بسام القنطار
فعلتها وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا مجدداً، وقررت أن تسير على خطى زميلها وزير الداخلية مانويل فالس في الامتثال للإرادة الأميركية في إبقاء الأسير اللبناني جورج إبراهيم عبد الله في السجن؛ ففي قرار جديد وغير متوقع، أعلن مصدر قضائي أمس أن قرار الإفراج المشروط عن عبد الله الذي تأجل إلى 28 كانون الثاني الجاري، قد يُرجأ مرة جديدة بسبب دعوى استئناف رفعتها النيابة. وليس معلوماً بعد المعطيات القانونية التي سمحت للنيابة العامة برفع هذه الدعوى، علماً بأن دعوى استئناف سابقة رفعت في ٢١ تشرين الثاني الماضي وأُعلن رفضها في ١٠ كانون الثاني الجاري. وكانت محكمة تطبيق الأحكام في باريس قد قررت الاثنين تأجيل قرارها النهائي بشأن طلب الإفراج عن عبد الله إلى الاثنين في 28 كانون الثاني في انتظار التوقيع المفترض على قرار الإبعاد من الأراضي الفرنسية لجورج المسجون في لانمزان (البيرينيه العليا). وهذا القرار من وزارة الداخلية ضروري لإنفاذ حكم الإفراج المشروط، ولقد شكل امتناع فالس عن التوقيع الإشارة الخضراء التي أطلقتها الحكومة الفرنسية إلى الحكومة الأميركية بأنها قد بدأت بالفعل في عرقلة المسار القضائي بالإفراج عن عبد الله، الذي كان في مراحله الختامية.
وتحتج النيابة العامة الفرنسية على قرار المحكمة بتأجيل الإفراج إلى ٢٨ كانون الثاني الحالي. ولأن دعواها الاستئنافية تتأجل إذا لم تناقش قبل 28 كانون الثاني، لا تستطيع محكمة تطبيق الأحكام، مرة أخرى، بتّ هذا الموعد.
وغرفة تطبيق الأحكام في محكمة الاستئناف في باريس يتاح لها شهران لبحث دعوى الاستئناف.
ولشرح مسعاها، ذكرت النيابة، في بيان، أنها تعتقد أن سلطات تطبيق الأحكام كان يجب أن «تعلن رفض طلب الإفراج المشروط عن عبد الله، نظراً إلى عدم وجود قرار بالإبعاد».
في لبنان، لم يتأخر ردّ الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج عبد الله على المحاولات الفرنسية لتعطيل الإفراج عن سجين الرأي اللبناني. فلليوم الثالث على التوالي، استمرت فاعليات خيمة الاعتصام المفتوح أمام السفارة الفرنسية. وعلمت «الأخبار» أن أمن السفارة ضغط لإزالة الخيمة، ولقد سعت القوى الأمنية إلى التفاوض مع المعتصمين بشأن هذه المسألة، فكان الجواب: «الخيمة باقية، وهناك المزيد من الخيم في الأيام المقبلة».
وتنظم الحملة الدولية سلسلة اعتصامات اليوم أمام المراكز الثقافية الفرنسية في الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان، أبرزها في صيدا عند الساعة الثانية عشرة ظهراً.
كذلك تجتمع المنظمات الشبابية والطلابية في خيمة الاعتصام عند السادسة من مساء اليوم. وينظم فرع الطلاب في كلية الآداب ــ الفرع الأول اعتصاماً تضامنياً. وكان طلاب وأساتذة معهد العلوم الاجتماعية في الفرع الثالث في طرابلس قد نظموا اعتصاماً أمس وعلقت الدروس.
وفي القبيات، مسقط رأس المناضل اللبناني، نظم أهالي البلدة اعتصاماً في الساحة الرئيسية، عبروا خلاله عن استنكارهم «للموقف المجحف والمفاجئ لوزير الداخلية الفرنسي». وحمل المشاركون في الاعتصام صوراً لعبد الله ولافتات كتبت عليها عبارات التنديد بالموقف الفرنسي.
وتوجه رئيس اللجنة المكلفة عملية التحضير لاستقبال عبد الله في القبيات الأب نسيم قسطون، إلى الرؤساء الثلاثة، وطالبهم بإيلاء هذه القضية أعلى مستويات الاهتمام، والاتصال بالسلطات الفرنسية مباشرة عبر لجنة وزارية مكلفة متابعة هذه القضية حتى نهاياتها السعيدة.
وألقى كلمة عائلة جورج عبد الله شقيقه موريس عبد الله، مشيداً «بالإجماع الذي نراه في بلدتنا حول موضوع هذا المناضل، والذي عمّ كل أرجاء الوطن».
وفي رام الله، اعتصم فلسطينيون، أمس، أمام المركز الثقافي الفرنسي، تضامناً مع عبد الله. وهتفوا: «من بيروت لرام الله... الحرية لجورج عبد الله»، «جورج عبد الله طل وشوف... واحنا معاك مافي خوف».
وقال د. عادل سمارة: «إن هذه المؤسسات (في إشارة إلى المركز الثقافي الفرنسي) يجب أن تغلق؛ لأن مكانها لا يجب أن يكون هنا». وأشاد رئيس أساقفة سبسطية المطران عطا الله حنا بالتضحيات التي قدمها عبد الله من أجل فلسطين، مطالباً بإطلاق سراحه من دون تأخير.
وقد دعت هيئة دعم الإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله إلى تظاهرة السبت قرب وزارة الداخلية في باريس للاحتجاج على «المهزلة القضائية».
الخميس ١٧ كانون الثاني ٢٠١٣