نشرت بعض وسائل الاعلام الفلسطينية واللبنانية تصريحات صحافية للفلسطينية كفاح كيال حول سمير القنطار تخللها مجموعة من الاساءات والاكاذيب. ورغم حرصنا على الابتعاد عن تناول القضايا العائلية في الاعلام، إلا انه وجب ان نوضح لمرة واحدة وأخيرة هذه القضية، نظراً للاساءة غير المسبوقة وللتشهير الذي تقوم بها كيال ظناً منها انها تستطيع ان تنال من قامة المناضلين وهامتهم، وتشويه صورة المقاومين.
وبناءً عليه يهم عائلة الاسير المحرر سمير القنطار ان توضح ما يلي:
في العام 1991 زارت كفاح كيال الاسير سمير القنطار وذلك بعدما حضرت الى المحكمة التي كانت تنظر في قضية العزل التي رفعها عدد من الاسرى بوجه ادارة السجون الاسرائيلية، وكانت هذه الزيارات تتكرر برفقة والدة سمير القنطار بالتبني المناضلة الفلسطينية ام جبر وشاح، ولقد نشأت علاقة عاطفية بين القنطار وكيال، توجت بتوقيع عقد زواج دوّن بالوكالة عن طريق ابو جبر وشاح في المحكمة الاردنية الشرعية في القدس. ولقد كان الدافع الاساسي لعقد الزواج، ضمان ان تكمل كيال برنامج الزيارات الذي تقوم به للاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية مع عدد من العائلات الفلسطينية التي بادرت مشكورة الى تبني الاسرى العرب، الذين تمنع عنهم سلطات الاحتلال ان يتلقوا زيارات من عائلاتهم.
وفي فترة لاحقة تلقى سمير القنطار رسائل من عدد من الاسرى بينهم قويقس قويقس ومنير منصور يحذرونه من خطوة ارتباطه بكيال، وافادوا بانها متورطة بقضايا امنية، ولكن سمير لم ياخذ بهذا التحذير، لا بل منحها ثقته الكاملة وكلفها ان تشكل لجنة للدفاع عن الاسرى مع عدد من عائلات اسرى القدس. وخلال عمل هذه اللجنة وصلت رسالة من الفعاليات السياسية في القدس الى اللجنة النضالية في سجن نفحة الصحراوي وتسلمها موجه حركة فتح في السجن الاسير خليل الراعي، وطالبت الرسالة بابعاد كيال عن نشاطات الاسرى لقيامها بالعديد من التحركات المشبوهة، ولقد سلمت الرسالة الى القنطار بحضور الاسير خالد محيسن، لكن سمير تعاطى مع هذا الموضوع بطريقة لا تمس بكرامة كيال، حتى وصل الامر الى ان ارسل له الاسير عامر بكر من الناصرة رساله ابلغه فيها شكوكه الامنية تجاه كيال كونها اسيرة سابقة ولا تزال تحظى بموافقة مديرية السجون على زيارة الاسرى وهو امر مثير للريبة، لان الاسيرة السابقة لا يمكنها زيارة السجون إلا باذن من المخابرات الاسرائيلية. لكن سمير تعاطى مع هذه التحذيرات بالكثير من الحذر وكان همه الاساسي حفظ كرامة كيال وعدم التعرض لها بسوء، الى ان جاء تبادل الاسرى عام 1998 مع المقاومة في لبنان، والذي رفض خلاله العدو اطلاق سراحه فقرر ان يفسخ عقد الزواج مع كيال، لان الافق مسدود ولم يعد هناك من فرصة او امل لاطلاق سراحه، فأبلغها بذلك ورغم رفضها اصر سمير على الانفصال وكان شاهداً على ذلك الاسير جبر وشاح. وبعدها طلب القنطار من رئيس جمعية اصدقاء السجين في الناصرة قدري ابو واصل ان يقوم باجراءات فسخ عقد الزواج في المحكمة، ولقد تمكن ابو واصل من اتمام هذا الامر رغم رفض كيال المثول امام القاضي الشرعي. وفي فترة لاحقة تفاجأ القنطار ان كيال تقوم بجمع التبرعات على اسمه في الضفة الغربية، فارسل بياناً الى وسائل الاعلام عبر المحامية بثينة دقماق من مؤسسة منديلا لحقوق الانسان ولقد اصر على عدم ذكر اسم كفاح كيال في البيان حفظاً لكرامتها، واكتفى بالتحذير ممن يقومون باستغلال اسمه لجمع التبرعات والمساعدات للاسرى.
في العام 2008 وبعد تحرر سمير القنطار من الاسر تفاجأ بعملية ابتزاز غير مسبوقة تقوم بها كفاح كيال من خلال مطالبتها مجدداً بفسخ عقد الزواج المفسوخ اصلاً، وبرغم المحاولات المتكررة لانهاء هذا الملف حبياً ودون اثارته في الاعلام، صدم القنطار بمحاولة كيال المتكررة اثارة هذه المسألة عبر الاعلام وعبر وسطاء تقدموا بعروض لحل هذا الموضوع.
ان سمير القنطار تجنب الحديث عن زواجه السابق والانفصال في المقابلات الاعلامية المكثفة التي اجراها بعد اطلاق سراح، من منطلق حرصه على كفاح كيال وعدم زج الامور العائلية والشخصية في النقاش العام. ورغم ذلك ومن اجل انصاف هذه المرحلة من حياته تحدث القنطار في شرح وقائع زواجه السابق من كفاح كيال في مذكراته التي صدرت في كتاب الصحافي حسان الزين بعنوان «هذه قصتي» الصادر عن دار الساقي. وقد حرص القنطار اثناء رواية مذكراته على حفظ كرامة كفاح كيال وتجاوز الكثير من الوقائع وقفز فوق العديد من محاولات كيال لاعادة اثارة هذا الملف لا شيء الا بغرض المزايدة الاعلامية وحب البروز والابتزاز المعنوي والمادي، علماً انها تقاضت على امتداد ثماني سنوات مخصصات القنطار من الشؤون الاجتماعية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وعندما كان رفيق سمير القنطار الاسير المحرر عدنان يوسف المقيم في غزة يتصل بها للسؤال حول هذه المخصصات كانت تتهرب من الموضوع.
وحول ما تدعيه كيال اليوم من رفعها دعوى جديدة بعنوان «طلب خلع» لا اساس قانوياً له، علماً ان مقتضيات هذا الزواج مشكوك بصحتها من الناحية الشرعية والقاضي المعني يعرف ذلك جيداً، مع الاشارة الى ان رقم ملف قضية الطلاق موجود لدى الاخ قدري ابو واصل ويمكن للمعنيين الاتصال به للتقصي حول هذا الموضوع وحسم الجدل حول هذه المسالة.
اما بخصوص ما تدعيه كفاح كيال بانها انفصلت عن سمير القنطار على خلفية ارساله برقية تعزية بالمقبور اسحاق رابين، فان القاصي والداني يعرف ان هذه الاكذوبة لم تنطل على الاسرائيليين انفسهم فكيف بالاحرى على شرفاء فلسطين ولبنان والعالم. ولقد اوضح سمير هذه الأكذوبة والخديعة التي لفقها صحافي اسرائيلي لا تزال هناك دعوى مرفوعة ضده في المحاكم الاسرائيلية، علماً ان جريدة يديعوت احرنوت التي نشرت الخبر رفضت نشر تكذيب في حينه.
ويهمنا ان نوضح لمرة واحدة واخيرة أن وسائل الاعلام الاسرائيلية لا تكف عن المطالبة العلنية باغتيال سمير القنطار، ولم تطلق اسرائيل سراحه الا مرغمة بعد تبادل الاسرى عام 2008، ونحيلكم الى تصريحات وزير الدفاع شاؤول موفاز عام 2004 الذي قال «على جثتي يتحرر سمير القنطار» ورئيس وزراء العدو ارييل شارون الذي قال «ان سمير القنطار لن يتحرر ابداً»، والى الصحافي الاسرائيلي عامير راببورت مراسل معاريف العسكري الذي كرر طلبه بان يكتب سمير القنطار رسالة اعتذار الى قتلى عملية نهاريا وكان رفض القنطار المتكرر والقاطع الاعتذار او الندم الذي امتد لثلاث عقود.
وكان الاجدر بكفاح كيال ان تستعين باسير محرر غير علي مسلماني لكيل الاساءات والاتهامات الى سمير القنطار، وليسأل احرار فلسطين عن هذا المشبوه الذي كان يفصح عن الهواتف المهربة للاسرى الى داخل السجن ويسلمها الى ادارة السجون.
اما حول ادعاء كفاح كيال ان سمير طلب ان يختلي بها في السجن، فان هذا الادعاء غير صحيح رغم ان مطلب اختلاء الاسرى بزوجاتهم كان أساسياً للاسرى وما يزال. ونحيل الاعلام الى ارشيف القناة الثانية الاسرائيلية عبر برنامج الصحافي رازي بركائي الذي ناقش هذه القضية مع شمعون بيريس وكان جواب بيريس «بان القنطار لن يحظى بفرصة أن يرى ذريته».
اما ادعاء كيال انها انفصلت عن سمير القنطار على خلفية رواية التعزية برابين عام 1996 فاننا نحيل الاعلام الى ارشيف الصحف الفلسطينية في تموز 1998 عندما عقدت كيال مؤتمراً صحفياً في القدس وعرفت عن نفسها بانها زوجة القنطار فكيف يصح هذا التضارب في الأعوام، واي تلفيق وكذب ودرك اسفل وصلت اليه كيال.
ان دور القنطار القيادي في الحركة الاسيرة داخل السجون الاسرائيلية على مدى 30 عاماً يشهد عليه جبر وشاح وتوفيق ابو نعيم وعبد الرحيم الملوح وروحي مشتهى وجهاد ابو غبن ومراون الرغوثي واحمد سعدات وغيرهم العشرات من قادة الحركة الاسيرة، ونحن نسأل الاعلام الفلسطيني الذي روج لاكاذيب كفاح كيال، وتحديداً تلفزيون الوطن الذي يملكه مصطفى البرغوثي، كيف يسمح لنفسه بان ينشر هذه الاكاذيب دون العودة الى مصادر موثوقة؟ وتحديداً عائلة جبر وشاح المطالبة اليوم بفضح هذه المسألة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء. ونحن على يقين ان هناك من يقف وراء كيال ويحركها، وإلا ما سر ان تتعاطى السلطة الفلسطينية مع المناضل الذي افنى اجمل سنوات عمره من اجل فلسطين، بطريقة لا تليق بالمناضلين، بدءا من انكار الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام ايهود اولمرت واقعة لقائه بالقنطار في بيروت بناء على طلب ابو مازن وبعد الحاحه، مروراً بحجب مخصصات سمير القنطار من منظمة التحرير الفلسطينية منذ ما يزيد عن عام، وصولاً الى التنسيق الامني مع سلطات الاحتلال والتقارير التي وردت في صحيفة معاريف حول ابلاغ مصادر فلسطينية بأنشطة سمير القنطار العسكرية في الضفة وغزة بعد تحرره عام 2008.
ان كل هذه الجوقة الفلسطينية التي تطعن في نضالات سمير القنطار والمعطوفة على ابواق لبنانية ممولة من السفارة الامريكية في بيروت لن تنال من سمير القنطار، وستبقى فلسطين وشرفاؤها في حدقة عينيه، وتذكروا كلماته الاولى في رحاب الحرية «انا عدت اليوم من فلسطين ولكن صدقوني لم اعد من فلسطين إلا لكي أعود الى فلسطين»