في ذكرى الشّهداء، عهدنا أن نكمل الدّرب... يحفل شهر حزيران بذكرياتٍ يرصّعها الشّهداء كما يرصّعون باقي أيّام السّنين بنضالاتهم. و لكنّ ذكريات حزيران لها رونقها، ففيها تتكاثر النّجوم الحمراء و تتلألأ. ففيه و قبل ٥٥ عاماً، استشهد القائد فرج الله الحلو في دمشق بعد أن قام النّظام العربيّ الرّسميّ بإذابة جسده بالأسيد، ليقضوا بذلك على حلمه بإطلاق حركة تحرّرٍ وطنيٍّ على امتداد هذا المشرق، حركةً تواجه الصّهاينة و تؤكّد على حرّيّة الشّعوب العربيّة و أملها بالعدالة الاجتماعيّة. و في ٢١ حزيران ٢٠٠٥، امتدّت يد الغدر و الإرهاب لتطال قائداً تاريخيّاً كبيراً هو القائد الشّهيد، جورج حاوي، الّذي حلم بحرّيّة تتخطّى الطّوائف لترسّخ وحدة اللّبنانيّين في مواجهة الكيان الصّهيونيّ. هو جورج حاوي، ابن بتغرين المتن الشّماليّ. و ليس غريباً على المتن الأعلى، المواجه للمتن الشّماليّ، أن يقدّم الشّهداء دفاعاً عن كلّ القضايا الوطنيّة، نسجاً على إرث هؤلاء القادة التّاريخيّين، فمن شهداء التّصدّي للهجمات الفاشيّة في صليما عام ١٩٧٦ حتّى شهداء المعركة الّتي نستذكرها اليوم بعد ٣۱ عاماً على وقوعها، مع الفاشيّين المدعومين من جيش الاحتلال، معركة القريّة - قبّيع، في ٢٧ حزيران ١٩٨٣، و منهم شهداء في المواجهة مع العدوّ الاسرائيليّ في جبهة المقاومة الوطنيّة اللّبنانيّة (جمّول). فمن صليما إلى الخريبة و حمّانا و من رأس المتن إلى العباديّة و من القريّة إلى قرنايل، تركت هذه القرى شهداءً في مختلف ساحات النّضال. و اليوم نستذكرهم في حين يحتدم الصّراع، و تجدّد الفاشّيّة أشكالها. فالعدوّ الصّهيونيّ لا يزال جاثماً على أرضنا، و الأنظمة الّتي أذابت شعوبها بالفقر و الجهل تجدّد نفسها، و تظهر راياتٍ سوداءَ من حلب إلى بغداد لتهدّد بإرهابها و إجرامها، فتمتدّ مخطّطاتها لتطال لبنان عبر تفجيراتٍ مجرمةٍ مريعة، في وقتٍ يشهد فيه النّظام اللّبنانيّ تفكّكاً في ظلّ عدم قدرته على تجديد نفسه، ليحلّ الفراغ في رئاسة الجمهوريّة فيما المجلس النّيابيّ يمدّد لنفسه كما يعطّل نفسه بنفسه، بعد أن عملت الأطراف الخارجيّة على استيلاد حكومةٍ ولادةً قيصريّة. و مع هذا التّفكّك، يهدّد هذا النّظام بتفكيك مجتمعنا و تفتيته، كما يصرّ هذا النّظام، رغم تفكّكه، على سلبنا حقوقنا، فيحرمنا الماء و الكهرباء و النّقل، كما الأمن، كما حقّ العيش الكريم بعد عرقلته المستمرّة لسلسلة الرّتب والرّواتب. هي علامات التّأزّم و التّشظّي تحيط بنا، و لكنّنا نجدّد عهدنا للشّهداء الّذين سقطوا في أحلك الظّروف، في ذكراهم كما في كلّ يومٍ، على متابعة نضالهم في سبيل وطنٍ حرّ و شعبٍ سعيدٍ بذلوا أرواحهم من أجله. إتّحاد الشّباب الدّيمقراطيّ اللّبنانيّ - فرع المتن، إتّحاد الشّباب الدّيمقراطيّ اللّبنانيّ - فرع صليما. ٢٨ حزيران ٢٠١٤