اعتقال مؤسس ويكيليكس بجملة اتهامات .. ورفض إطلاق سراحه

فاجأت بريطانيا العالم أمس باعتقال جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس التي قالت إنه "حضر صباح أمس إلى مقر الشرطة البريطانية التي اعتقلته".وأضافت الشرطة أن أسانج (39 عاما) "اعتقل بموجب مذكرة توقيف أوروبية في الساعة 9:30 بتوقيت جرينتش".وأضاف بيان الشرطة البريطانية أنه "سيمثل اليوم (أمس) أمام محكمة وستمنستر". ووجهت إلى أسانج عدة تهم من بينها الاعتداء الجنسي والاغتصاب في وقائع تعود إلى آب (أغسطس) في السويد، بحسب البيان.وقد رفضت محكمة بريطانية أمس إخلاء سبيل أسانج بكفالة، وقررت حبسه على ذمة التحقيق حتى الأسبوع المقبل.وكان المحامي مارك ستيفنس وكيل أسانج قد أعلن أمس الأول أنه على اتصال مع الشرطة البريطانية لتنظيم لقاء على أساس طوعي مع مؤسس موقع ويكيليكس.وقال ستيفنس لـ "بي بي سي" إنه تلقى اتصالا من الشرطة تبلغني فيه أنها تلقت طلب ترحيل من السويد". وأضاف أن "الطلب هو لاستجواب جوليان أسانج". وأعرب عن خشيته من ترحيل موكله إلى الولايات المتحدة بعد توقيفه وتسليمه إلى الشرطة السويدية، مشيرا إلى "التصريحات العدائية التي تصدر من الولايات المتحدة" ضد موكله.وتهدد الولايات المتحدة بملاحقة جوليان أسانج ردا على نشر موقع ويكيليكس مذكرات دبلوماسية أمريكية سرية أثارت حرجا للولايات المتحدة وعديد من الدول. من جهته، قال الموقع أمس إنه سيواصل العمل على النحو المعتاد بعد اعتقال مؤسسه، وقال كريستن هرافنسن المتحدث باسم الموقع "ويكيليكس يعمل. نحن مستمرون على المسار نفسه". وأضاف "أي تطور يخص جوليان أسانج لن يغير خططنا فيما يتعلق بعمليات النشر اليوم وفي الأيام المقبلة". وقال إن عمليات الموقع ستديرها مجموعة من الأفراد من لندن وأماكن أخرى. وفي جنيف، أعلن فرع المعاملات المالية التابع لهيئة البريد السويسرية أمس إغلاق حساب أسانج لديها وذلك لإدلائه بعنوان خطأ مخالفا بذلك الشروط المتعارف عليها في فتح حسابات لديها. وقال بيان صادر عن فرع المعاملات المالية إن اسانج فتح حسابا لديها لجمع التبرعات وسجل في استمارة فتح الحساب عنوانا له في جنيف ثم تبين للإدارة أنه غير مقيم في هذا العنوان ولم يتمكن من إثبات عنوان إقامة ثابت له في سويسرا. ووفق القانون السويسري سوف يتم إغلاق الحساب وتجميد المبالغ المودعة فيه إلى أن يتقدم أسانج أو من يحمل توكيلا عاما منه بتسلُّم المبلغ أو تحويله إلى حساب آخر. يشار إلى أن خدمة المعاملات المالية عبر شبكة الإنترنت المعروفة باسم (بأي بال) قد أغلقت قبل أيام حساب أسانج لديها بزعم أنه خالف شروط التعامل معها دون مزيد من التفاصيل بيد أن مؤسسة (فاو ـــ هولند) الألمانية أعلنت أنها تواصل جمع تبرعات لاستمرار مشروع (ويكيليكس) الذي يتعرض لتضييق الخناق عليه بعد كشفه عن مئات الآلاف من الوثائق المتعلقة بالسياسة الأمريكية في العالم، أما أستراليا فقد أعلنت أنها ستوفر المساعدة القانونية لأسانج بصفته مواطنا أستراليا. وقال روبرت ماكليلاند المدعي العام الأسترالي في تصريح له "يحق لأسانج بصفته مواطنا أستراليا الحصول على مساعدة قانونية في الخارج إذا وُجِّهت إليه أي تهم جنائية كما أن من حقه أن يخضع لإجراءات عادلة فيما يتعلق بأي اتهامات". وتأخذ الحكومة الأسترالية على عاتقها توفير التمثيل المناسب له لضمان خضوعه لإجراءات عادلة وسليمة يمكن لأسانج بوصفه مواطنا أستراليا العودة إلى البلاد. لكن يتعين عليه أيضا أن يدرك أن أستراليا لديها التزامات بموجب اتفاقات دولية تم توقيعها تُحتِّم علينا تقديم المساعدة للدول التي تحقق في مسائل جنائية".وفي واشنطن، انتقد قادة الحزب الجمهوري أمس إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعدم تعاملها بقوة مع تسريب الوثائق الدبلوماسية السرية لموقع (ويكيليكس) الإلكتروني داعين لملاحقة مؤسس الموقع جوليان أسانج قضائيا. وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل لشبكة (إن. بي. سي) الإخبارية الأمريكية إنه يجب توجيه اتهامات جنائية ضد أسانج واصفا إياه بأنه "إرهابي التكنولوجيا الحديثة". وأضاف أن أسانج "ألحق ضررا هائلا ببلدنا وأعتقد أن هناك حاجة إلى مقاضاته لأقصى حد يسمح به القانون "مشيرا إلى أنه "إذا أصبح هنالك مشكلة فإننا نحتاج إلى تغيير القانون". من جهته، قال رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش لشبكة (فوكس) الإخبارية الأمريكية إن إدارة أوباما تتحمل جزءا من مسؤولية تسريب الوثائق الرسمية، مشيرا إلى أن الإدارة تعاملت كالهواة مع قضية "موجعة وخطيرة" تتعلق بالأمن القومي. وتطرق جينجريتش إلى مؤسس موقع (ويكيليكس) قائلا إن "حرب المعلومات هي حرب وجوليان أسانج منخرط في حرب .. إرهاب المعلومات الذي يؤدي إلى مقتل الأشخاص هو إرهاب وجوليان أسانج منخرط في الإرهاب" مشيرا إلى أن يجب التعامل مع أسانج باعتباره "عدوا مقاتلا" على صعيد آخر، قالت صحيفة "جارديان" البريطانية أمس الثلاثاء نقلا عن برقيات دبلوماسية أمريكية حصل عليها موقع ويكيليكس: إن واشنطن تعمل بشكل مستتر لمنع وصول أسلحة إيرانية وسورية إلى جماعات إسلامية في الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة ضغطت على حكومات عربية لحملها على عدم التعاون في تهريب أسلحة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حزب الله اللبناني مستخدمة في حالات كثيرة معلومات استخبارات سرية قدمتها إسرائيل.وقالت "جارديان" إن برقيات لوزارة الخارجية الأمريكية تظهر أن واشنطن حذرت السودان في كانون الثاني (يناير) 2009 من السماح بتسليم أسلحة إيرانية لم يكشف عنها كان من المتوقع تمريرها إلى حماس في قطاع غزة إبان هجوم إسرائيلي على القطاع قتل فيه 1400 فلسطيني.وأضافت أنه تم إبلاغ دبلوماسيين أمريكيين بأن يعبروا عن "قلق غير عادي" للسلطات السودانية."الاقتصادية" من الرياض

الأكثر قراءة