زكية الديراني
نشر موقع now أمس مقالاً بعنوان «مُحجّبة تفتتح أوّل زواج مدني في لبنان طبقاً لـ «الدستور». هذا العنوان كان كافياً لخلق «صدمة» إيجابية، فانتشرت «الزغاريد» على مواقع التواصل الاجتماعي وانهالت التهاني على العروس «المحجّبة والملتزمة الدينية لكنّها تؤيد مبدأ الدولة المدنية». يروي التحقيق قصة حبّ نضال درويش (الهرمل) وخلود سكرية (الفاكهة) التي تكلّلت بزواج مدني «للمرة الاولى». أحببنا أن نتعرّف إلى شخصية خلود، فبدأنا البحث على فايسبوك، فإذا بنا نقع في صفحتها على صورة لها وهي عروس لكن من دون حجاب، وهنا الحيرة: هل الفتاة محجبة أم لا؟ وهل إستغلت حجابها من أجل بروباغندا مزيفة؟ في حديث مع «الأخبار»، أبدت سكرية إنزعاجها من عنوان المقال الذي نشر، لأنه لا يعكس حالتها اليوم، كاشفة أنّها إرتدت الحجاب إحتراماً لأهلها الذين كانوا يردّدون أمامها بأنّها يمكنها خلعه عندما تتزوّج. في اليوم المنتظر، فقد عقد العروسان زواجهما الديني في 2/11/2012 إكراماً لعائلتها، لكن لم يثبّتا الزواج في المحكمة لأنهما شطبا طائفتهما عن الهوية. وفي اليوم التالي، وقعا زواجهما المدني بإشراف معدّ الزواج طلال الحسيني ويومها كانت خلود لا تزال محجبة. وفي 10/11/2012، أقام العروسان حفلة زفافهما وخلعت يومها العروس الحجاب. تقول الشابة «سواء كنت محجبة أو لا، هذا لا يعني أنني ضد العلمنة». بدوره، لفت طلال الحسيني الذي أعدّ مشروع ذلك الزواج إلى أنّ القرار «60 ل.ر» وهو ترقيم للقرارات التي كان يتخذها المفوض السامي عام 1936، ينصّ على أنّ من لا ينتمي إلى طائفة ما يخضع في أحواله الشخصية للقانون المدني، وبما أن الشريكين كانا قد شطبا مذهبهما عن الهوية، فقد تمت معاملة زواجهما المدني للمرة الاولى في لبنان وفقاً للدستور. في كل الأحوال مبروك لخلود زواجها... وخيارها المدني!
الجمعة ١٨ كانون الثاني ٢٠١٣