، على طريقه، من قبل مجموعة قليلة من المواطنين المبادرين اظهر عري هذا النظام وعجزه. وأظهر ان "صحة" شركة سوكلين وسلامة ملياراتها هي وباقي شركات النفايات، هو المعيار وليس صحة المواطنين المتضررين من وجود هذا المطمر (البؤرة للتلوث والنهب). والمطلوب الشروع باقفال المطمر نهائيا والعمل على فرز النفايات بشكل علمي مناسب واستغلالها كما يجب( للسماد واعادة التصنيع..). واعادة احياء المشروع الذي كان ينبغي إقراره لتفادي ما يحصل حالياً، والقابع في المجلس النيابي منذ 3 سنوات. وكسر احتكار سوكلين وغيرها لملف النفايات من خلال عقودها الجائرة, وان يكون من مهام الدولة وتحديدا البلديات, ما يخفض التكلفة التي هي الان الاغلى في العالم, لمعالجة طن النفايات,اضافة للنتائج الصحية والبيئية. القضية تظهر غياب اي سياسة واضحة وعلمية لإدارة اي من قضايا المجتمع، ولن تكون هكذا سياسة الا بتغيير شبكة المصالح السائدة لصالح أغلبية الشعب. مجموعة من الشباب والأهالي تصدوا لملف النفايات، ونجحوا بتحويله الى قضية وطن. فكيف بفئات اوسع من الناس، تؤمن بمصالحها وتتحرك .لاجلها، ستصبح قادرة على بناء وطن يحقق لهم قيمتهم.
اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني بيروت - 22\1\2014.
Top of Form
Bottom of Form