رشا أبو زكييتواصل ارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية بصورة هستيرية، إذ ارتفعت أسعار 71،4 في المئة من السلع الغذائية الأساسية للمواطنين خلال 11 يوماً فقط، بحيث طال هذا الارتفاع 25 سلعة غذائية من أصل 35 سلعة عمدت مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الى التحقق من أسعارها. ونسب الارتفاع لم تكن بسيطة، إذ راوحت بين 300 ليرة و2700 ليرة. وضمت اللائحة السوداء للأسعار هذا الأسبوع مادة المازوت التي بدأت أسعارها بالتصاعد على أبواب فصل الشتاء، وكل ذلك في ظل استمرار الحكومة بفرض الرسوم والضرائب على البنزين والتي تصل الى 12500 ليرة كمتوسط على كل صفيحة... فيما أعلنت إدارة الإحصاء المركزي ارتفاع نسبة التضخم بين شهري تشرين الأول 2009 و2010 حوالى 4،9%.
ارتفاعات بالجملة!
والبندورة، التي تعدّ نوعاً من الخضر الأكثر استهلاكاً في لبنان، حافظت على وتيرة ارتفاع أسعارها، إذ وصل سعر الكيلوغرام يوم أمس الى 2829 ليرة، بزيادة 105 ليرات عن 12 تشرين الثاني 2010 (أي منذ حوالى أسبوع) بحيث كان سعر الكيلوغرام 2724 ليرة... وهذا الواقع انسحب على 14 سلعة من الخضر من أصل 17 سلعة أساسية عمدت مديرية حماية المستهلك الى مراقبة تطوّر أسعارها! إذ لم ينج من هذا الارتفاع سوى الملفوف الذي انخفض سعر الكيلوغرام منه 7 ليرات خلال أسبوع، والثوم الذي انخفض 38 ليرة، والخس 144 ليرة. في المقابل، راوح الارتفاع على أصناف الخضر الأخرى بين 300 و750 ليرة، بحيث شهد كيلوغرام السبانخ ارتفاعاً بقيمة 750 ليرة، واللوبيا 710 ليرات، والباذنجان 550 ليرة، والخيار 327 ليرة!وسجلت اللحوم كذلك ارتفاعاً في أسعارها، بحيث ارتفع سعر كيلوغرام لحم البقر الى 16989 ليرة بزيادة 211 ليرة، وانطبق الارتفاع على أفخاذ الفروج، إذ وصل سعر الكيلوغرام منها الى 6390 ليرة بزيادة 467 ليرة عن الأسبوع الماضي، وكذلك صدور الفروج، الذي وصل سعر الكيلوغرام الى 13700 ليرة مرتفعاً عن الأسبوع الماضي بقيمة 2202 ليرة! فيما لم يحقق سعر لحم الغنم الطازج سوى انخفاض بسيط بحيث وصل سعر الكيلوغرام الى 27 ألفاً و924 ليرة بعدما كان في الأسبوع الماضي 28 ألفاً و245 ليرة.مشتقات الحليب كان لها حصتها من الارتفاع كذلك، إذ لم تسلم سوى علبة حليب البودرة من الارتفاع، محققة انخفاضاً في سعرها عن الأسبوع الماضي بقيمة 1144 ليرة، أما اللبنة فقد ارتفعت الى 7082 ليرة للكيلوغرام بزيادة وصلت الى 260 ليرة، والجبن الأبيض العكاوي الى 10 آلاف و7 ليرات بعدما كان الكيلوغرام في الأسبوع الماضي 9 آلاف و774 ليرة، أما المفاجأة الحقيقية فهي ارتفاع كيلوغرام القشقوان البقر الفلت من 15 ألفاً و852 ليرة الى 18 ألفاً و551 ليرة، أي بزيادة قيمتها 2700 ليرة!والحبوب لم يكن وضعها أفضل، إذ بين 8 أصناف راقبتها مديرية حماية المستهلك، ارتفع سعر 5 أصناف، فيما انخفض سعر كل من العدس الأحمر والحمص الحب والسكر، وكان بارزاً ارتفاع أسعار الأرز المصري من 2109 ليرات في الأسبوع الماضي الى 2886 هذا الأسبوع، أي بما يوازي 777 ليرة.
التضخّم يتضخّم!
من جهتها، أعلنت إدارة الإحصاء المركزي في رئاسة مجلس الوزراء أن مستوى تضخم الأسعار سجّل بين شهري تشرين الأول وأيلول 2010 ارتفاعاً قدره 1,8%، كما سجل مستوى تضخم الأسعار بين شهري تشرين الأول 2010 وتشرين الأول 2009 ارتفاعاً قدره 4،9%.فقد سجلت المواد الغذائية والمشروبات غير الروحية ارتفاعاً قدره 1,6%، مع الإشارة الى أن مستوى أسعار المواد الغذائية ارتفع بنسبة 24,1% منذ بداية عام 2008. أما المشروبات الروحية والتبغ والتنباك فسجل مستوى أسعارها ارتفاعاً خلال هذا الشهر قدره 0,2%. فيما سجل مستوى الألبسة والأحذية ارتفاعاً بقيمة 7,8%. وعن المسكن فقد أفادت إدارة الإحصاء المركزي أنه سجل ارتفاع بنسبة 11,2% في عام 2009، فيما سجل مستوى أسعار الماء والكهرباء والمحروقات ارتفاعاً بنسبة 2,2% منذ بداية عام 2008. أما الأثاث والتجهيزات المنزلية والصيانة المستمرة للمنزل فسجل مستوى أسعارها ارتفاعاً بنسبة 0,4% خلال هذا الشهر، وارتفاعاً نسبته 4,9% منذ بداية عام 2008. وسجل بند الصحة انخفاضاً خلال هذا الشهر بقيمة 3%، كما سجل النقل انخفاضاً بقيمة 0,4% خلال هذا الشهر، وارتفاعاً نسبته 17,5% منذ بداية عام 2008.وسجلت الاتصالات ثباتاً في مستوى الأسعار، أما الاستجمام والتسلية والثقافة فسجلت ارتفاعاً بنسبة 1,4%. والتعليم ارتفاعاً بنسبة 6,6% خلال هذا الشهر، وارتفاعاً بنسبة 21,6% منذ بداية عام 2008.وفي ما يتعلق بالمطاعم والفنادق، فقد سجل مستوى الأسعار ارتفاعاً قدره 2% خلال تشرين الأول 2010، وارتفاعاً بنسبة 35,9% منذ بداية عام 2008. وسجل مستوى أسعار السلع والخدمات المتفرقة ارتفاعاً قدره 0,3% خلال شهر تشرين الأول وارتفاعاً بنسبة 6,9% منذ بداية عام 2008.
المحروقات: حالة ترقّب
أما المحروقات فهي لا تزال تعاني من زيادة الرسوم والضرائب الضخمة، ويضاف الى ذلك ارتفاع خارجي بدأ يطرأ على مادة المازوت بفعل ارتفاع الطلب العالمي عليها مع بدء موسم الشتاء، إذ توقعت مصادر مطلعة في قطاع النفط أن تشهد أسعار غالبية المحروقات استقراراً هذا الأسبوع، ولا سيما سعر صفيحة البنزين بنوعيه 95 و98 أوكتان، نظراً الى استقرار أسعار البلاتس أويل في الأسابيع الأربعة الماضية، إلا أن هذا الاستقرار لن يدوم خلال الأسابيع المقبلة، إذ إن طن البنزين قد ارتفع بنسبة كبيرة بحيث كان 745 دولاراً الأسبوع الماضي ليصبح هذا الأسبوع 960 دولاراً، فيما رجّحت المصادر أن يواصل سعر صفيحة المازوت بنوعيه ارتفاعه ليسجل زيادة 100 ليرة. ورأت عدم وجود أزمة مازوت تلوح في الأفق، إذ إن الارتفاع الحاصل عالمي ولا علاقة له بأي مضاربات داخلية.
عدد الاربعاء ٢٤ تشرين الثاني ٢٠١٠