هديل فرفور - الاخبار
«دمّك يا محمد قصير، شعلة ثورة رح بيصير»، لم ينفك المتظاهرون الذين تجمّعوا، أمس، أمام قصر العدل في تحرّك «بدنا نحاسب» الذي دعا اليه «اتحاد الشباب الديموقراطي» و»حركة الشعب» وقطاع الطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني، ترداد هذا الشعار «نصرةً» للمتظاهر محمد قصير (21 عاماً) الذي أصيب خلال تظاهرة الاحد الماضي في رأسه، وهو في حالة حرجة.
هدف التحرّك، وفق منظّميه، هو «محاسبة من تعرّض للمتظاهرين يوم الاحد وشرّع قتلهم» فضلاً عن «إطلاق سراح الموقوفين والتعهد بعدم ملاحقتهم في ما بعد» و«التأكيد على استمرار التحرّكات». إلّا أن حشد المتظاهرين أمام قصر العدل والسير نحو ساحة رياض الصلح، استكمالاً لمسار «إسقاط النظام»، يهدف أيضاً الى التصدّي لـ»خطر» خمود التحركات الاحتجاجية التي يشهدها البلد نتيجة التخوف من «استثمار» السلطة الخلاف الحاصل بين هذه المجموعات اليسارية وحملة «طلعت ريحتكم».
يتجلّى هدف «التصدي» هذا في الشعارات التي رُفعت خلال الاعتصام، والتي تعمّد معدّوها التركيز على ضرورة «توحيد الجهود» خدمةً لـ»الثورة» المرجوة. فكان الشعار «يا منوحّد جهودنا، يا بتضيع حقوقنا»، الذي وافق عليه غالبية المشاركين. المشاركون كانوا بالمئات. اللافت في هذا التحرّك أنه نجح، في ظل التخوّف من أجواء التظاهرات، في استقطاب فئات غير محزّبة «يسارياً»، ومن مختلف الفئات العمرية، هتفوا لخوض «المعركة الطبقية، لا الطائفية». يُستدل على المشاركين غير «اليساريين» عند «استحقاق» الأغاني الثورية. يكتفي البعض بالتصفيق فيما يجهد البعض الآخر في «التقاط» وقع بعض الكلمات. من بين المشاركين أيضاً، من خَبِر الاعتصام لأول مرة، وهؤلاء يُستدل عليهم بسهولة أيضاً، إذ يبدون «مترقبين» و»مقيّدين» بعض الشيء. ليست المرة الأولى التي تختلف فيها المجموعات اليسارية وحملة «طلعت ريحتكم» حول كيفية ترجمة المطالب الموحدة. وجرت العادة على أن تتجاوز هذه «الأطراف» خلافاتها سعياً الى بلورة الهدف المشترك، وهو ما يفرضه واقع محاربة «حكم الأزعر». وفيما رُفع شعار «لا باطون ولا حديد، بتحمي دولة التمديد»، أمام قصر العدل، استنكاراً لجدار الباطون الذي رُفِع بين ساحة رياض الصلح والسراي الحكومي، كانت هناك مجموعات شبابية فردية تتجمّع في الساحة و»تتسلق» الجدران فتحوّلها الى لوحات من «الغرافيتي»، فضلاً عن «استخدامها» كـ»يافطات» كتب المشاركون شعاراتهم عليها. قرابة الساعة الثامنة من مساء أمس، وصل المشاركون في التظاهرة الى ساحة رياض الصلح وانضموا الى المجموعات الفردية، فأعادوا ترداد الشعارات الموحدة المنددة بأسلوب السلطة التي «تحتمي بجدران اسمنتية».