حسان الزين- السفير
كرّست الطبقة السياسية، في اليومين الماضيين، عبارة جديدة في قاموسها: فوتوشوب.
فإذا كان استعمال الفوتوشوب في تأليف الصورة التذكارية للحكومة يدلل على انفتاح الطبقة السياسية على العصر التكنولوجي، فإنه يدلل أيضاً على شفافيتها.
فهي لم تفعل ذلك خلسة من المواطنين، بل كانت صريحة وأملت من المواطنين قبول الأمر وعدم اعتباره لعباً في صورة تاريخية.
وأكثر من ذلك، لقد قَبِلَ مَن لم يكن في الصورة الأولى أن تُلتقط له صورة ملحق، وقَبِلَ من كانوا في الصورة الأولى أن يتم التصرّف بصورتهم، فوتوشوبيّاً. وهم في ذلك أثبتوا أنهم عمليّون ومرنون، بل مضحّون.
كيف لا، وهذه التضحية الصغيرة من أجل التضحية الأكبر: المصلحة الوطنية؟
فمن أجل المصلحة الوطنية وتأليف الحكومة تنازل أفرقاء الطبقة السياسية كافة ودوّروا الزوايا. ومن أجل الصورة التذكارية ضحّوا وقبلوا باستخدام الفوتوشوب. أي أن التضحية سمة المرحلة وعنوانها، بالنسبة إلى الطبقة السياسية، التي لا تدع عقبةً تقف في طريق المصلحة الوطنية. فهل تترك تأخّرَ وزيرٍ أو مغادرةَ رئيسٍ يحول دون الصورة التذكارية؟ وما هي الصورة التذكارية أمام المصلحة الوطنية؟ تفصيل. وكذلك هي تفاصيل المواقف السياسية التصعيدية الحادة التي شُحنت بها "الجماهير"، قبل الصورة الفوتوشوبيّة. "الجماهير" تفاصيل.
هذه هي السياسة. هذه هي المسؤولية. وهذه هي العبقرية اللبنانية التي لا يحدّها سورٌ أو حاجزٌ. ولها وحدها الحق الحصري والأدبي في استخدام الفوتوشوب في السياسة.