سوء فهم أدّى إلى احتجاز الصحافي اللبناني؟ هذا ما تقوله مصادر في «لواء عاصفة الشمال»، مؤكدة أنّه سيخرج اليوم مبدئياً، من دون توضيح ما إذا كان سيُجبر على مغادرة الأراضي السورية
عفيف دياب
قالت مصادر إعلامية في «لواء عاصفة الشمال» في أعزاز في ريف حلب إنّ فداء عيتاني «سيخرج غداً إن شاء الله (أي اليوم الاثنين) ما لم تحدث تطورات ميدانية تؤخر الأمر». ولم توضح هذه المصادر ما إذا كان عيتاني سيبقى داخل الأراضي السورية أم أنّه سيلزم بمغادرتها الى تركيا، فبيروت. وكشفت هذه المصادر لـ«الأخبار» أنّ «سوء الفهم بين الطرفين انتهى، وليس هناك ما يثير القلق». وتابعت إنّ وضع عيتاني في الإقامة الجبرية يهدف إلى «حمايته أولاً، والتأكد من بعض المعلومات عنه التي تبيّن لنا لاحقاً أنّها غير دقيقة».
وتابعت هذه المصادر إنّ عيتاني الذي وصل الى حلب قبل نحو أسبوعين «أوقف احتياطياً» بعد «معلومات وفرتها مجموعة من الثوار في حلب أثارت شكوكنا، ما ألزمنا التدقيق في صحة هذه المعلومات ومصدرها». وأضافت إنّ عيتاني «أثبت لنا أنّه كان صادقاً مهنياً وسياسياً، ونحن نعرفه جيداً ونعرف مدى دعمه لنا إعلامياً».
وفي اتصالات أجرتها «الأخبار» مع أكثر من قائد عسكري وسياسي في حلب، أكّد هؤلاء أنّ الصحافي اللبناني في وضع مريح و«لم ينزعج من قرار وضعه في الإقامة الجبرية». وتابعوا إنّ «فداء يتفهم الوضع ويعرف دقة ما نمر به في حلب وريفها». وأكّدوا أنّه بخير وبصحة جيدة كما ظهر في الفيديو أمس، و«يتمتع بحرية الحركة داخل المقر الإعلامي للواء عاصفة الشمال». وكشفوا أنّ النائب اللبناني عقاب صقر «تواصل معنا، ونحن على تواصل معه لحظة بلحظة من أجل فداء». وأكدت معلومات «الأخبار» أنّ النائب صقر أجرى فعلاً اتصالات بقادة ميدانيين في أعزاز تتعلق باحتجاز عيتاني، وقد استفسر بداية عن أسباب احتجازه. وأشارت المعلومات الى أنّ صقر تلقى اتصالات هاتفية من مؤسسات إعلامية لبنانية وعربية، طالبةً منه التدخل لدى أصدقائه في أعزاز للإفراج عن عيتاني. وقال متصلون بصقر لـ«الأخبار» إنّ الأخير شدد في تواصله الهاتفي مع محتجزي فداء على وجوب الإفراج عنه فوراً، وعلى «الاهتمام به وعدم التعرض له». وكان فداء الذي يتابع ميدانياً مجريات الأعمال العسكرية في حلب وريفها الغربي، ويتابع وضع اللبنانيين المخطوفين هناك، قد بنى علاقات متينة مع قادة في «الجيش السوري الحر». وقد وفرت له هذه الصلات سهولة في التحرك على أرض محافظة حلب، وصولاً الى إدلب وريفها. وخلال زياراته المتكررة لها، تراكمت علاقة الثقة بينه وبين الجيش الحر الذي أعطى عيتاني كل المعلومات التي يريدها لعمله الصحافي وإعداد تقارير لمحطات تلفزيونية، علماً بأنّ عيتاني كان أول صحافي يفتح الطريق أمام الصحافيين اللبنانيين إلى أعزاز. وفي آخر اتصال هاتفي مع فداء الخميس الماضي، أكّد أنّه في وضع جيد و«موجود في جنوب حلب برفقة الثوار»، مضيفاً إنّه سيعود الى لبنان بعد عيد الأضحى. وأوضح أنّ «واجبه المهني يحتّم عليه البقاء هناك لمتابعة التطورات الميدانية إثر اتفاق الهدنة بين النظام السوري والجيش الحر ومراقبة مدى حسن تنفيذه».
الاثنين ٢٩ تشرين الأول ٢٠١٢