ا تزال مدينة نيويورك ومدن أميركية أخرى تشهد تظاهرات احتجاجية على مقتل مواطنين سود على أيدي شرطة بيض في ظروف تشير الى تصاعد الموجة العنصرية في البلاد، خصوصاً غداة مقتل رجل أسود آخر، الثلاثاء الماضي، كان أعزلاً على يد شرطي أبيض في ولاية أريزونا جنوب الولايات المتحدة، إثر إطلاق النار عليه بعد اشتباهه خطأ في أنه يحمل سلاحاً. واحتشد أكثر من 1500 شخص، مساء أمس، في شوارع نيويورك للاحتجاج على قرار هيئة محلفين عدم توجيه الاتهام لشرطي أبيض مسؤول عن مقتل المواطن أريك غارنر. وأفاد شهود بأن المتظاهرين احتشدوا في "فولي سكوير" في جنوب مانهاتن قرب البلدية والمقر العام لشرطة نيويورك. في غضون ذلك، أعلنت شرطة مدينة فينيكس، في بيان أمس، أن أحد عناصرها حاول اعتقال مواطن أسود يدعى رومين بريزبون (34 عاماً) للاشتباه باتجاره بالمخدرات. وأشارت إلى أن بريزبون حاول الفرار من الشرطي الذي كان يحاول اعتقاله، مؤكدة أن المشتبه به رفض الاستجابة "للعديد من الأوامر" التي وجهها إليه الشرطي. وأوضحت الشرطة أن "عراكاً نشب بين المشتبه به والشرطي الذي كان يحاول اعتقاله، ووضع بريزبون يده في جيبه فظن الشرطي أنه بصدد إخراج مسدس منه، لا سيما أنه تلمّس جيبه من الخارج فبدا له جسم صلب خاله قبضة مسدس، فأمر المشتبه به بإبقاء يده داخل جيبه إلا أنه لم يفعل". وفي الواقع، فإن بريزبون لم يكن يحمل سلاحاً، وما كان موجوداً في جيبه كان علبة تحوي حبوب "اوكسيكودون"، وهو دواء قوي مسكن للألم ويستهلكه البعض كبديل للمخدرات. وأكدت وكيلة الدفاع عن عائلة القتيل المحامية مارسي كراتر أن "هناك العديد من الشهود الذين يشككون في رواية الشرطة". ومن جهته، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الولايات المتحدة، أمس، بتعزيز محاسبة شرطييها على أفعالهم، غداة قرار هيئة محلفين في نيويورك بعدم توجيه اتهام إلى شرطي أبيض متورط في مقتل رجل أسود. وقال المتحدث باسم بان كي مون ستيفان دوجاريك إن "هذه القضية تطرح مجدداً قضية مسؤولية عناصر قوات الأمن". وأضاف: "إن الأمين العام للأمم المتحدة يدعو بإلحاح السلطات المختصة في الولايات المتحدة إلى بذل قصارى جهودها من أجل الاستجابة للنداءات التي تطالب بمحاسبة عناصر الشرطة على أفعالهم". (رويترز، أ ف ب)