سامي حوّاط: مقاوم في الزمن الصعب

سامي حوّاط: مقاوم في الزمن الصعب
27 May
2015

رغم الأعاصير وأشكال الاستقطاب المذهبي وصحوة الغرائز التي نشهدها اليوم، لا يزال الأمل يحدو الفنان الملتزم. يراه في الجيل الجديد، ويواصل درب التأليف والكتابة، ضارباً موعداً مع جمهوره غداً على خشبة «المركز الثقافي الروسي»

 

محمد همدر - الاخبار

 

 

«شو بدنا نعمل، بدنا نكمل»، لسان حال سامي حوّاط (1956) حين يخبرك عن جديده أو قديمه، أو عن تلك الطاقة وذلك الإصرار الذي يجعله يتابع مسيرته الغنائية والموسيقية بالروحية نفسها. جيل الأغنية الملتزمة الذي صعد نجمه وارتفع صوته خلال الحرب الأهلية، تنحّى في زمن السلم، لكن الإحباط الذي عرفه اليسار وفنانوه في التسعينيات من القرن الماضي، لا يقارن بما يشهده العالم اليوم. لا تكفي كلمة «إحباط» لوصف ما يجري في العالم العربي اليوم، لكن بالنسبة إلى سامي «بعد في أمل...».

 

يصعد سامي وفرقته على خشبة مسرح «المركز الثقافي الروسي» غداً ليقدّم أغنيات جديدة، أغلبها من كلماته وألحانه وبعضها للشاعر جورج يمين ضمن أمسية تحمل عنوان «غير مطرح». في حديثنا معه، يعتبر حواط أن الناس والعالم تغيروا، والأشياء أصبحت في مكان آخر، لكن نحن لا نزال في مكاننا. نسأله إن كان قصده الجمود، أو الخمول، يجيب: «لا على العكس... نحن لا نزال في مكاننا بالمعنى الإيجابي، ثابتون على مبادئنا، لم نتغيّر، الباقي ذهب إلى غير مطرح». يستذكر الثمانينيات، حين كان هناك نقاش فكري، قبل أن يضيف: «لطالما حذّرنا من لعبة الطوائف والمذاهب، هذه المشكلة لا تزال مستمرة الى اليوم وتفاقمت. كانت هذه اللعبة وسيلة بيد رأس المال ولا تزال». يرسم حواط صورة سوداء وحزينة لما يجري اليوم، لكنه لا يفقد الأمل، يصرّ على أنها مجرد غيمة أو غيوم ستمرّ حتماً، كما يصرّ على أنّه يحمل في قلبه أملاً بالجيل الجديد رغم كل الاستقطاب المذهبي والطائفي المسعور الذي نشهده اليوم. يقول: «أنا انطلقت من الأصل، من الخميرة التي كونتنا في بدايات الصراع، مع الحركة الوطنية ولا أزال أنطلق من هناك». ينطلق حواط من أساس الصراع ومن المبادئ والمواقف القديمة في رؤيته وتقديره للأشياء وفي أعماله. يضيف «الأهم أن يبقى الإنسان صادقاً مع نفسه ومع تاريخه».

أعمال جديدة من كلماته وألحانه وبعضها للشاعر جورج يمين أمسية «غير مطرح» ستحمل جديد سامي الذي يفكر في إصداره مستقبلاً ضمن أسطوانة جديدة. لا تنفصل كلماته عما نعيشه من أوضاع، فهو يغني همّ الناس، بقديمه وجديده. يعلّق: «ما غنيته، يصلح لكل لحظة». ويضيف مستطرداً: «أنا مقاوم أساساً. هذه هويتي. من المهم جداً أن يتمسك الإنسان بهويته». لذا، هو كموسيقي شاهد دائم على الظروف والأحوال وهموم الناس ويومياتهم. ويرى أنّ كلماته الجديدة لا بدّ من أن تعبّر عما نعيشه ونشاهده في كل يوم. مثلاً أغنية «مالت الأيام ميلاً سريعاً» تعبّر عما وصلنا إليه اليوم بغمضة عين، عن هذا الانحدار والمصير المجهول الذي نواجهه، «لكن رغم هذا، بدنا نكمل». سيقدم سامي حواط أيضاً بعض المقطوعات الموسيقية من دون غناء، وستصعد والدته لمرافقته غناءً كما كانت تفعل في الثمانينيات. يريد سامي أن يعطيها أدنى حقوقها، فهي صوت جميل ليس له مكان في هذه الأيام. يقول: «صودف أنها والدتي. لذا أحاول إعطاءها أدنى حقوقها»، منوّهاً بدورها وبمساعدتها له كثيراً في مشاريعه الموسيقية. يمضي سامي حواط هذه الأيام في بيروت، يفكّر في أنشطة قد يستضيفها في أواخر الصيف على خشبة المسرح الصغير الذي شيّده في قريته زبدين (قضاء جبيل). لا يرى في ما يحصل سبباً للتوقف عن الإنتاج الموسيقي والتأليف والكتابة والغناء. لا يخلع «البيريه» (قبعته) ولا يستغني عن عوده. هو لا يزال واحداً من الرأي العام، صوت الذين لا صوت لهم! * «غير مطرح» لسامي حواط: 20:30 مساء الغد ــــ المركز الثقافي الروسي

الأكثر قراءة