في قضايا التربية والسياسة التعليمية - مهدي عامل
الجامعة لا تظهر كجوهر مفارق الا اذا نظر اليها من زاوية اجتماعية معينة هي زاوية الطبقة البرجوازية الحاكمة ولا تلعب دورها في خدمة هذه الطبقة الا من خلال اظهارها كجسم حيادي فوق الطبقات. فتحديدنا لدور الجامعة اللبنانية لا من مفهوم الجامعة بشكل عام بل من الواقع الإجتماعي والتاريخي الذي ينفتح عليه الوجود الإجتماعي لها في تطوره والذي هو حقل تطورها.
إن الجامعة اللبنانية فرضت على الطبقة البرجوازية ولكنها لاحقاً طوعتها لمصلحتها، فهي حكماً تعكس في بنيتها أي بنية المجتمع التي تتطورت فيه. فالهدف من الجامعة أحقية الجماهير في التعليم المجاني وضرب للإحتكار الإستعماري للتعليم الجامعي وانشاؤها هو نصر للحركة الوطنية وهو نضال على الصعيد الثقافي ضد الإستعمار ومن أجل وضع الجامعة في خدمة مصالح الجماهير الشعبية.
إن الطبقة الحاكمة هي العدو الرئيسي لتطور الجامعة في أفقها الديمقراطي وفي مواجهتها من خلال تدمير دورها المتمثل في الدور التحرري.
هو الإنتقال من أجل تعليم وطني الى نضال من أجل ثقافة وطنية بشكل عام، فإن الطلاب في الجامعة اللبنانية هم من البرجوازية الصغيرة التي لا يمكن ان تكون طبقة ثورية انما طبقة تقدمية يمكن التحالف معها.
إن العلاقة بين الثقافة الوطنية والجامعة اللبنانية
في قوة الثقافة الوطنية هي في قوة الإستمرار في وجود الشخصية الوطنية نفسها، فكانت من الأسباب الرئيسية لفشل الإستعمار في محاولته السيطرة الدائمة على العالم ولنجاح الحركة التحررية في امكانيتها التاريخية.
فعلاقتنا بالثقافة الوطنية لا يمكن ان تنطلق اذن الا من ضرورة حاضرنا في صيرورته والتي هي الصمود في وجه الهجوم الإستعماري.
فلا بد من أن نضع الجامعة اللبنانية في افقها الوطني ليظهر دورها التحرري في تهيئة الإدوات الضرورية لتحقيق عملية انتاج الثقافة الوطنية. والأن الجامعة خاضعة لمصالح الطبقة الحاكمة الممثلة للإستمرار بالتالي الذي يريد ان يدمر ثقافتنا الوطنية (التي تنتجها جامعة بموقعها التحرري) فينتج ثقافة استعمارية مشوهة لعالمنا الوطني، بالتالي بناء ثقافة وطنية.
إن إنعدام دور الجامعة اللبنانية في انتاج ثقافة وطنية، عملياً في انها لا تنتج الثقافة بل تنقل ايديولوجية هي ايديولوجية استعمارية عملياً نراها تستورد البرامج التعليمية الفرنسية حرفياً مما يخلق ازمات تعليمية معقدة.
بالإضافة الى الصراع الطبقي في صفوف الطلاب فهم من هذا المجتمع يخرجون ولكن البرجوازية الحاكمة توهم الطلاب بأنها حريصة على تحقيق مطالبهم "المعقولة" أي التي لا تستلزم تحويلاً في البنية الإجتماعية مع أن الحل في هذا التحويل انتقال للوعي الطلابي منالوهم الطبقي هو أساس تحالف ضروري للطلاب مع باقي القوى المنتجة.