كشفت وسائل اعلام تركية يوم 30 اكتوبر/تشرين الاول أن مجلس الامن القومي التركي قام مؤخرا باضافة اسم اسرائيل على لائحة الدول التي تشكل تهديدا رئيسيا لامن انقرة في الوثيقة التي تعرف باسم "الكتاب الأحمر"، فيما ازالت كل من سورية وإيران من لائحة الدول التي تعد تهديدا خارجيا لها.
وأشارت وسائل الاعلام الى أن الوثيقة ستظل سارية المفعول للأعوام الخمسة المقبلة، موضحة ان القرار جاء على خلفية اعتبار ان السياسات الاسرائيلية تدفع دول المنطقة الى سباق تسلح . وهذه هي المرة الاولى التي توضع فيها اسرائيل على قائمة الدول المهددة لامن تركيا منذ أربعينات القرن الماضي وذلك بعد التوتر الذي شاب علاقات البلدين منذ الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة وحادثة الاعتداء سفينة مرمرة التركية.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه النسخة الجديدة من الكتاب الأحمر أن الدولة العبرية تهديدا لتركيا، أزالت في المقابل سورية وإيران وبلغاريا وجورجيا وأرمينيا بالإضافة إلى اليونان جزئياً ، من لائحة الدول التي تعَد تهديدا خارجيا لتركيا.
يذكر أن العلاقات بين تل ابيب وانقرة قد تدهورت بشكل كبير منذ الهجوم الذي شن على سفن المعونات التي كانت مبحرة إلى غزة في شهر مايو/ أيار الماضي والذي أسفر عن مقتل 9 أشخاص. وقد طالبت تركيا من إسرائيل الاعتذار غير أن الأخيرة لم تستجب.
وكان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان قد قال إنه لن يشارك في مؤتمر للمناخ في أثينا إذا حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مشيرا إلى أن إسرائيل على وشك أن تفقد تركيا باعتبارها "صديقا جيدا لها في منطقة الشرق الأوسط".
اعلنت المحكمة العليا لشؤون الانتخابات في برازيليا الاحد 31 اكتوبر/تشرين الاول، بعد قيامها بفرز حوالي 93،34% من الاصوات، عن فوز ديلما روسيف مرشحة حزب العمال الذي يتزعمه الرئيس المنتهية ولايته لولا دا سيلفا، لتصبح بذلك اول امرأة تترأس البرازيل في تاريخ البلاد، اذ صوت لصالحها 55،49% من الناخبين.وحصل منافسها خوسيه سيرا مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي على 44،51% من الاصوات.
هذا وكان الناخبون البرازيليون توجهوا يوم الاحد الى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وكانت الجولة الاولى التي اجريت يوم 3 اكتوبر/تشرين الاول فشلت من تحديد الفائز . كما رجحت استطلاعات الرأي الأخيرة فوز روسيف المدعومة بتأييد الرئيس لولا بفارق كبير على منافسها لتكون اول امرأة تحكم البرازيل. وخاضت روسيف (62 عاما) على مدى الاشهر الثلاثة الماضية حملتها الانتخابية إلى جانب لولا، ويتوقع كثيرون أنها ستواصل سياساته الاجتماعية التي صنعت شعبيته، وانتشلت أكثر من 20 مليون شخص من مستوى الفقر عام 2003، وأدخلت 29 مليونا آخرين الى الطبقة المتوسطة.وكانت روسيف عنصرا في ميليشيا مسلحة ابان الحكم الديكتاتوري (1964-1985) وامضت زهاء 3 سنوات في السجن في ظل النظام القمعي. وحتى اللحظات الأخيرة دافع الرئيس لولا عن مرشحته، داعيا الناخبين إلى عدم تصديق من يروجون إلى أن روسيف ستؤيد الإجهاض الذي لا يزال موضوعا حساسا في البرازيل التي تعد أكبر بلد كاثوليكي في العالم. وسيتسلم الرئيس الجديد مهام منصبه في الاول من كانون الثاني/يناير 2011 لولاية من 4 سنوات.
-حدث في 1 تشرين الثاني-
1908- السلطان عبد الحميد يعين الشريف حسين اميرا على مكة المكرمة .1914- قيام الحرب بين تركيا وروسيا خلال الحرب العالمية الأولى .1922- أعلن مصطفى كمال أتاتورك قيام الجمهورية التركية وإلغاء النظام السلطاني بصفة رسمية .1927- مجلس النقد الفلسطيني يصدر الجنيه الفلسطيني الذي بقي متداولا في فلسطين والاردن .1952- أول تجربة حية للقنبلة الهيدروجينية الأمريكية .1954- اندلاع الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي .1956- حرب السويس: مصر تصادر ممتلكات الفرنسيين والبريطانيين وسوريا والاردن يقطعان العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا .1962- الاتحاد السوفييتي يطلق اول مركبة فضائية الى المريخ .1964- فتح جدار برلين مؤقتا للسماح بمرور الذين تجاوزوا سن الخامسة والستين .1968- اضراب عام في القدس احتجاجا على الادارة العسكرية “الاسرائيلية” للمدينة .1973- ألغت شركات الطيران الأمريكية 160 رحلة يومية لمواجهة أزمة الوقود بسبب منع الدول العربية تصدير بترولها لها .1977- انسحاب الولايات المتحدة من منظمة العمل الدولية .1980- المركبة الامريكية (فواياجر 1) تبث صورا من زحل . .2002- فوز حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل في الانتخابات التشريعية في تركيا .
أعلنت الصين أنها طورت أسرع كومبيوتر عملاق في العالم ينفذ 2500 تريليون عملية في الثانية، متفوقا بذلك على أسرع كومبيوتر عملاق يوجد في الولايات المتحدة سرعته 1750 تريليون عملية في الثانية.
وقد صمم الكومبيوتر العملاق الجديد الذي يحمل اسم «تيانهي - 1 أيه»، ويعني «درب التبانة» نسبة إلى اسم المجرة التي توجد فيها مجموعتنا الشمسية، بأكثر من 7 آلاف وحدة من وحدات معالجة الغرافيكس من شركة «نفيديا» معا مع 14 ألفا من رقائق «إنتل» الإلكترونية.
ويتفوق الكومبيوتر العملاق الصيني على كومبيوتر «إكس تي 5 جاغوار» الأميركي الموجود في مختبر أوك ريدج الوطني في تينيسي، الذي كان يحتل الموقع الأول في قائمة الآلات الكومبيوترية العملاقة.
وقد صادقت مؤسسة «أكبر 500» التي تجدد محتويات قائمة بأعظم الآلات قدرة على الإعلان الصيني، بينما أشار بيان صحافي أصدرته شركة «نفيديا» إلى أن «تيانهي - 1 أيه» هو «أسرع نظام في الصين والعالم اليوم».
ومن جهته، قال جاك دونغارا، البروفسور في جامعة تينيسي وأحد الباحثين في علوم الكومبيوتر الذين يشاركون في وضع القائمة الشهيرة، إن إعلان الصين مشروع. وأضاف في حديث نقله الموقع الإنجليزي لهيئة الإذاعة البريطانية: «لقد كنت في الصين منذ أسبوع، وتحادثت مع المصممين وشاهدت نظامهم وتحققت من النتائج»، وقال إن الكومبيوتر العملاق الصيني أسرع بـ47 في المائة من الكومبيوتر العملاق في مختبر أوك ريدج» وكانت الصين تحتل حتى الآن الموقع الثاني في قائمة أسرع الكومبيوترات العملاقة بكومبيوترها «نيبولاي» العامل في مركز الكومبيوتر العملاق في مدينة شينجين.
وبتمتع «درب التبانة» بخصائص استثنائية، إذ وظفت فيه 14 ألفا و336 من رقائق وحدات المعالجة الإلكترونية التي تحتوي كل منها على 6 أنوية من شركة «إنتل» مع 7 آلاف و168 من بطاقات الغرافيكس من شركة أخرى هي «نفيديا تيسلا» يحتوي كل منها على 448 نواة للمعالجة. وبينما تتكون بطاقات الغرافيكس عادة من وحدات حسابية صغيرة يمكنها تنفيذ عمليات حسابية بسيطة بسرعة، فإن رقائق «إنتل» توظف عادة لتنفيذ عمليات رياضية معقدة ورفيعة المستوى.
وقام بتطوير الكومبيوتر العملاق باحثون في الجامعة الوطنية للتكنولوجيا الدفاعية، ويؤدي مهماته الآن في المركز الوطني للكومبيوتر العملاق في مدينة تيانجين، وقد وضعت المعالجات الإلكترونية له في أكثر من 100 من الحجرات التي يصل حجم كل منها إلى حجم ثلاجة. وتزن جميعها نحو 155 طنا. وقال الباحثون الصينيون إنهم شرعوا في توظيف الكومبيوتر العملاق في مهمات الأرصاد الجوية ولصالح عمال شركات النفط العاملة في البحار.
لندن: أسامة نعمان
أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلة يوم الجمعة 29 اكتوبر/تشرين الاول العثور على طرود مشبوهة من ضمنها اثنان يحتويان متفجرات في كل من بريطانيا ودبي كانا في طريقهما من اليمن إلى الولايات المتحدة، مضيفا أن وجهتهما النهائية كانت مركز عبادة يهودي في مدينة شيكاغو، وانهما يشكلان "تهديدا ارهابيا حقيقيا" على الولايات المتحدة الأمريكية من قبل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال بيان صادر عن البيت الأبيض أن الطرود المشبوة في بريطانيا والولايات المتحدة ودبي، تم إرسالها من اليمن من قبل شخص واحد، إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر شركة "يو بي أس"، وقد وصفت الطرود بأنها تحتوي مواد "حساسة جداً". حيث قال جون برينن مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب، إن "المواد التي جرى العثور عليها، والأجهزة التي اكتشفت كانت تهدف إلى التسبب بأذى" دون أن يكشف المزيد من التفاصيل.وسارعت شركةUPS إلى إعلان تعليق خدماتها من اليمن حتى إشعار آخر، لأسباب أمنية. في حين قال مصدر أمني إن إجمالي الطرود المشبوهة يصل إلى 13 طردا، وما زال البحث عن بعضها مستمرا.وتعهد أوباما، في كلمة مقتضبة وجهها إلى الأمريكيين الذين تابعوا بذعر عبر شاشات التلفزة الإجراءات الأمنية المكثفة التي شهدتها مطارات عدة في البلاد وخارجها بالعمل على "تدمير تنظيم القاعدة في اليمن".وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أن طائرات مقاتلة تواكب الرحلات المدنية المتجهة من الإمارات إلى مطار جون كينيدي في نيويورك وذلك فوق المجال الجوي لكندا، بينما أعلنت وزراة الداخلية البريطانية تعليقها جميع الرحلات المباشرة من اليمن الى المملكة المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عن مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني قوله إن طائرة طيران الإمارات التي وصلت الولايات المتحدة الأمريكية من دبي "لم تكن تحمل أي شحنة قادمة من اليمن."وقالت في بيان " تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تطبيق أعلى المعايير الأمنية في مطاراتها لضمان أمن وسلامة الركاب والشحن حيث زودت المطارات بأفضل الأجهزة والمعدات لفحص الركاب والشحنات قبل صعودهم إلى الطائرات ".وكان اليمن اكد في وقت سابق اليوم على لسان مسؤول حكومي كبير استعداده لاجراء تحقيق بشان الطرود التي عثر عليها في طائرات شحن في بريطانيا ودبي. وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته ان اليمن مستعد للتحقيق في شان الطرود المشبوهة. كما نفى المسؤول اليمني وجود خط شحن مباشر بين اليمن والولايات المتحدة، مؤكدا ان السلطات اليمنية تتخذ في المطارات تدابير امنية مشددة مطابقة للمعايير الدولية.المصدر : وكالات
-حدث في 30تشرين اول -
1928- بدأ أول بث تلفزيوني في المملكة المتحدة.1948- ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة قرية عيلينون بفلسطين، حيث هاجمت القرية وأمرت الأهالي بالتجمع في ميدان القرية قبل إطلاق النيران عليهم عشوائيا من الجهات الأربع مما أدى إلى مقتلهم جميعا. 1953 - الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور يوافق رسميًا على الوثيقة الخاصة بمجلس الأمن القومي التي تنص على أن ترسانه الولايات المتحدة النووية يجب الحفاظ عليها والتوسع فيها من أجل مواجهة التهديد الشيوعي.1963- إنتاج أول سيارة لامبورجيني.1676- توفى الصدر الأعظم أحمد باشا كوبريللي، أحد رجال الدولة العثمانية في القرن الحادي عشر الهجري، وأصغر من تولى الصدارة العظمى في تاريخ الدولة.1980- تسريح الرئيس الجزائري أحمد بن بلة من الإقامة الجبرية التي فرضت عليه منذ الانقلاب العسكري الذي قام به هواري بومدين.1991- انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط بحضور وفود من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وإسرائيل وبإشراف كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.1994- انعقاد المؤتمر الاقتصادي الأول لدول الشرق الأوسط في الدار البيضاء بمشاركة 60 دولة.1995- اجراء استفتاء في مقاطعة كيبك الكندية وذلك للاستفتاء على استقلال المقاطعة عن كندا، وأسفرت النتيجة عن تصويت 50.6% للبقاء ضمن الإتحاد الكندي و49.4% للاستقلال.1996- إصدار لعبة كماند أند كنكر : ريد ألرت التي تصدرت قائمة الاكثر العاب مبيعا.2005- تشكل إعصار بيتا فوق البحر الكاريبي بعد تحوله من عاصفة إستوائية.
ماذا تريد لجنة التحقيق الدولية من عيادة للأمراض النسائية؟ سؤال فرضته المواجهة النسائية التي قابلت وصول فريق من محققي اللجنة الى عيادة الطبيبة النسائية إيمان شرارة على طريق المطار قبالة «الفانتازي وورد». «حزب الله» ابتعد عن الصورة أمس، ولم يدخل في تفاصيل ما جرى، تاركا المهمة لأمينه العام السيد حسن نصر الله الذي سيطل عند الثامنة والنصف مساء اليوم عبر قناة «المنار» مقدما ما يشبه «مضبطة اتهامية» حول أداء وسلوك لجنة التحقيق الدولية، وما قام به فريق المحققين الذي وضعه إعلام الحزب في خانة «فضيحة أخلاقية» ترتكبها اللجنة الدولية باستباحتها الخصوصيات. الحادثة انتهت على زغل، ولعل عنصر الريبة منها، تجلى من جهة في وصول فريق المحققين إلى هذه الرقعة الجغرافية بالذات على طرف الضاحية الجنوبية، والاقتراب من بيئة «حزب الله» الذي سبق وقرر وقف التعاون مع ما يعتبره «تحقيقا دوليا فاقدا للثقة والمصداقية»، وفي توقيت بالغ الالتباس تثار فيه الكثير من علامات الاستفهام والمعاني السلبية حول قرار اتهامي مسيّس ضد «حزب الله». وتجلت من جهة ثانية في هدف المحققين الحصول على الارشيف الطبي العائد لبعض النسوة اللواتي تعاينَّ في تلك العيادة النسائية مع أرقام هواتفهن، وبعض الملفات تعود الى العام 2003، ومن الواضح هنا ان لجنة التحقيق الدولية دخلت الى المساحات المحظورة في مجتمع معروف بخصوصيته وحساسيته في هذا الموضوع. هذا بالبعد الطبي والأخلاقي. وأما بالبعد السياسي فإن طلب «الداتا النسائية» ليس له ما يبرره، وقد أثار تساؤلات حول الخدمة التي يوفرها للتحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على أن الأهم في هذا الطلب أنه يبرز إلى الواجهة مجددا حال الانكشاف الكامل للبلد امام اللجنة، التي سبق ووضعت يدها على «داتا» الاتصالات، و«داتا» الطلاب و«داتا» البصمات و«داتا» الضمان وكل ما يتصل بالخصوصيات، باعتراف الأجهزة اللبنانية المختصة، وأما كيف يخدم ذلك التحقيق فليس من مجيب. وإذا كان المشهد محصورا في عيادة نسائية صغيرة، إلا أنه يشي بالكثير، فمن الواضح ان الزيارة غير المرغوب فيها أصلا من «حزب الله»، انطوت على محاولة من قبل التحقيق الدولي للعب في ملعب «حزب الله» واختباره في عرينه وقياس مدى رد فعله تمهيدا لما هو آت. كما ان المواجهة النسائية للمحققين الدوليين، بصرف النظر عما اذا كانت قد اتخذت شكل كمين أم لا، هدفت الى توجيه رسالة الى الداخل والخارج، لها دلالتها بالنسبة الى التحقيق الدولي، مفادها «ان بيئة الضاحية الجنوبية بما تمثل في السياسة والقيم الاخلاقية لن تسمح بما يمس محرمات وقوانين عيش هذه البيئة كائنا من كان الذي يحاول المس بها، ولن تسمح ايضا بما يمس اصل وجودها بفبركات وقرارات إسرائيلية المنشأ والهدف». وفي المقابل، كان لافتا دخول فريق «14 آذار» عبر أمانته العامة على خط إدانة ما وصفته «اعتداء فرقة من الاهالي تابعة لـ«حزب الله» على المحققين»، بالتزامن مع حملة مماثلة لنواب من «تيار المستقبل». وعلى الخط الموازي سارع مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا الى فتح تحقيق وإحالة القضية الى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر. وأما مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار فأدان «اللجوء إلى كلّ أشكال العنف»، وأكد أن التحقيق في اغتيال الحريري مستمر وأن هذه الحادثة لن تردع المدّعي العام عن إنجاز مهمّته». فيما رأى رئيس المحكمة القاضي أنطونيو كاسيزي ان ما حصل «يشكّل محاولة مدانة لإعاقة العدالة». مؤكدا» أنّ العنف لن يردع المحكمة الخاصة بلبنان، وهي محكمة قضائية، عن إنجاز مهمّتها». وأنه سيرفع تقريرًا «بهذه الحادثة المؤسفة إلى الحكومة اللبنانية والأمين العام للأمم المتحدة». الى ذلك، أفاد مراسل «السفير» في نيويورك أن بيلمار سيصل إلى المدينة الأسبوع المقبل لتقديم تقرير إلى أعضاء مجلس الأمن حول التقدم الذي تحقق في عمل المحكمة الدولية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتين نيزيركي، إن مدعي عام المحكمة الدولية يقوم بزيارات دورية الى مقر الأمم المتحدة لعقد مناقشات حول «إدارة المحكمة» مع التشديد على أنه لا يقوم بتقديم أية تفاصيل بشأن القرار الاتهامي. وقال مصدر مطلع في الأمم المتحدة لـ«السفير» إن بيلمار سيقدم تقريرا إلى أعضاء مجلس الأمن في وقت مبكر من شهر تشرين الثاني المقبل وذلك بعد الاتفاق على جدول الشهر المقبل، حيث ترأس بريطانيا مجلس الأمن خلاله. ونفى مصدر مطلع في مكتب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشكل قاطع أن يكون الأمين العام على دراية بتفاصيل القرار الاتهامي المتوقع صدوره خلال شهور، وقال إن «المناقشات التي تدور بين الأمين العام وبين بيلمار تتمحور حول الجوانب الإدارية الخـاصة بعمل المحكمة فقط».
«يا مبارك فينك فينك»، هكذا هتف الموظفون في أول خرق لحالة «السكتة السياسية» التي أصابت حركات الاحتجاج بعد هوجة نظام حسني مبارك في ما عرف باسم «خريف الديموقراطية».تظاهرة الموظفين، أول من أمس، حاصرت مقر مجلس الوزراء في قلب القاهرة، وأربكت الأمن الذي فوجئ بالآلاف يحتلون شارعاً من الشوارع الرئيسية ويتحدّون: «موش ماشيين من غير قرار» و«اضربونا بالرصاص».عودة تظاهرات الاحتجاج على أوضاع الموظفين أعادت الاشتباكات العنيفة مع قوات الأمن المركزي المعتادة على فرض السيطرة بطريقة آلية، لكن موظفي مراكز المعلومات دافعوا عن خطهم الأخير في الحياة، ضياع الوظيفة، بعدما قررت الحكومة توقيف عقودهم وتوزيعهم على وزارتي الصحة والسكان، خلافاً لوعود سابقة. اشتباكات الموظفين تزامنت مع صدور حكم القضاء الإداري بإلزام رئيس الحكومة أحمد نظيف بتنفيذ حكم وضع حد أدنى لأجور العاملين في الدولة والقطاع الخاص.المحكمة رفضت حجج الحكومة بعدم إمكان تنفيذ الحكم، والمحامي خالد علي أصرّ في دعواه على أن يكون الحد الأدنى ١٢٠٠ جنيه (٢٢٠ دولاراً تقريباً).الحكومة أكبر من المحكمة والقانون، وهذا ما يسمى في علم حرب الشوارع «بلطجة رسمية»، وهذا ما يريد النظام أن يوصله إلى الجمهور المعتاد على المشاهدة من بعيد بمشاعر خوف وعجز وتصوّر بأن «النظام قدر لا تجوز مقاومته إلا بالتسليم».تفكر الحكومة أولاً في تنفيذ القانون، ثم تفرض وصايتها على المجتمع بالقانون، هكذا وبعد ساعات قليلة من صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بإلغاء الحرس الجامعي، انعقد اجتماع حكومي وخرج منه مسؤول بالتصريحالعجيب: «لن ننفذ». وتلاه مسؤول آخر بتصريحات من نوع: «من سنحاسب إذا ألغينا حرس الجامعة».في الوقت نفسه، كانت اللجنة العليا للانتخابات تحذر مرشحي جماعة «الإخوان المسلمين»، الذين لا تعترف بعضويتهم وتصف جماعتهم بالمحظورة، بعدم استخدام شعارات طائفية، وتهدد بشطب أي مرشح يرفع شعار «الإسلام هو الحل». في المقابل، مرشحو الجماعة يعلنون التحدي، رغم ما يشبه التمرّد داخل «الإخوان»، بعد فشل المفاوضات بين «المعارضة» ومكتب الإرشاد، وتكذيب المعارضة تصريحات المرشد العام محمد بديع بأن ٩٨ في المئة من الإخوان وافقوا على المشاركة في الانتخابات، وتأكيدها أن النسبة لم تتعدّ ٥١ في المئة.رغم الانشقاق الظاهر، خرج رئيس الهيئة البرلمانية لـ«الإخوان» سعد الكتاتني ليعلن إمساك العصا من منتصفها:«لن نترك شعار الإسلام هو الحل، إلا لو صدر حكم محكمة».هل ما يحدث في «الإخوان» ألعاب من مخازن الجماعة المشحونة بخبرات اللعب مع الأنظمة؟ أم أنها تخبط اللحظة الغريبة للخريف؟ النظام كالعادة يتخبط، فالهجوم على القنوات الدينية التي تشحن بطاريات الطائفية، والتصدي للشعار الديني في الانتخابات، لم يمنعاه من إلغاء حفل ثقافي كبير يقام تحت عنوان «مصر لكل المصريين».إلغاء من دون أسباب، يكشف عن رغبة النظام في إعلان وجود جبار ومسيطر، وطرد كل العناصر المستقلة مثل جمعية «مصريون ضد التمييز» المنظمة أو الداعية للحفل الذي كان من المقرر أن يقام طوال يوم الجمعة في حديقة الأزهر ويتضمن فقرات غنائية ومسرحية وشعرية تهدف، على حد تعبير المنظمين، الى إظهار التسامح كسمة أساسية للشعب المصري.لماذا يمنع حفل يهدف الى نشر قيم تقول الحكومة إنها تمنع قنوات وتهدد مرشحين بسبب التعدي عليها؟ الحكومة تبدو ناشرة أخلاق حميدة عندما يرسل وزير الإعلام أنس الفقي خطاباً يتضمن مخالفات قناة «دريم» في أحد البرامج الرياضية، ترك فيها المذيع الضيف يتناول حياة نجم كروي بألفاظ خادشة للحياء. المذيع نفسه استخدم ألفاظاً من نفس الحزمة في أزمات أخرى أكبر (أشهرها معركة الجزائر الكبرى في أمّ درمان) ولم ينل توبيخاً أو إنذاراً، بل شعر أنه يؤدي مهمة وطنية. لكن الآن، المذيع الذي كان وطنياً يتحول الى ناشر رذيلة، لأن هوى الحكومة والنظام تغيّر، وخرجت عصا الأخلاق والحفاظ على الثوابت، بعدما كادت الحشرات أن تلتهمها في مرقدها.الحشرات الآن جائعة تنتظر عودة العصا بعد أداء مهمتها في الترويع وتحويل الجاني الى ضحية. فالحرس الإعلامي الذي روّج للردح باعتباره لغة حوار شرعية، أصبح ضحية قبضة السلطة الغاشمة، وقتيل القوائم الممنوعة أو المهددين بدخولها.تتذكر الحكومة أخلاقها الرشيدة، وقيم الوطن المهدورة، في وقت الشدة أو الحاجة الى تأديب وتهذيب المشاغبين، فتضرب خارجين عن القانون يعيشون تحت حمايتها، لتبرر ضربة أعم باتجاه آخرين، فيتساوى الجميع. وهذا ما يجعل التهديدات التي وصلت الى بعض مذيعين «التوك شو» تتساوى مع حملة الأخلاق الرشيدة لضبط المشهد الإعلامي.الأخلاق والقانون سلاحان من أسلحة النظام الفتاكة في حملة الخريف.
وائل عبد الفتاح
سامي كليب