النهار: جويل رياشي
قد يكون مشهد المناضلة التي لم تتعب من الدفاع عن حقوق المرأة ليندا مطر وهي تستظل تمثال رياض الصلح في وسط بيروت امس مسندة سنيها الـ87 الى عصا خشبية، هو الابلغ في الاعتصام الذي دعت اليه الهيئات النسائية، والذي اقيم رغم "تطيير" جلسة مجلس النواب، للمطالبة بتكريس 8 آذار يوما للمرأة اللبنانية.
"8 آذار يوم المرأة اللبنانية وسيبقى"، "سنناضل ضد سرقة اعيادنا"، "نطالب بحق المرأة اللبنانية في اعطاء جنسيتها لاولادها"... شعارات رفعتها مجموعة من النساء من هيئات نسائية ونقابية مختلفة رفضاً للقانون الذي يريد تكريس اليوم ذاته للابجدية، "وكأن النظام السياسي لم يكتف في حرمان المرأة اللبنانية من حقوق تناضل من اجلها بل يعمد الى سرقة نضالاتها التاريخية من خلال طمس يومها في 8 آذار"، بحسب احدى المشاركات في التحرك.
وقالت ليندا مطر في الاعتصام: "لقد اعتادت علينا ساحة رياض الصلح التي سمح لنا ولغيرنا من المجتمع المدني الاعتصام فيها ورفع الصوت للمطالبة بتنزيه القوانين المجحفة في حق الانسان عامة والمرأة اللبنانية خصوصاً، علماً ان هذه المطالب ينبغي ان تعلن امام مجلس النواب حتى تصل الى آذان من يعتبرون انفسهم يمثلون الشعب اللبناني، وهم يشرعون القوانين من دون قراءة الدستور الذي يساوي في بعض بنوده ما بين اللبنانيين جميعهم في الحقوق والواجبات".
وعن هدف الاعتصام قالت: "نحن هنا اليوم لأننا ازددنا تأكيداً أن المرأة اللبنانية غير موجودة في برنامج اعضاء السلطة التشريعية، حتى انهم ليسوا على علم بأن الثامن من آذار هو يوم للمرأة في العالم منذ اكثر من مئة سنة"، وسألت: "لماذا يريدون تهميش هذا التاريخ باصدار قانون وافق عليه ووقعه كل النواب والنائبات بكل أسف، أعني به يوم الابجدية التي نعتز بها. لماذا 8 آذار وليس أي يوم آخر من الايام الـ365 يوماً في السنة؟".
وعلى هامش الاعتصام، قالت الدكتورة ماري الدبس لـ"النهار": "عندما طالبنا باعادة النظر في تكريس 8 آذار للابجدية قيل لنا: أين المشكلة؟ نحتفل جميعنا بالعيدين... علماً اننا لسنا نطالب بيوم اجازة للراحة ولكنه يوم نضالي عالمي نحييه منذ العام 1947 واقرته هيئة الامم المتحدة في العام 1977".
ويذكر ان رئيس اللجنة التنظيمية لعيد الابجدية النائب نعمة الله أبي نصر كان اكد لـ"النهار" ان "لا خلفية على الاطلاق لاختيار 8 آذار يوماً للابجدية، ولكننا ارتأينا ان يسبق هذا العيد سنوياً عيد المعلم باعتبار قدموس هو المعلم الاول للحرف".
مذكرة
وبعد الاعتصام توجهت رئيسة لجنة حقوق المرأة غانية دوغان ورئيسة اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة وفيقة منصور وبهية بعلبكي ممثلة رابطات الاساتذة الى مجلس النواب لتسليم رئيسه نبيه بري مذكرة فيها تفصيل للاسباب الموجبة لتكريس 8 آذار عيداً وطنياً للمرأة اللبنانية ونقل عيد الابجدية الى يوم آخر، مؤكدة ان "لا ابجدية من دون امرأة".