إنطلاقًا من وعينا كشباب وشابات ينضالون ويناضلن لتحقيق العدالة الإجتماعية والعلمانية الشاملة، نظّم إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني وجمعية Female، وبالتعاون مع دار الآداب لقاءً مع الباحثة والروائية نوال السعداوي وسط حضور حاشد في المركز الثقافي الروسي في بيروت نهار الأحد الفائت.
ألقى الرفيق شادي الأيوبي كلمة باسم الإتحاد رحّب فيها بالباحثة وبالحضور الكريم، وشدّد فيها على أهميّة اللقاء الذي ينسجم وجوهر أدبيّات ومشروع الإتحاد الفكري والسياسي، مؤكّدًا أننا " لن نخون أفكارنا وجيلنا وتجربته التي تصارع أعتى أشكال العنف المركّب والمقونن الذي يتماثل والأنظمة ومؤسساتها السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية والإعلاميّة التي وإن إختلفت بظاهرها إنما بعمقها أبوية ذكورية طبقية تزيّف الوعي وتسطّح اللغة"، وتابع "النسوية كطرح وأدوات وفلسفة تعيد ترتيب وتعريف المصطلح واللغة وتوصّف مكامن القمع ووأد الأفكار وسبات العقل وتطرح تطور المجتمع، برؤيتها العميقة للتداخل الجذري للقضايا والنضالات".
من الخاص للعام، وانطلاقًا من تجربتها الشخصية، توجّهت الناشطة النسوية حياة مرشاد من جمعية Female إلى د. نوال والحضور لتستعرض بعضًا من المعاناة التي تتشاركها النساء وكيف أثّرت كتابات السعداوي في تكوين وعيها النسوي والحقوقي والمتمرد.
خاطبت السعداوي الجمهور في قضايا لا تزال قيد النقاش والجدل والأخذ والرد، والتي برغم الإتفاق على توصيفها كمشكلات أو إشكاليات، يبقى هناك بعض من الاختلاف على نوعيّة مقارباتها والإفتراضات التي تلف حولها.
واختُتِم اللقاء بسلسلة من الأسئلة التي توجّه فيها الجمهور للسعداوي. تشعّبت الأسئلة بسياق قد يكون مشتّتًا فجاءت ردود السعداوي صريحة ومقتضبة -لضيق الوقت- لعناوين شكّلت مفاصل أساسية في مشروعها الفكري والإبداعي، بغزارته المعرفية والإنتاجية، الذي جمع بين الدراسات العلمية والأنواع الأدبية المختلفة، التي اعتمدت فيها القطيعة المعرفية مع الموروث، منحازةً لمبادىء الملاحظة والمشاهدة والتجريب والسببية ولمصادر علمية متنوعة كالطب وعلم النفس والإجتماع والإنتروبولوجيا، أي للواقع، الذي لم تعالج فيه قضايا المرأة العربية كقضايا منفصلة عن قضايا الرجل، أو المجتمع بأكمله، بل عالجته في صميم أسئلة الديمقراطية والتنمية والعدالة الإجتماعية والتناقضات.
وصرّحت السعداوي خلال اللقاء أنها تحضّر جزءًا من سلسلة «أوراق حياتي»، الذي يتناول حياتها في زواجها الثالث.
* يُذكر أنّ اللقاء تخلّله مبيع نسخ من مؤلفات الكاتبة - دار الآداب.