في ذكرى ثورة كانون في العراق

بيان اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

تمر في هذه الأيام ذكرى انتفاضة الشعب العراقي " وثبة كانون" والتي كان لها  دور مهم في الحركة السياسية العراقية، فبعدما غادر رئيس حكومة النظام الملكي "صالح جبر"  إلى لندن لاستبدال معاهدة 1936 بمعاهدة أخرى تلائم الوضع الدولي وتقوي الاستعمار البريطاني في السيطرة على ثروات الشعب الذي عبر بمختلف وسائل النضال المشروعة عن رفضه للمعاهدة  وكان يطمح بإلغائها لا استبدالها كخطوة متقدمة في الطريق نحو تحقيق السيادة الوطنية والاستقلال التام. وتحدياً لإرادة الشعب واستهانة بتضحياته وحقوقه الوطنية أبرمت الحكومة معاهدة "بورتسموث" وهي الأكثر جوراً من سابقاتها ،وسرعان ما أعلن  طلاب الكليات والمعاهد العالية الإضراب العام ، ونتيجة لذلك غصت شوارع بغداد وساحاتها وفي بعض المحافظات بمظاهرات جماهيرية صاخبة رغم استخدام الحكومة أقسى أساليب القمع والإرهاب وتضليل الرأي العام وحملات المداهمة والاعتقال ونددت الأحزاب الوطنية ببيانات طالبت فيها الحكومة  بالاستقالة ورفض المعاهدة.

تلك المظاهرات التي قادها الطلبة والشبيبة بروح ثورية امتدت لأيام عديدة سقط خلالها العديد من الشهداء والجرحى تتقدمهم فتاة الجسر وجعفر الجواهري شقيق الشاعر الكبير محمد مهدي  الجواهري، وبالرغم من البطش والترهيب تحدّت الجماهير الشعبية الحكومة بعد إصدارها بياناً في ليلة 26 / 27 كانون الثاني تحذر الجماهير فيه من التظاهر واجتاحت شوارع بغداد وسائر المدن الأخرى مظاهرات هادرة، نجحت بأسقاط المعاهدة والحكومة ولكن لم تستطع الوثبة من  حسم الصراع مع السلطة الموالية للمحتلين البريطانيين، حيث لم تحقق كامل أهدافها لكنها كانت ملحمة تاريخية باسلة وصفحة ناصعة البياض في سجل نضال مشرف للعراقيين لقنوا فيها النظام الملكي ـ الإقطاعي درساً بليغاً عرته كنظام رجعي مستبد سخر نفسه لرعاية مصالح الاستعمار في البلاد.

هذه الوثبة المجيدة يعاد تاريخها اليوم بعد ان أصرت الجماهير العراقية والقوى الوطنية والديمقراطية على التنفيذ الكامل لبنود الاتفاقية العراقية – الأمريكية وبالتالي تحقق الجلاء الكامل للقوات الأجنبية المحتلة وبهذا ينتقل العراق الى مرحلة أخرى من مراحل التحول الديمقراطي بعد سقوط الطاغية في نيسان 2003..

إننا في الوقت الذي نبارك فيه لشعبنا ذكرى وثبتهم ويوم الجلاء نؤكد دعمنا للدعوات التي تروم الى عقد مؤتمر وطني يشترك فيه كل المساهمين في العملية السياسية لترسيخ قيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، كما نؤكد على أهمية مساهمة كل أبناء الشعب في بناء العراق الجديد ونطالب في ذات الوقت الاهتمام بقضايا الطلبة وتمكينهم من اخذ زمام الامور عبر:

•        تحسين مستوى التعليم واجراء اصلاح شامل في المناهج الدراسية بما يتلائم مع روح العصر ومتطلبات التنمية الوطنية والتطور التكنولوجي واضفاء الطابع الانساني عليها.

•        توفير الظروف الملائمة لرفع مستوى الطلبة علميا وثقافيا وتنمية قابلياتهم الادبية والفنية والرياضية وتحسين المستوى المعاشي والصحي لهم .

•        تأهيل الجامعات والمعاهد العراقية والمؤسسات التعليمية وبناء الاقسام الداخلية وتوفير جو ملائم وبيئة مناسبة للطلبة الساكنين فيها .

•        الكف عن كبت الحريات العامة والخاصة واتباع الوسائل التي تقوم شخصية الطالب وترفع من مكانته وتؤهله ليصبح عنصرا فعالا في المجتمع.

•        تضمين مناهج التاريخ والتربية الوطنية بالمآثر البطولية  كوثبة كانون وثورة الرابع عشر من تموز وغيرها.

لنوحد الصفوف..  لنهزم الإرهابيين أعداء الحياة والديمقراطية

عاش الشعب العراقي ... عاشت القوى الوطنية العراقية

المجد والخلود لشهداء العراق

اللجنة التنفيذية

اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

بغداد – كانون الثاني 2012

آخر تعديل على Monday, 17 December 2012 09:57

الأكثر قراءة