لم يكتمل اضراب الطلاب، أمس، في «الجامعة اللبنانية الأميركية»، أو لم يكن موفقاً. فقد اجتمع عدد كبير من الطلاب في المدخل العلوي، لحرم بيروت، ابتداء من الساعة الثانية عشرة. وهو الموعد المحدد لبدء وقفة احتجاجية يتبادل الطلاب، خلالها، آراءهم في شأن زيادة الأقساط المُعترض عليها. كان يفترض أن ينتهي التجمع عند الثالثة. لكن، عند الساعة الواحدة، بدأ الطلاب العودة إلى صفوفهم. وهذه الساعة هي زمن الاستراحة الرسمي في الجامعة. هكذا، لم يلتزم كثر بالدعوة إلى تعطيل الصفوف التي أطلقها فريق حملة «Stop Tuition Fee Increase» المنظم للتحركات الاحتجاجية. قرر، بعدها، أربعة طلاب من الحملة التوجه إلى الصفوف الدراسية والتحدث إلى زملائهم. كانت الآلية منظمة وغير عنفية. يشرح الطلاب، في حديث جانبي، للأستاذ المحاضر الأسباب وراء طلبهم منه أن يسمح لهم بالحديث إلى الحاضرين في صفه. «كنا نريد أن نشرح أسباب تحركنا الاعتراضي. بعض الأساتذة وافق، وشجعنا. لكن أساتذة آخرين رفضوا. فخرجنا من الصف من دون مشاكل»، يشرح حسن حرب من الحملة. لكن هذه المبادرة لم تتم على خير. «بعد جولة في عدد من الصفوف، دخل عميد شؤون الطلاب الدكتور رائد محسن، وأخذ منا بطاقاتنا الجامعية، وبلغنا أننا حُولنا إلى مجلس تأديبي وعلينا الخروج من حرم الجامعة». كانوا ثلاثة طلاب، بينهم حرب، وطالبة. لكن محسن، في حديثه لـ«السفير»، يقول إن دخول الطلاب «الصفوف بهذه الطريقة يخالف قوانين الجامعة. وهذا ما حذرناهم منه خلال لقائهم مع رئيس الجامعة. حقهم أن ينفذوا الإضراب، ونحن نساعدهم. لكن لا يمكنهم إقفال المداخل ولا دخول الصفوف من أجل مخاطبة الطلاب». يقول محسن إن المشكلة ليست معه، بل مع قوانين الجامعة. «قلت لهم، بنفسي وبحضور رئيس الجامعة، إنني معهم. ولو كنت مكانكم لاعترضت كما تعترضون». لكن الطلاب، وفق روايته، ادعوا أنهم حصلوا «على موافقتي من أجل دخول الصفوف. وهذا غير صحيح». منع الطلاب، إذاً، من دخول حرم الجامعة. «لكنهم لم يطردوا. وخلال ثلاثة أيام سيدعون إلى لجنة التحقيق ليُسألوا عما فعلوه. وفي الغالب لن تكون العقوبة أبعد من توجيه انذار أو توقيف عن الدراسة لمدة فصل دراسي واحد»، وفق محسن. لكن ما جرى، أمس، لن يؤثر في التحرك الاعتراضي، وفق حرب. «بل سيزيدنا اصراراً. ونحن لم نحرض على الاعتصام، كما برروا اجراءهم. كنا نمارس حقنا الديموقراطي. وصحيح أن الاقبال على الإضراب كان قليلاً أمس، لكننا نتفهم ما يفكر فيه الطلاب أيضاً. وسيكون هناك تحرك آخر غداً. وفي حرم جبيل ستقام ظهر غد سلسلة بشرية صامتة، تمتد في الجامعة كلها، ترفع شعارات احتجاجية على زيادة الاقساط». واستنكر قطاع الشباب والطلاب في «الحزب الشيوعي»، في بيان صدر أمس، «احالة أربعة طلاب في الجامعة على المجلس التأديبي على خلفية قيامهم بدعوة الأساتذة والطلاب إلى التوقف عن حضور الصفوف المقررة أمس». واستغرب البيان تصرف الإدارة، وقيامها بحجز «بطاقة التعريف الجامعية للطلاب الأربعة حيث يعد القطاع هذا العمل عملاً ميليشياوياً يتعدى كونه إجراء تأديبياً إلى فرض قيود على حرية الرأي والتعبير، واعتداء على الحركة الطلابية في صرح تربوي لطالما روج لحرية الرأي والتعبير». ودعا البيان الطلاب إلى «مواصلة تحركهم التصعيدي واستخدام جميع وسائل الاعتراض التي تسمح بها القوانين والانظمة الداخلية للجامعة»، مذكراً بأن «معركة مشابهة تجري في الجامعة الأميركية في بيروت تدل على حجم الترابط بين قضايا الطلاب في مختلف جامعات لبنان».