هل تعرف الفرق بين العبقري (ولا مؤاخذه) والحمار !؟
سأخبرك باختصار: حين تنجح الفكرة أو التجربة يوصف صاحبها بأنه "عبقري" وسابق لزمانه وحين يفشل يسخر منه الناس ويقولون له "ألم نخبرك بأن هذا ما سيحصل" !!
فقبل مائة عام تقريبا عاش عالم ألماني يدعى لوكاس رشتار كان يؤمن بتوارث الصفات. وكي يثبت هذه الفرضية عمد إلى مجموعة من الديكة وقص أعرافها الحمراء وألبسها طرابيش زرقاء على أمل ان تنجب ذرية بهذا اللون .. وبالطبع فشلت التجربة وغدا أضحوكة الجميع ..
ولكن لنفترض فقط لنفترض ان تجربته نجحت وظهر النسل الجديد بأعراف زرقاء ؛ حينها فقط سنعتبره واحدا من أعظم علماء الدنيا وسينال بالتأكيد جائزة نوبل في الأحياء .. وهكذا يتضح أن الفاصل بين العبقرية والجنون بسيط جدا وواه جدا ويعتمد على النتيجة النهائية لأي عمل جريء…
وحين نراجع تاريخ العلوم بالذات نكتشف كما هائلا من المحاولات والتجارب التي انتهت بسخرية الجميع ، فيما كانت ستعتبر من أعظم التجارب قاطبة لو نجحت بالفعل :
فمن جامعة ديترويت حاول البروفيسور جيمس ماكونيل إثبات أن الذاكرة يمكن ان تنتقل عبر الأجيال. وهكذا عمد الى تدريب بعض الديدان على السير في متاهة معينة.. ثم سحقها وأطعمها الى مجموعة أخرى لم تخضع للتدريب السابق .. وحسب قوله ان التجربة نجحت وسارت الديدان (التي لم تخضع للتدريب) في المتاهة بنفس البراعة . غير ان التجربة لم تنجح حين كررها زملاء البروفيسور، وعلق أحدهم ساخرا "يبدو ان الديدان تنجح في قطع المتاهة لأنها تسير دائما حتى نهايتها" ...
ولعلكم سمعتم بأن "للقطط سبعة أرواح" .. وللتأكد من هذا الموضوع عمد العالم الايطالي (جريج ترينتي) الى وضع القطط في غرفة مفتوحة من الطرفين ؛ طرف يؤدي الى النجاة والسلامة وآخر يؤدي الى السقوط على سهم حاد .. ولكن مثل أي مخلوق آخر مات نصف القطط ، ونجا نصفها الآخر !!
وهناك شائعة تقول إن مشروبات (الكوكاكولا) تضعف الحيوانات المنوية . وللتأكد من هذا الأمر عمد الاطباء في جامعة هارفارد الى وضع عينات منوية في عدة أنابيب ثم سكبوا عليها انواعا مختلفه من المشروب . وفي النهاية اعلنوا ان نسبة الحامض (أو الPH في المشروب) تؤثر في العينات .. غير أن الشركات المنتجة أعادت التجربة وقالت "كان من المفروض ان تجرى على البيرة" !!
وعلى ذكر البيرة ؛ هناك حادثة طريفة وقعت (لأول) غواصة أعماق اخترعها الدكتور وليم بيب .. فحين انجز بيب هذه الغواصة منّى نفسه برؤية مخلوقات وكائنات لم يرها احد من قبل . وحين وصل الى عمق ألف متر واصبح الظلام دامسا فتح الأنوار الكاشفة فكان أول شيء وقعت عليه عيناه .. زجاجة بيرة فارغة !!! وفي عقد الخمسينيات فكر الجيش الاسترالي باستخدام الحمام الزاجل لحمل الرسائل بين قطاعاته المختلفة . وبعد صرف اربعمائة الف دولار وعامين من التجارب وتوظيف مجموعة من الخبراء توصل الى نتيجة مفادها : … استعمال الفاكس افضل !!
وأخيرا ؛ لعلي أخبرتكم عن عالم الكيمياء الانجليزي الذي كان واثقا من فوز ليفربول ببطولة الدوري. ومن فرط حماسه وعد بأنه (سيأكل قميصه) إن فاز به فريق آخر .. وبالفعل فاز فريق مانشستر بالكأس وأصبح لزاما عليه تنفيذ وعده وأكل قميصه.. ولفعل ذلك وضع القميص في حامض قوي حتى ذاب تماما.. ثم خلط الناتج مع مادة قلوية لمعادلة الحامض.. ثم خلط الناتج مجددا مع جبنة مالحة.. ثم فرد الجبنة على شريحة خبز وأكلها مع الخيار !!
... وفي مقال آخر سأخبركم ماذا فعلت بميكروويف الوالدة !؟
جريدة الرياض- فهد عامر الأحمدي