ياسمين شواف -السفير
بينما يتكدّس الغبار على ملف جورج عبد الله المنسي في أدراج الدولة اللبنانية التي نال منها الصدأ، تنجح المؤسسات الصهيونية واتّحاد الجاليات اليهودية في إثبات سيطرتها مجددا على الإدارة الفرنسية، ولا سيما القضاء. ألغى القضاء الفرنسي، أمس، قرار بلدية مدينة بانيوليه الشيوعية منح الناشط اللبناني الأسير جورج إبراهيم عبد الله لقب "مواطن شرف". وأصدرت المحكمة الإدارية في مونتروي أمرا بتعليق هذا القرار ريثما يتم البحث في الأمر. وكانت مديرية سين سان دوني (الواقعة قرب باريس) رفعت الخميس شكوى أمام المحكمة الإدارية ضد قرار بلدية بانيوليه. وقد أكد المحامي جيريمي بولي، الذي مثل جاك نيو العضو اليميني المعارض في المجلس البلدي، لوكالة فرانس برس "انه نجاح كبير وسابقة في القضاء". وأشار بولي إلى أن هذه الخطوة التي تم التصويت عليها في كانون الأول ودانها المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا والجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب "تخالف مبدأ الحيادية وليس لها أي مصلحة عامة محلية". إلا ان هذا القرار لم ينل من عزيمة "الحملة الدولية لإطلاق سراح الأسير جورج عبد الله"، إذ يؤكد عضو الحملة بسام القنطار أن "أهمية المبادرة التي اتخذتها بلدية بانيوليه تكمن في قيمتها المعنوية"، مشيرا إلى أن "البلدية ليست الأولى التي تكرّم الأسير اللبناني وتقدم له الدعم المعنوي". يعتبر القنطار أن "قرار القضاء ليس سوى إدانة إضافية للحكومة الفرنسية وإدارتها وتبيان الحقد الذي صار معلنا كما موقف اتحاد الجاليات اليهودية". ويستغرب القنطار المبرر الذي على أساسه بني الحكم القضائي ويقول: "إذا كان تكريم جورج عبد الله غير قانوني لأن الأخير لم يقدم أي عمل أو خدمة تفيد المصلحة المحلية، كذلك تكون الخطوات التّكريميّة للقادة الإسرائيليين الذين أطلقت أسماؤهم على الشوارع الفرنسية". وأسف القنطار لـ"تزامن هذا القرار وغيره مع زيارات مسؤولين فرنسيين للبنان، آخرها زيارة رئيس بلدية باريس"، وتوقع سلفا "ألا يثير هؤلاء، ولو من باب الإشارة، قضيّة جورج عبد الله". وتتحضر الحملة، بحسب القنطار، للعودة إلى الخطوات التّصعيديّة لا سيما في حال تشكلت الحكومة. وأشار إلى أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام "تعهد بتبني الحكومة قضية عبد الله، ملمّحا إلى أنها قد تكون من ضمن البيان الوزاري". ويأمل القنطار أن "تبرهن الحكومة الجديدة عدم خضوعها للانتداب الفرنسي من خلال أداء يختلف عن أداء الحكومات السابقة"، مشيراً إلى أنه في حال حذت حذو الحكومات السابقة "سيكون نصيبها المزيد من التصعيد". ويبقى اللوم الأكبر على الإدارة اللبنانية التي سبقتها بلديات أجنبية إلى تكريم مناضل لبناني، مع العلم بأن واجبها العمل الحثيث لإطلاق سراح جورج الذي يقبع بشكل غير قانوني في السجون الفرنسية