نبيه عواضة - السفير
حزم الشيوعيون، بكل تلاوينهم، أمتعة مواقفهم المتنافرة، وقرروا وضعها جانبا بعد نقاشات أفضت إلى ذهابهم «متحدين» لإحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني الشهيد جورج حاوي. وبعد أخذ ورد حول تشكيل لجنة مهمتها التحضير لإحياء المناسبة، وقد تخلل النقاشَ خلافٌ حول بعض الأسماء وطريقة مشاركة الحزب الشيوعي ممثلا بأمينه العام الدكتور خالد حدادة، رست الأمور على الصيغة الآتية: تدعو منظمة الحزب الشيوعي في بيروت للمشاركة بإحياء المناسبة صباح يوم الأحد القادم عند النصب التذكاري للشهيد حاوي في محلة وطى المصيطبة على أن يلقي كلمة الحزب أمينه العام خالد حدادة، كما تلقي نارا جورج حاوي كلمة باسم اللجنة التحضيرية لإحياء المناسبة في المكان والزمان نفسيهما. وأوضح عضو المكتب السياسي في «الشيوعي» سمير دياب أن قيادة الحزب تركت الخيار للمنظمات الحزبية في المناطق لإحياء «يوم الشهيد الشيوعي» وفق ما تراه مناسبا. وقال إن الشهيد جورج حاوي رمز وقائد وطني وشعبي كبير سقط في منطقة بيروت ومن الطبيعي أن تكون منظمة الحزب في العاصمة سبّاقة لإحياء المناسبة، مؤكدا أن كلمة الحزب سيلقيها أمينه العام. بدورها، أكدت نارا حاوي أن الموضوع حسم لمصلحة الإعلان عن اللجنة التحضيرية لإحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد والدها؛ وقالت إن اللجنة الداعية تضم حوالي ١١٧ عضوا بينهم أعضاء في الحزب وقيادته حاليا، وهناك معارضون ينتمون إلى تيارات شيوعية داخل الحزب وخارجه إضافة إلى «مؤسسة جورج حاوي» و»شبيبة جورج حاوي» (رافي مادايان)، وأشارت إلى أنها ستلقي كلمة باسم اللجنة التحضيرية. وتضم اللجنة في صفوفها أسماء يسارية ووطنية من رفاق الشهيد حاوي كمحسن إبراهيم ومحسن دلول وفؤاد شبقلو ومحمود طبو وألبير منصور وجورج بطل وفاروق دحروج وفواز طرابلسي، بالإضافة إلى وجوه ثقافية وفنية أبرزها مرسيل خليفة وشربل روحانا وشربل فارس وشوقي بزيع، وشخصيات فلسطينية مثل صلاح صلاح وفتحي أبو العردات ومروان عبد العال وعلي فيصل. كما تضم اللجنة وجوها نقابية وأسرى محررين ووجوها تاريخية في المقاومة وعددا من الإعلاميين والناشطين في مجالات مختلفة. هل يمكن أن تكون الذكرى مناسبة لتفعيل المبادرات الهادفة إلى لم شمل الشيوعيين؟ يجيب مصدر متابع أن الذكرى العاشرة «لن تكون بمستوى التشييع الحاشد للشهيد حاوي يوم زحف الشيوعيون عن بكرة أبيهم لتوديع قائدهم»، مشددا على أن أزمة الشيوعي لم تبدأ من مناسبة لتنتهي عندها، بل المسألة أعمق من ذلك بكثير وتطال خيارات سياسية وتنظيمية أساسية.