لا يتجاوز وزن متاعه ال 55 كجم، إلا أن ولعه بالمغامرة ورغبته في النجاح تزن أطنانا. ذلك هو ايديليو فيريري الدراج البرتغالي المغامر الذي يمضي حالياً في رحلته من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي مستعينا بالشعر للتغلب على خوفه من الحيوانات المفترسة وحدوث خرق في إطارات دراجته ووهن عضلاته.
لا تعرف الحدود طريقا إلى قلب فيريري «44» الذي لا يحمل معه سوى خيمة وإناء طهو وبعض الملابس في رحلته التي مر على بدايتها ثلاثة أشهر. وعلى الرغم من الدببة رمادية اللون التي صادفها في طريقه وحرائق الغابات والعواصف الثلجية وخور قواه، إلا أنه لم يستسلم فهو يخطط لاستكمال طريقه البالغ طوله 35 ألف كم خلال 15 شهرا.
وقال فيريري قبيل انطلاقه في رحلته: "أنا مشحون بالفضول والادرنالين يقودني للأمام."
بدأ فيريري رحلته في 23 تموز يوليو الماضي من مدينة اينوفيك الواقعة أعلى الدائرة القطبية في مقاطعة نورث ويست بكندا ووصل مؤخرا إلى تيخوانا شمالي غرب المكسيك.
وخلال رحلته صادف فيريري مواقف صعبة. ففي كالفورنيا كان سائقو الشاحنات العملاقة مصدر رعب للرجل تماما، كما كان الثور الأمريكي في حديقة "يلو ستون" العامة. أحد تلك الثيران نظر له "نظرة عدوانية" قبل أن يقود دراجته بسرعة بعيدا وفق إحدى الرسائل المسجلة على مدونته. وقد نجح في التقاط صورة للحادثة، ولكن من مسافة آمنة من الثور الأمريكي. ولم يكن فيريري يحمل وسيلة حماية من الحيوانات المفترسة سوى بخاخ مضاد للدببة ابتاعه من لشبونة.
ولد فيريري في مدينة صغيرة تسمى بومبال بوسط البرتغال. ولم يراوده أبداً الطموح في الاشتراك في سباق الدراجات الفرنسي "تور دي فرانس ". كما انه لا يهدف من خلال رحلته تلك تسجيل اسمه في موسوعات الأرقام القياسية.
وتتلخص أولويات فيريري في الآتي: "أهم الأمور بالنسبة لي هي التغلب على الحدود الشخصية وإحداث توازن في الحياة. أحاول أن أعيش حياة كاملة ومتنوعة قدر الإمكان."
ويقول فيريري انه يحاول أن يعيش حياته "في دور الفاعل" وألا يقتصر دوره على دور المستمع أو المشاهد أو القارئ عن حياة الآخرين، حيث يقول "أريد أن أكون هناك لأحس وأشارك." وتزخر مدونته بالرسائل التي تصف العواطف والخبرات فهو محب للكتابة عن الأماكن التي زارها والناس الذين تقابل معهم مثل ذلك الرجل ذي اللحية الطويلة الذي يعيش في محطة بوني اكسبريس للتزود بالوقود والذي يسمي نفسه "الشبح" والسائح الألماني الذي التقط له صورا من جميع الزوايا مثل المصور الصحفي الفضولي.
كما يكتب فيريري الشعر خلال رحلته، ففي إحدى قصائده التي تحمل عنوان "أنشودة الطريق" يكتب عن شجر الصنوبر الذي "يغازل بعضه البعض في صمت" . وقاده خياله إلى تشبيه نفسه بشخص "يتقدم للزواج" من "الطبيعة ".
ويبلغ متوسط سرعة فيريري خلال رحلته ما هو دون ال 100 كم يوميا. كما انه يقضي أيام راحة لكن هذا لا يعني انه يرفع قدميه عن بدالات الحركة، حيث يقول " أريد أيضاً أن أشاهد المعالم الرئيسية بالمناطق التي أمر بها. وزرت صديقا لي في كالغاري كان انتقل وأبواه إلى هناك منذ 35 عاما. أريد أن أرى الكثير من الأشياء الجديدة."
لكن يبدو أن فيريري ليس لديه وقت كاف ليكون سائحا، حيث إن عليه أن يعود إلى مكتبه لاستئناف عمله بعد 12 شهرا من الآن . يقول فيريري "سمحت لي شركتي بإجازة طويلة بعد 18 عاما من الخدمة."
لشبونة - (د ب أ)