في الذكرى ال 42 لتأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني

تحل الذكرى الثانية والأربعون لتأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني في ظروف سياسية واقتصادية صعبة تهدد الشباب اللبناني. حيث يتصاعد الانقسام المذهبي ويتجه لبنان والمنطقة نحو المزيد من الانقسام والتشتت وتظهر بوادر قد تقود إلى حروب أهلية إذا لم يتداركها الشعب اللبناني وقواه السياسية الحية.

ويزداد نظامنا عفونة واهتراءً فتقوم القوى الحاكمة بممارسة كل فسادها بحجة مصلحة الطائفة وتمتنع الدولة عن القيام بدورها الجامع بذريعة عدم قدرتها على مواجهة قوى الأمر الواقع، فيطلق سراح عميل اعترف بعمالته، ويتحول عضو معتقل من تنظيم القاعدة إلى بطل يهلل له مسؤولون، وتكاد تقع مجازر بين قوى تتصارع على النفوذ في الطائفة بقوة الشارع.

هذا الواقع المأسوي الذي يحل علينا اليوم ترافقه أزمة اقتصادية خانقة، تكاد تخنق غالبية اللبنانيين لمصلحة بضعة متنفذين وتجار ومصرفيين يمتصون تعبنا وعملنا وإنتاجنا من خلال آليات استغلال تسمى حرية الملكية الفردية، ضمن منظومة فاسدة تحميها الدولة بكل مكوناتها. تزداد باب التبانة وجبل محسن فقراً لتحيا سوليدير، وتموت الزراعة في عكار والبقاع لتحيا فنادق العاصمة، ويقتل مكب صيدا ومطمر الناعمة اللبنانيين لتزدهر سوكلين. يهرب الطلاب إلى جامعات خاصة غير مكتملة المعايير الأكاديمية بعد أن ضاقت بهم جامعتهم الوطنية فيتكبدون الأقساط المرتفعة لينتشي بها أصحاب الجامعات الخاصة المعروفون لكل الشباب والطلاب. يموت ناس على أبواب مستشفيات لكي تبقى مزاريب وزارة الصحة مصدراً لسلطة فئة فاسدة، ويدفع الموظف ربع مدخوله على البنزين والنقليات وتبقى خطة النقل العام حبراً على ورق صار عفناً.

ليس هذا مصير الشباب في لبنان. لا الطائفية ولا المذهبية هما قدر، ولا الاستغلال والفقر هما مصير. في عيد الاتحاد نخاطب شباب لبنان لنقول أن التغيير ممكن والبدائل موجودة وإن كانت أدوات التغيير ما زالت عاجزة. معاً نبني مستقبلنا. معاً، شباب يؤمن بقيم العلمانية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، شباب يناضل لتغيير ثوري يضع مصالح الناس في سلم أولوياته، معاً نستطيع أن ننزل إلى الشارع ليس من أجل زعيم أو طائفة أو نداء غرائزي، بل من أجل رغيف خبز وتعليم عام وتغطية صحية شاملة ونقل عام ووظائف للشباب. معاً نقتل الفتنة المرسومة باتحادنا من أجل مصالحنا الجامعة لشباب لبنان من كل الخلفيات والانتماءات.

لقد أكدت الشعوب أن مستقبلاً آخر ممكن، فليست الخيارات محصورة بين أنظمة قمع واستبداد وهيمنة، وبين قوى تعيد الناس ألف سنة إلى التخلف، وليس الخيار بمواجهة ظلام الداخل بعمالة الخارج. وقد كان خيار أكثر من نصف الشعب المصري التصويت ضد مرشح النظام وضد مرشح الأخوان منذ بضعة أيام من أهم الإشارات إلى أن مستقبلاً آخر ممكن.

في عيد الاتحاد نتذكر نضالات الماضي لننطلق منها إلى المستقبل، نحيي آلاف الشباب الذين مروا في الاتحاد وأفنوا عمرهم في النضال من أجل الآخرين، ونطلق الصوت عالياً بأسماء استشهدت واعتقلت وضربت في ساحات النضال. إن هذا الماضي الزاخر سيكون دائماً دافعاً صلباً للمستقبل.

سنبني مع شباب لبنان، العاملين والمعطلين من العمل، طلاب الجامعة والمعهد والمدرسة، سنبني مستقبلاً أفضل من الحاضر الذي تحل فيه ذكرى تأسيس الاتحاد.

آخر تعديل على Sunday, 27 May 2012 20:18

الأكثر قراءة