حسين قطايا قضى على أبواب المستشفيات ولا أحد يعترف بأنه مسؤول عن وفاته

حسين قطايا قضى على أبواب المستشفيات ولا أحد يعترف بأنه مسؤول عن وفاته
06 Feb
2014

بعلبك – وسام اسماعيل -  النهار

 

قضى حسين محمد قطايا (خمسيني من اصحاب الحاجات الخاصة) تاركا قضية انسانية تتفاعل بين اهالي مدينة بعلبك. غير ان قلب قطايا الذي وجد مكانا في قلوب اهالي المدينة، لم يشفع له امام مستشفياتها ليجد سريرا يساعده على اجتياز ازمته الصحية، حتى قضى منتصف ليل الاثنين امام المستشفى بعد اصابته بضيق تنفس شديد وانخفاض بضغط الدم ادى الى غيابه عن الوعي، وما لبث ان فارق الحياة بعد اكثر من اربع ساعات قضاها متنقلاً من مستشفى الى آخر.

 

عائلة قطايا لجأت الى "النهار" لوضع ما جرى برسم المسؤولين والرأي العام، ولفتت الى انه كان في حال غير شديدة الخطورة ويتنفس بصعوبة ويعاني انخفاض ضغط الدم، فكانت وجهتهم الاولى مستشفى "دار الحكمة" في بعلبك. وانتظر قطايا ساعات لدخول غرفة العناية الفائقة، لكن من دون جدوى، إذ اكتفى فريق الطوارئ في المستشفى بفحص سريري وبابلاغ ذويه بضرورة وضعه في غرفة العناية. وبعد اكثر من ساعة رفض استقباله بحجة عدم وجود غرف شاغرة. وتلفت شقيقته هنادي الى ان المفاجأة كانت في "المعاملة اللا انسانية من الموظفين". فبعد فشلهم في الاستحصال على سرير للمريض وتضييع الوقت بدل ان تجرى له الانعاشات المطلوبة لاكثر من ساعة، والتأخير في تقديم العلاج، خرج احد الموظفين راكضا خلفهم للمطالبة ببدل الفحص السريري 30 الف ليرة. واضافت: "مع مرور الوقت كانت حالة حسين تتدهور أكثر، ونحن نركض من مستشفى الى آخر دون جدوى بذريعة عدم توافر سرير شاغر في غرف العناية المركزة، حيث بقينا من الساعة السادسة مساء الى التاسعة في بحث عن سرير، وكان حسين بدأ يدخل في غيبوبة تامة، حتى تم استقباله أخيراً في المستشفى الططري بعد اتصالات بالمعنيين، فأدخل العناية المركزة وفارق الحياة الثانية فجرا". وأوضح خالد الشمالي الذي عمل على نقل قطايا بسيارته أنه طلب من موظفي مستشفى "دار الحكمة" تقديم سيارة اسعاف لنقله الى المستشفى بعدما تدهورت حالته، لكنه لم يستجب. واعتبر ان الاهمال وعدم استقباله في قسم الطوارئ في المرة الأولى كان سبباً لتردي حالته الصحية. وطالب فادي رعد (من اقرباء الفقيد وكان برفقته خلال نقله) بفتح تحقيق لمحاسبة المقصرين. "النهار" قصدت المستشفيات التي لجأت اليها عائلة قطايا للوقوف على حقيقة ما جرى. وقال المدير العام لمستشفى "دار الحكمة" الدكتور محمد عمار انه ليس على علم بالامر، ولدى مراجعته الجهة المختصة في المستشفى اكد انه في تاريخ دخول قطايا لم يكن هناك سرير شاغر في غرف العناية المركزة، مؤكداً ان قسم الطوارئ اجرى له الاجراءات الطبية اللازمة، وطلب من مرافقيه نقله الى مستشفى آخر. المدير العام في مستشفى "دار الامل" علي علام أكد ان قطايا حضر إلى الطوارئ واجريت له الاسعافات الاولية مؤكدا على عدم شغور غرفة العناية التي يتطلبها المريض لمعالجته، مما دفع بالادارة الى الطلب من عائلته التوجه فورا الى مستشفى آخر خصوصا ان طوارىء المستشفى كانت تعجّ حينها بالحالات المماثلة، وأهل الفقيد شهود على ذلك. ورد سبب عدم توافر سرير الى الضغط الكبير جراء عشرات المرضى الذين يلجأون اليها، لبنانيين وسوريين. واوضح ان قطايا كان يحتاج الى عناية خاصة ولا يمكن ادخاله الى غرف استشفائية او عادية او حتى الطوارىء مع تدهور حالته، لذلك كان على المستشفى الطلب من عائلته نقله الى مكان آخر. لكن رغم كل التبريرات يبقى السؤال: "كيف يقبل اصحاب المستشفيات ان يقف مريض على باب الطوارئ ولا يتم إدخاله رغم آلامه الشديدة؟".

 

 

 

الأكثر قراءة